التباهي الزائد بالطفل يجعله نرجسيا
وجدت دراسة جديدة أن التباهي الزائد بالطفل يجعله نرجسيا، فما هي حقيقة هذه الدراسة؟

للطفل الأول في العائلة حصة الأسد من الدلال والتباهي، فماذا لو كان هذا الطفل ذكرا؟ بالطبع سيزداد حينها التباهي والدعم ليكون مضاعفا، ولتصبح كل طلبات الطفل أوامرا يجب تنفيذها، دون إدراك الوالدين بأنهم يجعلون طفلهم نرجسيا من خلال هذه التصرفات. وهذا ما أكدته هذه الدراسة الجديدة التي قامت بها جامعة University of Amsterdam.
حيث أوضحت الدراسة التي نشرت في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences، أنه يجب عدم المبالغة في التباهي بالطفل، كي لا يصبح نرجسيا.
التباهي الزائد يشجع النرجسية
استهدف الباحثون القائمون على الدراسة 565 طفلا وذويهم في هولندا، وتراوحت أعمار الأطفال ما بين 7-11 عاما. وكان على المشتركين ملء استمارات أربع مرات خلال فترة الدراسة، وكانت المدة الفاصلة بين كل استمارة وأخرى ستة أشهر.
كانت إحدى هذه الاستمارات مخصصةً للوالدين، وذلك من أجل الموافقة أو عدم الموافقة على الجملة التالية: "طفلي مثال يحتذى به من قبل الأطفال الأخرين". بالإضافة إلى طرح بعض الأسئلة على الأطفال وذويهم حول تعبير الوالدين عن مشاعرهم اتجاه طفلهم، مثل: "أخبر طفلي بمقدار حبي له" أو "أمي وأبوي يخبرونني بمقدار حبهم لي".
واهتم الباحثين في التمييز ما بين النرجسية، والثقة بالنفس والتفرقة ما بينهما، وأوضح الباحث الرئيسي البروفيسور براد بوشمان Brad Bushman: "ان من يتحلى بالثقة بالنفس يعتقد أنه جيد مثل الأخرين، أما النرجسي فيعتقد أنه أفضل من الأخرين".
ووجد الباحثون، أن الأطفال الذين يتحلون بثقة بالنفس وافقوا على الجملة التي تقول: "نحن سعيدين بأنفسنا كما نحن، ونحب أنفسنا على هذا الشكل" ولم يشيروا إلى أنهم أفضل من الأخرين.
أما الأطفال الذين وصفهم والديهم بأنهم أفضل من الأخرين ويستحقون المزيد والأفضل بحياتهم، كانت نتائجهم أعلى كأشخاص نرجسيين. وعلق البروفيسور بوشمان أن الأطفال يصدقون الأمر عندما يقوم والديهم بإخبارهم أنهم أفضل من الأخرين، وهذا الأمر ينطوي على سلبيات شخصية ومجتمعية".
إلا أن التباهي الزائد من قبل الوالدين في أغلب الأحيان يكون بقصد إعطاء الطفل الثقة بالنفس، دون إدراكهم بأن هذا الأمر يخلق طفلا نرجسيا. والملفت للنظر أن النتائج أوضحت وجود علاقة بين التباهي الزائد من قبل الوالدين بالطفل والنرجسية، في حين كانت العلاقة طردية بين التعبير عن مشاعر الحب والثقة الزائدة بالنفس، إلا انها لم تصل إلى حد النرجسية.
وبالطبع لا يعتبر التباهي الزائد هو العامل الوحيد للنرجسية، بل هو أحد المحفزات والعوامل العديدة، حيث قد يكون لا يكون الطفل نرجسيا بالرغم من تباهي والديه الزائد فيه، فهذا الامر يعتمد على شخصة الطفل أيضا.
وأوضح البروفسور بوشمان أن التباهي الزائد بالطفل يجشع النرجسية وليس الثقة بالنفس، على عكس التعبير عن مشاعر الحب، التي تشجع الثقة بالنفس. وأضاف البروسفور بوشمان: "أنا بصفتي والدا لثلاثة أطفال، قمت بتغيير اسلوبي مع أطفالي بعض نتائج الدراسة، فكنت أعتقد أن أطفالي يجب أن يتم تربياتهم على أساس أنهم أكثر من مميزين، أما الان أدركت أن التعبير عن مشاعر حبي لهم أهم من التباهي فيهم".