اكتشاف السرطان قبل سنوات من الإصابة!

لا يزال مرض السرطان عقبة في طريق العلماء والباحثين، إلا انهم يحاولون تجاوزها بكل الطرق الممكنة. إليكم ما كشفته هذه الدراسة عن الموضوع.

برعاية

sponsered by
اكتشاف السرطان قبل سنوات من الإصابة!

عكف الباحثون منذ الأزل على حل لغز السرطان بكافة جوانبه، وتوضح خلال هذه المسيرة العديد من الجوانب المظلمة فيه، إلا أن البحث لا يزال مستمراً في محاولة فهم المرض والقضاء عليه. لتأتي هذه الدراسة الجديدة كلها آمل في اكتشاف الإصابة بالسرطان قبل حوالي 13 سنة من الإصابة الفعلية به.

حيث وجدت هذه الدراسة التي قام بها باحثون من جامعتي Northwestern and Harvard Universities أن تغيرات مميزة في القسيم الطرفي telomeres الخاص بالشيفرة الوراثية، تعكس احتمالية الإصابة بالسرطان قبل سنوات من تشخصيه. وعلقت الباحثة الرئيسية في الدراسة الدكتورة ليفانغ هوو Lifang Hou أن فهم النمط في تغيّر نمو القسيم الطرفي من شانه ان يكون من علامات الإصابة بالسرطان وبالتالي المساعدة في تشخيصها قبل سنوات من الإصابة الفعلية.

والقسيم الطرفي عبارة عن تركيبات للحمض النووي في طرف الكروموسومات وهي مسؤولة عن عملية الشيخوخة. فمع التقدم بالعمر تقصر هذه القسيمات ويصبح طولها نصف الطول الأصلي مع الكبر.

واستطاع الباحثون من خلال دراستهم التي نشرت في المجلة الطبية EBioMedicine أن يكتشفوا أن التغييرات التي تحدث في طول القسيم الطرفي مع الوقت تعتبر دليلاً ومؤشراً للإصابة بمرض السرطان، ويتم الكشف عنها من خلال القيام بفحص دم بسيط.

سنوات من البحث

قام الباحثون بقياس طول القسيم الطرفي لـ 792 شخصا خلال 13 سنة، تراوحت أعمارهم ما بين 21-80 عاماً، ولا يملكون أي تاريخ للإصابة بالأمراض القلبية والسرطان والسكري وحتى ارتفاع ضغط الدم. علماً ان جميع المشاركين كانوا من الرجال، وتم اخضاعهم إلى عدد من الفحوصات على مدار السنوات المخصصة لذلك.

ووجد الباحثون أن 135 شخصاً منهم أصيب بانواع مختلفة من السرطان مثل سرطان الدم والجلد والرئة.

ولاحظ الباحثون ان القسيم الطرفي الخاص بالمصابين كان أقل طولاً من الأخرين، أي أنه كبر بالعمر بشكل أسرع خلال السنوات الأولى من الدراسة، كما أن هذه القسيمات توقفت عن النمو قبل تشخيص الإصابة بالسرطان بحوالي 3-4 سنوات. وأوضحت الدكتورة هوو: "لقد وجدنا أن السرطان يقوم بخطف القسيمات الطرفية القصيرة لمساعدته في الانتاشر في الجسم، بالتالي ان عثرنا على طريقة قيام الخلايا السرطانية بإيقاف هذه القسيمات من القصر سيكون من السهل العثور على علاج لتدميرها دون إذاء الخلايا السليمة في الجسم".

اكتشاف مبكر ولكن…

اذا نجحت هذه الآلية في تحديد ما اذا كان الشخص سوف يصاب بالسرطان ام لا، فانها ستزيد من فرص نجاعة العلاج وبالتالي الشفاء. فهذه الوسيلة ستساعده باتباع نمط حياة صحي وإحداث تغيرات في الحياة بالتالي تقليل فرص إصابته بالسرطان مستقبلاً.

لذا هناك حاجة لوجود المزيد من الأبحاث والدراسات في هذا المجال للتاكد من هذه النتائج، التي من شأنها أن تقلب موازيين اللعبة للفوز والقضاء على السرطان.

نشرت من قبل رزان نجار - الأحد 3 أيار 2015
آخر الأخبار