التهاب البلعوم لدى الأطفال - هل النتائج السريرية تسمح بالتشخيص الدقيق لالتهاب البلعوم الناجم عن العقديات؟
ووفقا لمراجعة منهجية للأدبيات الطبية في هذا الموضوع، أيا من العلامات السريرية وكذلك أيا من القواعد المعتمدة على دمج العلامات، لم يتمكن من تشخيص دقيق بما يكفي لالتهاب البلعوم الناجم عن العقديات في الأطفال
التهاب البلعوم (pharyngitis) هو سبب 6٪ - 8٪ من زيارات الأطفال للطبيب. التشخيص الدقيق لالتهاب البلعوم الناجم عن العقديات streptococcal pharyngitis)) مهم لأن المجموعة أ العقدية (GAS-group A streptococcus) يمكن أن تؤدي لمضاعفات مثل حدوث خراج حول اللوزة (abcess peritonsilar) أو الحمى الروماتيزمية الحادة acute rheumatic fever)).
هناك اليوم اختبار سريع والذي يسمح باكتشاف التلوث بالـ GAS (نسبة الحساسية - 85٪، نسبة النوعية - 96٪)، ولكن فحص جميع الأطفال الذين يعانون من التهاب البلعوم يمكن أن يؤدي إلى الإفراط في علاج المصابين بالـ GAS (أي هناك من الأطفال الذين يتم العثور لديهم على GAS في البلعوم وفقا لنتائج فحص المستنبت البكتيري ولكن الجرثومة لا تسبب لديهم رد فعل مناعي). ولذلك، فإن مسألة موثوقية النتائج السريرية في اكتشاف أو نفي وجود تلوث بالـ GAS مهمه جدا.
بالنسبة لالتهاب البلعوم لدى الأطفال فمعظم المبادئ التوجيهية السريرية تنص على أن التشخيص السريري لتلوث الـ GAS ليست موثوقة، ولذلك يجب إجراء فحوص ميكروبيولوجية لجميع الأطفال الذين يشك في أنهم مصابون بتلوث الـ GAS. ومع ذلك، ينصح في بعض المبادئ التوجيهية باتخاذ القرارات السريرية وفقا لنتائج سريرية مختلفة.
تم اجراء مراجعة منهجية للأدبيات الطبية حول هذا الموضوع في محاولة لاستخلاص استنتاجات فيما يتعلق بموثوقية النتائج السريرية لتشخيص الـ GAS. هذه المراجعة شملت 34 بحثا، شمل 24418 مشاركا. وبلغت نسبة انتشار التهاب البلعوم الناجم عن العقديات عند دمج جميع الدراسات 33.8٪. حيث نشرت هذه الدراسات بين الأعوام 1953-2010، ومعظمها أجريت في الولايات المتحدة أو في أوروبا، القليل من النتائج السريرية وجد بأنها ليست فعالة في اكتشاف أو نفي وجود تلوث بالـ GAS. وجد أن خمسة نتائج سريرية (الطفح الجلدي القرمزي الشكل - scarlatiniform rash، وجود حبرات - petechiae في الحنك، انصباب من اللوز البلعومية، القيء والحساسية في الغدد الليمفاوية) تؤدي لزيادة احتمال تشخيص التهاب البلعوم العقدي إلى نسبة أكثر من 50٪، وبالتالي، يمكن أن تعتبر مفيدة ولكن ليس للتشخيص.
أي من الدمج بين العلامات السريرية، أو قواعد التنبؤ (prediction rules) والتي تعتمد على دمج بعض هذه العلامات، لم يكن فعالا في تشخيص الإصابة بتلوث الـ GAS في أكثر من 85٪ من الحالات أو حتى في نفيها. بالنسبة لواحد فقط من قواعد التنبؤ (الذي شمل الدمج بين سيلان الأنف الحاد دون وجود تورم في اللوزتين، تضخم الغدد الليمفاوية أو الطفح الجلدي القرمزي - scarlatiniform rash) وجد أن احتمال وجود التهاب البلعوم العقدي هو 11٪ فقط، ولكن حتى في هذه الحالة فقد كان مدى الثقة واسعا (2.9-35%).
خلص الباحثون إلى أن أيا من العلامات السريرية أو الدمج بينها لا يسمح بالتشخيص الدقيق أو النفي لوجود التهاب البلعوم العقدي، لذلك ليس هناك مفرا من اجراء الاختبارات الميكروبيولوجية للأطفال الذين يعانون من التهاب البلعوم. بالنسبة للبالغين، هناك مبادئ توجيهية لتقسيم مستويات الخطر المختلفة وفقا للنتائج السريرية، لكن يبدو أن هذا النهج ليس مفيدا للأطفال.
المصدر : Shaikh et al.; Accuracy and Precision of the Signs and Symptoms of Streptococcal Pharyngitis in Children: A Systematic Review، The Journal of Pediatrics 2012 Mar;160(3):487-493.e3