الحمية الخالية من الجلوتين- هل هي مفيدة للأطفال؟
كثير من الأشخاص يعانون من درة فعل تحسسية جراء تناول مادة الجلوتين أو القمح، لذا يتبعون حمية غذائية لا تحتوي على هذه المواد، فهل هذه الحمية صحية؟ إليكم التفاصيل.

إن الإصابة بداء الزلاقي أو البطني Celiac disease تضطر المرضى لإتباع حمية خالية من الجلوتين، فهذا المرض الذي يصيب الجهاز الهضمي يكون نتيجة ردة فعل للتعرض إلى مادة الجلوتين الموجودة في اطعمة مختلفة مثل الخبز والمعكرونة أو القمح أو الشعير، وبسبب هذا المرض، ازدهرت أعمال الشركات المنتجة للأطعمة الخالية من الجلوتين نظراً لارتفاع أسعارها مقارنة بالأغذية الأخرى، فهل لهذا النظام أي أثر سلبي على صحة الإنسان؟
هذا ما حاول الباحثون القائمون على الدراسة التي نشرت في المجلة العلمية The Journal of Pediatrics الكشف عنه، وأوضح الباحثون أن الجهاز المناعي لدى المصاب بالداء الزلاقي يقوم بمهاجمة أنسجة الأمعاء الدقيقة في حال تناول الجلوتين أو القمح أو الشعير، ليسبب بذلك ضرراً لبطانة الأمعاء وتكون بذلك عاجزة عن امتصاص بعض المركبات الغذائية الضرورية لصحته.
وأشار الباحثون أن العلاج الوحيد لهذا المرض هو تجنب تناول الجلوتين أو القمح أو الشعير، لذا يتحتم على المرضى قراءة الملصق الغذائي لجميع الاطعمة دائما للتحقق من عدم وجود هذه المواد فيها، وذلك حفاظاً على سلامتهم.
ولكن بيّنت نتائج مسح تم في عام 2015 في الولايات المتحدة الامريكية، باستهداف 1,500 شخصاً أن 35% من الأشخاص الذين يتبعون الحمية الخالية من الجلوتين يقومون بذلك دون وجود أي سبب، في حين أن 26% من المشتركين اتبعوا هذه الحمية كونها صحية أكثر من غيرها حسبما أشاروا، أما 19% فقالوا أنهم وجدوا أن هذه الحمية حسّنت من صحة الجهاز الهضمي لديهم، بينما 10% فقط اتبعوا هذه الحمية لوجود تاريخ عائلي للإصابة بداء الزلاقي و8% اضطروا لذلك بسبب إصابتهم بالمرض.
وأفاد الباحثون القائمون على الدراسة الحالية بان نتائج المسح السابق تعطي مؤشراً بأن العديد من الأهالي يقومون بتطبيق الحمية الخالية من الجلوتين على أطفالهم، معتقدين أنها تساهم في تجنب إصابتهم بداء الزلاقي، أو أنها صحي أكثر من غيره، دون الخضوع لأي فحص أو اللجوء إلى طبيب.
إلا أن هذا الأمر قد لا يكون صحياً لهؤلاء الأطفال وفقاً لما وجده الباحثون، إذ لا توجد حتى الآن أي أدلة علمية قاطعة تشير إلى الفوائد الناجمة عن اتباع الحمية الخالية من الجلوتين في حال عدم إصابة الأطفال بداء الزلاقي.
وعلى العكس، فإن اتباع هذه الحمية (دون الحاجة لذلك) يعني تناول كمية أكبر من الدهون والسعرات الحرارية، وذلك لأن الأطعمة الخالية من الجلوتين عادة ما تحتوي على كمية كبيرة من الدهون والسكر مقارنة بالأطعمة الأخرى، مما يرفع من خطر إصابة الأطفال بالسمنة ومرحلة ما قبل السكري.
كما أن تجنب تناول الجلوتين في حال عدم الإصابة بداء الزلاقي يؤدي إلى نقص في المعادن المهمة والضرورية للجسم، وبالأخص مجموعة فيتامين B وحمض الفوليك والحديد.
أما فيما يخص الإعتقادات السائدة بأن الجلوتين يعتبر مادة سامة، أشار الباحثون أن هذا الإعتقاد خاطئ جداً ولا يوجد أي دليل يدعم ذلك. واكدوا أنه لا يوجد هناك أي حاجة لإتباع الحمية الغذائي الخالية من الجلوتين بسبب وجود شخص ما في العائلة مصاب بداء الزلاقي.
ولخص الباحثون الأمر، بأن على الأهالي فحص الطفل قبل اتباع الحمية الخالية من الجلوتين، فهي قد تضره بدلاً من أن تترك الآثار الإيجابية على صحته، كما أن على أطباء الأطفال توعية الأهالي بهذا الخصوص.