الأسبرين والحماية من سرطان المبيض

الأسبرين والحماية من سرطان المبيض

برعاية sponsered by

في السنوات الأخيرة، تراكمت معلومات من الفحوصات المخبرية والسريرية التي تشير إلى أن كلا من الأسبرين والأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAID’s) لها خصائص مضادة للسرطان. آلية عملها غير واضحة، ولكنها على ما يبدو تتضمن، تحريض موت الخلايا (الاستماتة apoptosis موت الخلية المبرمج)، خصائص مضادة لتكون الأوعية الدموية الجديدة (المضادة للوعائية) وزيادة نشاط الجهاز المناعي.

هذه النتائج المخبرية، جنبا إلى جنب مع البيانات السريرية، تدل على انخفاض البؤر الما قبل سرطانية وكذلك انخفاض في انتشار السرطان الغازي لدى المرضى الذين تلقوا هذه الأدوية. يوجد للأسبرين تأثير وقائي ضد الاصابة بسرطان المبيض، لا يزال من المستحيل تحديد الجرعة ومدة العلاج اللازمة لهذا الغرض

"اذا كان للأسبرين تأثير وقائي ضد الإصابة بسرطان المبيض، لا يزال من المستحيل تحديد الجرعة ومدة العلاج اللازمة لهذا الغرض"

العلاقة الأكثر أهمية كانت بين استخدام الأسبرين ومضادات الالتهاب NSAID’s وبين تطور سرطان القولون، ولكن النتائج الجديدة أكثر تشير إلى حماية أوسع ضد مجموعة متنوعة من أنواع السرطان.

يستمر سرطان المبيض بوضع تحديا علاجيا كبيرا على ضوء التشخيص المتأخر وغالبا مع عدم وجود علاجات فعالة. لا توجد حتى الآن طرق مسح فعالة وعلاج كيماوي وقائي فهذا الخيار قد يكون له أهمية سريرية كبيرة.

النتائج المخبرية تشير إلى أن للأسبرين وللـ NSAID’s يوجد خصائص مثبطة، ولا سيما فيما يتعلق بخلايا سرطان المبيض. عدد من الدراسات السريرية الاستعادية (retrospective study) والمستقبلية وكذلك بحثي مسح منهجيين حديثين نشرا حول هذا الموضوع. ولكن، للأسف، لهذه الدراسات والمعلومات الواردة فيها هناك تحفضات التي تجعل من الصعب التوصل إلى استنتاجات قاطعة.

مقال الذي كتبه تاربيرت وشركاه (Trabert et al) نشر مؤخرا في مجلة JNCI، والذي ارفق بمقال كتبه توني بنتسرلي (Tony Panzarelli) وأميت أوزه (Amit Oza). مقال المحرر يؤكد الأهمية المحتملة لهذا الموضوع .. وتألفت الدراسة من تحليل 12 دراسة لحالات مراقبة بين السكان، والتي فحصت العلاقة بين استخدام الأسبرين، NSAID والأسيتامينوفين (باراسيتامول) وبين تطور سرطان المبيض.

وخلص تاربيرت الى أن الاستخدام المنتظم للأسبرين، وخاصة بجرعات منخفضة يومية مرتبط بانخفاض نسبة تطور سرطان المبيض من 20٪ - 34٪. حجم العينة الكبير، أكثر من 10,000 امرأة، يتيح العثور على علاقة بقوة إحصائية أعلى من أي بحث سابق تم نشره. ومع ذلك، فهذا هو تحليل استعادي للبيانات ولذلك لديه بعض العيوب بما في ذلك إمكانية النسيان.

الاختلافات بين الابحاث فيما يتعلق بالمدة, الجرعة ووتيرة استخدام الأدوية تشكل مشكلة بشكل خاص. تم اجراء محاولات كبيرة لإخفاء هذه الفوارق، ولكن القيود الداخلية بقيت والتي تثير الشك حول استنتاجات الدراسة. إذا كان للأسبرين تأثير وقائي ضد الإصابة بسرطان المبيض كما استنتج تاربيرت، فلا يزال من المستحيل تحديد الجرعة ومدة العلاج اللازمة لهذا الغرض.

مقال المحرر في مجلة JNCI يقدر ما قد تكون أنسب طريقة لاستخدام الأسبرين لتحقيق تأثيره الوقائي. إذا ما أخذ في الاعتبار كلا من المعايير الصارمة المطلوبة لاتخاذ التدابير الوقائية الدوائية لكي تعتبر ناجحة وكذلك النسب الشاملة لحدوث سرطان المبيض، يبدو أن الاستراتيجيات الوقائية مناسبة للنساء اللاتي تزيد لديهن مخاطر الإصابة بالمرض. وفي هذا السياق، النساء اللاتي يحملن طفرات في داخل الجينات BRCA1 و- BRCA2، والتي تزيد، بشكل كبير، من خطر الإصابة بسرطان المبيض، هن مرشحات ليتم إجراء المزيد من الأبحاث في هذا المجال عليهن.

وإن لم تكن قاطعة، فالإضافة الأخيرة للأدبيات الطبية تعطي حافزا إضافيا لإجراء دراسات سريرية مستقبلية لفحص التأثير الوقائي الممكن للأسبرين على السكان المعرضين لزيادة خطر الاصابة بالمرض.

نشرت من قبل ويب طب - الاثنين 6 نيسان 2015

آخر الأخبار