اكتشاف جينيات تشير لإمكانية الإصابة بالزهايمر منذ الطفولة
إن الإصابة بمرض الزهايمر تظهر في وقت متأخر من العمر، لتكون من نصيب كبار السن، ولكن هل بالإماكن تطوير طريقة تساعد في الكشف عنها في وقت مبكر؟

هذا ما حاول الباحثون القيام به من خلال دراستهم الجديدة التي نشرت في المجلة العلمية Neurology، ووجدوا أن جينات معينة تعمل على رفع خطر الإصابة بمرض الزهايمر، ومعظم هذه الجينات تترك آثارا جانبية على الشخص تظهر في مراحل الطفولة لتكون مؤشراً للإصابة بالمرض لاحقاً.
فالعامل الجيني يعد عامل خطر من مجموعة أخرى للإصابة بمرض الزهايمر مثل العمر والتاريخ العائلي، والعمل على تحديد هذه الجينات سيساعد كثيراً الأشخاص الذين يقعون في فئة الخطر للإصابة بالمرض.
وكشفت الدراسة أن جين معيت يدعى APOE بالإمكان العثور عليه لدى الأشخاص في فئة الخطر للإصابة بمرض الزهايمر قبيل وصولهم عمر العشرين، علماً أن أعراض المرض لا تظهر قبل وصول سن الـ 60 على الأقل.
ويقع هذا الجين على الكروموسوم الـ 19، ويلعب دوراً كبيراً ورئيسياً في تطوير الإصابة بمرض الزهايمر، حيث يحمل جميع الأشخاص نسختين من هذا الجين، واحدة يتم وراثتها من الأب وأخرى من الأم، بالإضافة إلى نسخ على النحو التالي:
- APOE ε2: وهي النسخة الأقل شيوعاً والتي توفر حماية معتلدة من الإصابة بالزهايمر
- APOE ε3: النسخة الأكثر شيوعاً والتي لا تؤثر على الإصابة بالمرض
- APOE ε4: ترفع من خطر الإصابة بمرض الزهايمر بحوالي أربع مرات، وفي حال كانت النسخة مضاعفة يزيد الخطر إلى 10 مرات تقريباً.
وهناك ست نسخ من هذا الجين تأتي بأشكال مختلفة، وهي: ε2ε2 وε3ε3 وε4ε4 وε2ε3 وε2ε4 وε3ε4، وكانت قد بينت دراسات سابقة أن الأشخاص الذين يحملون جين ε4 يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمرض مقارنة بغيرهم، ومن المتوقع ان يرفع هذا الجين من خطر الإصابة بالمرض بحوالي 20- 25%.
وبهذا الصدد عقبت الباحثة الرئيسية في الدراسة ليندا تشانع Linda Chang قائلة: "دراسة هذه الجينات لدى الأطفال قد تعطينا مؤشراً للأطفال الذين يقعون بفئة الخطر للإصابة بالزهايمر مستقبلاً، وقد تساعدنا أيضاً في تطوير أساليب وقائية للمرض".
وتمكن الباحثون من التوصل إلى هذه النتائج بعد استهدافهم لـ 1,187 طفلاً تراوحت أعمارهم ما بين 3- 20 عاماً، وخضعوا لفحص للدماغ وآخر جيني بالإضافة إلى فحوصات تخص مهارات الذاكرة والتفكير.
ووجدوا أن جين ε4 كان موجوداً لدى 10- 15% تقريبا من المشتركين، وكان التطور العقلي لديهم مختلف مقارنة بغيرهم، مما يدل على احتمالية إصابتهم بمرض الزهايمر مستقبلاً.
فهؤلاء الأطفال الذين يحملون هذا الجين، كانت نتائج فحص الدماغ لديهم مختلفة عن غيرهم، كما انخفضت نتائج فحص مهارات الذاكرة والتفكير لديهم.
ويأمل الباحثون ان تكون هذه النتائج مبشرة لتطوير آليات فحص تساعد في تنبؤ خطر الإصابة بمرض الزهايمر بعمر مبكر، بهدف إجراء تدخلات تحد من شدة المرض لديهم.