الحقن الذكية اختراع بسيط ينقذ الملايين
ما هي الحقن الذكية؟ وماذا تفعل لانقاذ المرضى؟ التفاصيل بالمقال التالي.

هل تعلم أنه في عام 2000 زادت نسبة الاصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة الـ HIV بحوالي 5%، والتهاب الكبد ب hepatitis B virus بنسبة 32%، في حين ارتفعت نسبة الإصابة بالتهاب الكبد ج- hepatitis C virus حوالي 40%، وذلك بسبب استخدام الحقن الملوثة والمستخدمة أكثر من مرة، في الدول النامية!
بالتالي الاستخدام الامن والصحيح للحقن من شأنه أن يقلل من أعداد الإصابات بهذه الأمراض بشكل ملفت، ومن أجل هذا دعت منظمة الصحة العالمية إلى استخدام الحقن الذكية "Smart Syringes".
حيث كشفت منظمة الصحة العالمية عن هذه الأرقام في دراسة قامت بها، ونشرت في مجلة PLOS ONE، وأوضحت أنه ما بين عامي 2000 و2010، تم تحقيق انجاز هائل في تقليل أعداد الإصابات بالعدوى بسبب الحقن الملوثة. حيث أصيب في عام 2010 حوالي 1.7 مليون شخصا بالتهاب الكبد ب، وما يقارب الـ 315,000 شخصا بالتهاب الكبد ج، و33,800 شخصا تقريبا بفيروس نقص المناعة المكتسبة ال- HIV، بسبب الحقن الملوثة.
ويسبب استخدام الحقنة نفسها لأكثر من شخص واحد انتشار العديد من الأمراض المعدية والخطيرة في العالم، حيث بالإمكان حماية ملايين الأشخاص في حال قيام القطاعات الصحية باستخدام الحقن الذكية، التي تستخدم لشخص واحد فقط.
ما هي الحقن الذكية؟
ارتأت منظمة الصحة العالمية أنه من الأفضل استخدام ما يعرف بالحقن الذكية، والتي من شانها أن تحد من مشكلة الإصابة بالأمراض المعدية بسبب الحقن الملوثة! حيث من المستحيل أن يتم استخدام هذه الحقن الذكية لأكثر من شخص واحد، وهناك عدة نماذج لهذه الحقن كما أوضحت المنظمة، تبعا لطريقة عملها.
ومن بين هذه النماذج، يوجد حقنة تحتوي على منطقة ضعيفة في المكبس، والتي تؤدي إلى انكساره في حال محاولة سحبها للخارج بعد استخدامها. وفي نموذج أخر تم وضع قطعة معدنية، تمنع إعادة سحب المكبس بعد استخدام الحقنة. ويوجد نوع اخر من الحقن الذكية، والتي صنعت على أساس دخول الإبرة إلى داخل الحقنة بعد استخدامها المرة الأولى.
ومن أجل حماية العاملين في القطاع الصحي من الحوادث الشخصية بسبب الحقن، قاموا بإيجاد خاصية في هذه الحقن الذكية، وهو عبارة عن غلاف أو غطاء يقوم بتغطية الإبرة بعد استخدامها للمرة الأولى.
ومن هذا المنطلق، تحث المنظمة جميع الدول باستبدال الحقن بالذكية مع حلول عام 2020، وبالتالي تشجع الشركات على انتاج مثل هذه الحقن بالجودة المناسبة. إلا أن هذه الحقن تكلفتها حوالي ضعفين الحقن العادية، ومن الضروري وجود جهات مانحة من أجل توفير هذه الحقن لبعض الدول التي لا تستطيع تحمل تكلفتها، وأوضحت المنظمة بهذا الخصوص أن سعر الحقن الذكية سينخفض مع مرور الوقت وارتفاع الطلب عليها، وفي المقابل، ان السعر المرتفع قليلا لهذه الحقن يوفر عناء علاج الأمراض المعدية الباهظ!
وكان رسام بريطاني يدعى Marc Koska البالغ من العمر 53 عاما، قد اخترع هذه الحقنة، وأوضح أن هذه الفكرة راودته بعد قراءته للصحيفة اليومية التي تحدثت عن انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة ال- HIV بسبب الحقن الملوثة.
الحقن الملوثة..عناء واصابات
تعمل منظمة الصحة العالمية على إعطاء موضوع الحقن الملوثة أهمية خاصة، بالإضافة إلى الحاجة لوجود أجهزة تحمي العاملين في القطاع الصحي من الحوادث التي تحدث لهم بسبب الحقن وتعرضهم لخطر الإصابة بالعدوى، وذلك من خلال وضعها لسياسات السلامة في الحقن. كما أنها تأمل أن يتم خفض أعداد الحقن الغير ضرورية لبعض الأشخاص، كإجراء للحد من انتشار الامراض المعدية من خلالها.
حيث يتم إعطاء حوال 16 مليار حقنة سنويا، موزعة كالتالي:
- 5% من هذه الحقن من أجل تحصين مناعة الأطفال والبالغين.
- 5% لاستخدامات مثل نقل الدم وسائل منع الحمل عن طريق الحقن-injectable contraceptives.
- 90% تعطى في العضلات والجلد.
إلا أنه في حالات كثيرة من الممكن الاستغناء عن الحقن، واستبدالها بأدوية تعطى عن طريق الفم.
وبالطبع لا يقتصر هذا الأمر على دول محددة، بل يحدث في العالم أجمع، وأكد مدير دائرة التسليم والسلامة في منظمة الصحة العالمية الدكتور ادوارد كيلي Dr Edward Kelley أنه في عام 2007 انتشر مرض التهاب الكبد ب في ولاية نيفادا Nevada في أمريكا بسبب استخدام حقنة عدة مرات لعدة أشخاص مختلفين، بعد أن تم استخدامها لعلاج شخصا مصابا بالمرض. وفي عام 2014، أصيب أكثر من 200 طفلا وبالغا بفيروس نقص المناعة المكتسبة الـ HIV في دولة كمبوديا Cambodia بعد استخدام حقنة ملوثة