الباحثة الرئيسية لدراسة الـ WHIكان هناك استخدام غير لائق لنتائج البحث
تعقيبا على المقال الذي نشر مؤخرا في مجلة NEJM والذي عارض الحد من العلاج الهرموني للنساء بعد انقطاع الطمث، توجهنا لاثنين من الخبراء لسماع آرائهم بشأن العلاج الموصى به

بعد 14 عاما من الدراسة الأمريكية التي أدت الى خفض نحو 80٪ في العلاجات الهرمونية لدى النساء بعد سن اليأس (Menopause)، نشر في الأسبوع الماضي مقال رأي في مجلة NEJM، الذي يدعي أن نتائجها لم تكن صحيحة، وأن هذه العلاجات قد تكون ملائمة في كثير من الحالات.
كتبت المقالة الجديدة من قبل الدكتورة جو آن مانسون (JoAnn E. Manson)، من كلية الطب بجامعة هارفارد ومستشفى الأمراض النسائية، "بريجهام" في بوسطن، التي كانت واحدة من رواد الدراسة الأصلية. جنبا إلى جنب مع الدكتور أندرو كوانتش، كلية الطب في جامعة فلوريدا، كتبت الدكتورة مانسون أنه كان هناك استخدام غير صحيح لنتائج البحث، وأنه في الوضع الحالي فان الجيل الجديد من الخريجين من كليات الطب لا يعرفون كيفية علاج أعراض انقطاع الطمث وكيفية وصف العلاجات الهرمونية البديلة للنساء اللواتي يمكن أن يستفدن منها وتحسين صحتهن.
البحث الذي أوقف استخدام العلاج الهرموني أدى الى انخفاض بنسبة تصل إلى 80٪ في هذه العلاجات بين النساء في الولايات المتحدة والمعروف باسم Women’s Health Initiative؛ (WHI). وادى الى أن أصبح القرار الذي يتخذ من قبل النساء بشأن هذا النوع من العلاج مصحوب بشيء من القلق والارتباك "، كتب د. مانسون ود. كوانتش.
وقد تم تصميم دراسة الـ WHI لفحص المخاطر والفوائد من الاستخدام على المدى الطويل للعلاج الهرموني للوقاية من الأمراض المزمنة لدى النساء بعد سن اليأس، واللواتي كان متوسط أعمارهن عند بدء العلاج 63. واضاف الأثنين في المقال "لكن الآن"، "فإن العلاج يتعلق بالنساء في سنوات الـ 40 والـ 50 من أعمارهن، اللواتي يعانين من أعراض محركة للأوعية- vasomotor ".
ووفقا للباحثين، على الرغم من توفر العلاجات الهرمونية وغير الهرمونية الفعالة لعلاج أعراض سن اليأس، فان عدد قليل من النساء اللواتي يعانين من هذه الأعراض يحصلن على التشخيص أو العلاج الملائم. الجمعيات الطبية المتخصصة في علاج النساء بعد انقطاع الطمث تتفق على أن العلاج الهرموني النظامي هو العلاج الأكثر فعالية المتاح حاليا لعلاج هذه الأعراض وانه يجب أن يوصى به للنساء اللواتي يعانين من أعراض تقلص الحركية الوعائية المعتدلة إلى الشديدة - بشرط ألا تكون هناك أي موانع.
"نحن نعلم،" كتب أيضا الباحثون، "أن الخطر المطلق للنتائج السلبية أقل بكثير بين النساء الشابات منه لدى النساء المسنات. التأثير الكلي على الوفيات لأي سبب بين النساء الشابات محايد أو حتى إيجابي. المستحضرات الهرمونية الجديدة - بما في ذلك تلك التي تحتوي على جرعات أقل وتعطى تحت الجلد - فضلا عن نظام العلاج بالهرمونات البديلة المتطابقة بيولوجيا للهرمونات الطبيعية (bioidentical hormones)، والتي وافقت عليها ادارة الاغذية والعقاقير الـ FDA، متوفرة حاليا لعلاج أعراض سن اليأس".
بالإضافة الى ذلك كتب في المقال: " تجربتنا تشير الى أن العديد من الأطباء لا يشعرون بالراحة عند اقتراح أو حتى مناقشة إمكانية تقديم هذا النوع من العلاج. حيث ان الأطباء أنفسهم يجدون صعوبة في التحدث عن ذلك أو انهم يفعلون ذلك فقط في حالات نادرة - نتجت صعوبة في مساعدة النساء اللواتي يعانين من هذه الأعراض في اتخاذ قرارات بشأن تلقي هذا العلاج.
"الخوف من اعطاء العلاج لأعراض سن اليأس عطل العلاج السريري للنساء في منتصف العمر، وبالتالي خلق عبئا كبيرا ومعاناة لا داعي لها ".
"يتميز توقف الحيض بعدد كبير من التغيرات البدنية والنفسية التي تتعرض لها المرأة. التغييرات تحدث في عدة أنظمة في الجسم. كما جاء في المقال أيضا، والتعبير عنها، يعبر عنه، بالهبات الساخنة، اضطرابات النوم، التعب، صعوبة التركيز والتغييرات المزاجية. وتتفاقم الأعراض مع مر السنين.
"الأساس للعلاج الصحيح لهذه الظواهر هو الاعتراف بأن هذه المشكلة هي مشكلة متعددة الأنظمة وأن العلاج يجب أن يعطي حل لمعظم الشكاوى التي تقولها المرأة للطبيب. ويحتاج أيضا إلى أن يكون ملائم بشكل شخصي لكل امرأة. ولكن اعطاء علاج ملائم بشكل شخصي يتطلب أيضا التدريب الصحيح لأطباء أمراض النساء خلال فترة التدريب. في الإحصاءيات التي أجريت في الولايات المتحدة اعترف أطباء أمراض النساء المتدربين، أنه على الرغم من إدراكهم لأهمية علاج النساء في سن اليأس، إلا أنهم يعتقدون بأنهم لا يحصلون على التدريب الكافي لإعطاء هذا العلاج خلال سنوات التخصص.
"ليس هناك خلاف على أن العلاج الهرموني البديل فعال في اعطاء حل متعدد الأنظمة لشكاوى النساء. لكنه تعرض لضربة قاسية بعد صدور نتائج دراسة الـ WHI المذكورة أعلاه. وبعد نشر هذا المقال نشأ بالفعل ارتباك وقلق لدى النساء - والملايين من النساء في جميع أنحاء العالم توقفن فورا عن استخدام المستحضرات الهرمونية. أيضا بدايات العلاج الجديدة قلت كثيرا، بسبب خوف الأطباء من مواصلة وصف هذه المنتجات، حتى يتم فحص نتائج الدراسة بعناية. وفي الوقت نفسه، لوحظت زيادة في استخدام وسائل بديلة لهذا العلاج: المكملات الغذائية, المستحضرات النباتية المختلفة, الأدوية النفسية المختلفة، الوخز بالإبر وغيرها.
"في حين أن سلامة وفعالية العلاج الهرموني تمت دراستها على نطاق واسع، وتمت الموافقة عليها من قبل العديد من السلطات الصحية في جميع أنحاء العالم, ففعالية وسلامة بعض المستحضرات البديلة الأخرى، لم يتم فحصها بشكل مراقب، على الرغم من أن استخدامها شائع.
"الجمعيات المهنية في مجال طب أمراض النساء في العالم تدعم اعطاء العلاج الهرموني البديل للنساء اللواتي يعانين من أعراض سن اليأس المعنيات بتلقي العلاج الأمثل والأوسع للأعراض، ولكن هذا يتطلب ملائمة العلاج لاحتياجات كل امرأة وبشكل شخصي وبالنظر الى سنها، ووضعها الصحي. هذا الأمر يتطلب من الأطباء تلقي تدريب مهني خاص. من المهم جدا مراقبة التحسن في شكاوى النساء وإجراء تغييرات وتعديلات على العلاج الذي يعطى لهن. هذا هو المفتاح للتعامل الصحيح والآمن مع أعراض سن اليأس ولتحسين جودة حياة النساء ".