مشاهدة الشباب للتلفاز مطولاً يؤثر على قدراتهم المعرفية
جميعنا نعرف المخاطر المترتبة على مشاهدة التلفاز لساعات طويلة وقضاء معظم وقت الفراغ أمام شاشات التلفاز، ولكن جاء هذه الدراسة الجديدة لتتحقق من أثر مشاهدة التلفاز على الشباب!

وجدت دراسة جديدة نشرت في المجلة العلمية JAMA Psychiatry ان الجلوس المطول لمشاهدة التلفاز وعدم القيام بأي نشاط بدني يترك آثارا سلبية عديدة على صحة الإنسان.
وأشار الباحثون القائمون على الدراسة بأن مساوء الجلوس المطول معروفة من قبل المعظم والتي تتضمن ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب وبعض أنواع السرطان بالإضافة إلى كل من السمنة والسكري.
في المقابل، يتمتع الأشخاص النشيطين جسدياً بصحة جيدة، ويعيشون حياة صحية أطول من غيرهم، كما يكونون أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب.
حيث كانت قد بحثت الدراسات العلمية السابقة أثر الجلوس المطول وعدم ممارسة النشاط البدني على من هم في الثلاثين من عمرهم، أو حتى الأطفال، ولكن فئة الشباب لم يتم دراستها أبداً لتكون بذلك هذه الدراسة الأولى من نوعها.
ولمعرفة أثر الجلوس المطول ومشاهدة التلفاز من قبل الشباب وعدم ممارسة النشاط الرياضي، استهدف الباحثون 3,247 مشتركاً تراوحت أعمارهم ما بين 18- 30 عاماً، وكان نصفهم من الإناث، علماً أنه تم تتبع المشتركين لفترة 25 عاماً.
وطلب من المشتركين ملء استمارات كل 2- 5 سنوات، تتضمن أسئلة حول الفترة الزمنية التي يقضيها الشخص في مشاهدة التلفاز والوقت الذي يقضيه في ممارسة التمارين الرياضية يومياً.
وبعد 25 عاماً خضع جميع المشتركين الخضوع لثلاثة اختبارات:
- اختبار أرقام الرمز التبديلية Digit Symbol Substitution Test (DSST): وهو يهدف إلى قياس سرعة المعالجة والأداء التنفيذي، بالإضافة إلى تنظيم ومراقبة العمليات المعرفية والتي تتضمن الذاكرة والمنطق والمرونة في أداء المهام وحل المشاكل والتخطيط.
- اختبار ستروب Stroop test: والذي يهدف إلى فحص الأداء التنفيذي للمشتركين.
- اختبار ري السمعي اللفظي التعليمي Rey Auditory Verbal Learning Test (RAVLT) والذي يعمل على تقييم الذاكرة اللفظية.
ووجدت الدراسة النتائج التالية:
- من قضى معظم وقته جالساً ولم يقم بنشاط بدني يذكر كانت نتائج كل من اختبار أرقام الرمز التبديلية وري السمعي اللفظي التعليمي سيئة.
- كما كانت فترة الجلوس الطويلة مرتبطة في بطء سرعة المعالجة وتراجع في الوظائف التنفيذية، بمعزل عن الذاكرة اللفظية.
وتوصل الباحثون في النهاية إلى أن انخفاض النشاط البدني وارتفاع وقت مشاهدة التلفاز خلال فترة الشباب مرتبطة في سوء الاداء الإدراكي في منتصف عمر الإنسان.