الاكتئاب ينتقل من الأمهات إلى بناتهن
هل من الممكن أن تقوم الأم بتوريث الاكتئاب إلى أطفالها؟ هل يصاب الأطفال الذكور والإناث؟ إليكم ما كشفته الدراسة التالية.

بينت نتائج دراسة جديدة نشرت في المجلة العلمية Journal of Neuroscience أن الاكتئاب من شأنه أن ينتقل من الأم إلى أطفالها الإناث.
حيث توصل الباحثون القائمون على الدراسة إلى هذه النتيجة من خلال دراستهم للتشابه في الهياكل الدماغية بين الأجيال، وكانت قد لاحظت الدراسات العلمية السابقة أن الاكتئاب الذي يصيب الأمهات يتواجد عند أطفالهن الإناث أيضاً.
وأوضحت الدراسات التي تمت على الحيوانات أنه عندما تصاب الأم بالتوتر خلال فترة الحمل، ينعكس ذلك على هيكلية دماغ الجنين الأنثى وليس الذكر، ويتأثر الجزء الذي يدعى Corticolimbic في الدماغ بشكل أكبر من غيره.
ويعمل هذا الجزء على تقييم الخطر، وهو المكان الذي يتم فيه معالجة المشاعر والعواطف وتنظيمها، ويشمل كل من:
- الحصين Hippocampus
- اللوزة Amygdala
- القشرة الحزامية الامامية Anterior cingulate cortex
هذا وتنتقل الاضطرابات المزاجية مثل الاكتئاب والقلق والتوتر عبر هذا الجزء، وحسبما لاحظ الباحثون فإنها تنتقل من الأم إلى أطفالها الإناث فقط.
لذا قام الباحثون باستهداف 35 عائلة لم يشخصوا بالإصابة بالاكتئاب من قبل، وتم فحص وقياس مستوى المادة السنجابية Gray matter لكل من الأهل والأطفال.
ووجد الباحثون أن المستظويات تشابهت لكل من الأمهات والأطفال الإناث، أكثر من الذكور، أو من الأباء والأطفال سواء الذكور أو الإناث.
وأكد الباحثون أن هذه النتيجة لا تشير بأن الأمهات هن المسؤولات عن إصابة بناتهن بالاكتئاب، بل هناك عدة عوامل تلعب دورا هاماً بالموضوع مثل:
- الجينات لا تورث من الامهات
- البيئة الإجتماعية
- تجارب الحياة
- ويعتبر انتقال الاكتئاب من الأم إلى الفتيات عاملاً واحداً فقط، وليس السبب الرئيسي.
وتم استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (Magnetic Resonance Imaging - MRI) للكشف عن مستويات المادة السنجابية لأول مرة، وأشار الباحثون أنه بالإمكان استخدام هذه الأداة مستقبلاً للكشف عن المشاكل العصبية الموروثة مثل القلق والتوحد والنرجسية وحتى عسر القراءة Dyslexia.
ويأمل الباحثون بأن يقوموا باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي في بحث جديد لهم من أجل النظر في هيكلية الدماغ في الحالات التي تتم فيها علاجات الاخصاب في المختبر (In Vitro Fertilization).