الاضطراب الادراكي للاكتئاب وتأثيره على الأداء الوظيفي

أعراض الاضطرابات المعرفية وجدت في كثير من الأحيان لدى المرضى الذين يعانون من الاكتئاب

برعاية sponsered by
الاضطراب الادراكي للاكتئاب وتأثيره على الأداء الوظيفي

الاكتئاب (MDD) هو واحد من الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعا. تشير الدراسات إلى أن واحدا من كل سبعة أشخاص يعانون من الاكتئاب خلال حياتهم [1]. وتشير التقديرات إلى أن حوالي 20٪ ممن يعانون من الاكتئاب يعانون أيضا من اضطراب مزمن. في كثير من الأحيان يكون هناك ضرر نفسي-اجتماعي مستمر. الضرر المعرفي هو عامل ربط مهم بين الاكتئاب والضرر النفسي-الاجتماعي.

أحد المعايير لتشخيص حالات الاكتئاب, وفقا لـ DSM 5, هو تدني القدرة على التفكير والتركيز [2]. هناك أدلة متزايدة تشير الى ان الضرر المعرفي شائع في المرحلة الحادة للاكتئاب وكذلك خلال المرحلة التي يكون فيها المرض غير فعال.

الأعراض المعرفية التي وجدت لدى المرضى الذين يعانون من الاكتئاب هي: الاضطراب في الوظائف الادارية (القدرة على تنظيم الوقت والمكان، التركيز، الانتقال بين المهام، تحديد الأولويات، الذاكرة في العمل، وما إلى ذلك)، الاضطراب في التركيز البصري-الحركي, اضطراب في سلاسة الأفكار، اضطراب في الذاكرة على المدى القصير والذاكرة في العمل، التعلم اللفظي وغير اللفظي والذكاء العام.

مجموعة Judith Jaeger نشرت في دورية Psychiatry Research بحث طبيعي - Naturalistic, الذي بحث فيه تأثير ضعف الادراك، دون علاقة بعلامات الاكتئاب أو الاضطرابات النفسية، على الحالة الوظيفية لدى المرضى الذين يعانون من الاكتئاب.

وشملت الدراسة 48 مريضا الذين دخلوا الى مستشفى الأمراض النفسية بسبب حالة الاكتئاب. خضع المرضى لعملية تقييم لحالتهم النفسية وكذلك لتقييم عصبي - معرفي لتحديد شدة الضرر الادراكي أثناء العلاج في المستشفى, ومرة أخرى بعد حوالي ستة أشهر من خروجهم من المستشفى.

كما هو متوقع، بعد 6 أشهر من الخروج من المستشفى، كان هناك تحسن كبير من حيث تراجع حدة الاكتئاب (انخفاض في HAM-D من -16.18 إلى -11.68). على الرغم من التحسن في الأعراض الاكتئابية، فقد عانى حوالي 60٪ من المعالجين من ضعف كبير في الأداء اليومي (MSIF> 5). وجد أن بعض الوظائف المعرفية تشير الى عودة الأداء الطبيعي، بعد ستة أشهر من العلاج في المستشفى، بما في ذلك الوظائف غير اللفظية, التعلم والوظائف الحركية.

في الدراسة التي نشرتها مجموعة Raymond Lam؛ [4] تم فحص أي من الأعراض الاكتئابية والآثار الجانبية للأدوية التي اشار اليها المرضى الذين يعانون من الاكتئاب الشديد كعوامل رئيسية للخلل الوظيفي في مكان العمل. شارك في هذه الدراسة 164 مريضا. الأعراض الرئيسية المبلغ عنها من قبل المرضى كعوامل للخلل الوظيفي كانت (بترتيب تنازلي): انخفاض في الدافعية، نقص الطاقة، تدني الحالة المزاجية، النشاط البطيء، التوتر، انخفاض في التركيز واضطرابات الذاكرة.

يمكن أن نرى أن عدد غير قليل من الأعراض التي أضرت بالأداء الوظيفي كانت مرتبطة بالضرر الادراكي. يجدر بالذكر، ان الأفكار الانتحارية ذكرت في أسفل قائمة الأعراض الاكتئابية التي سببت الخلل الوظيفي.

هل هناك علاج معين يمكنه تخفيف الأعراض المعرفية في حالة الاكتئاب؟

إذا كانت الأعراض المعرفية مرتبطة بالاكتئاب نفسه وليست نتيجة ثانوية لاضطرابات النوم، الضعف أو أمراض أخرى، يمكن توجيه علاج مخصص: علاج دوائي أو علاج نفسي، للضرر المعرفي.

 

القليل من الدراسات مزدوجة التعمية العشوائية فحصت فعالية مضادات الاكتئاب المختلفة في تحسين الأعراض المعرفية خلال الاكتئاب. وجد في الدراسات الغير مراقبة ووصف الحالات, أن الأدوية المضادة للاكتئاب من نوع SNRI ,SSRI و- bupropion أظهرت بعض الفعالية في الحد من الأعراض الإدراكية [7،6].

وجد ان دواء الـ Duloxetine فعال أكثر من العلاج الوهمي، في تحسين التعلم اللفظي والذاكرة فقط بين كبار السن [8،9]. وجد ان الـ vortioxetine (برينتليكس) فقط فعال في تحسين التعلم اللفظي والذاكرة وأيضا الأعراض المعرفية الأخرى في تحسين سرعة التحليل والذاكرة في العمل [6،8].

بشكل مفاجئ، تم اجراء دراسات قليلة جدا التي فحصت بموضوعية فعالية العلاج النفسي في تحسين الأعراض المعرفية خلال الاكتئاب.

باختصار، الأعراض الإدراكية كثيرا ما وجدت لدى المرضى الذين يعانون من الاكتئاب. هذه الأعراض يتم العثور عليها في كثير من الأحيان حتى بعد تراجع الاكتئاب نفسه. وبشكل واضح، هذه الأعراض المعرفية تسبب معاناة كبيرة للمرضى ولاضطراب وظيفي كبير. وبالتالي، فمن الضروري كشف ورصد الأعراض الإدراكية للمرضى الذين يعانون من الاكتئاب، ومحاولة علاجهم.

 

 

نشرت من قبل ويب طب - الاثنين 1 شباط 2016

آخر الأخبار