الخطورة المتزايدة للانغلاف المعوي بعد تلقي تطعيم ضد فيروس الروتا
أظهر بحثان أن هناك خطورة، أكبر بـ 8 أضعاف، للانغلاف المعوي في أوساط من تلقوا لقاحًا أحادي التكافؤ
على الرغم من أنه لا تتوفر أبحاثًا سريرية كبيرة، تختبر الخطورة المتزايدة للانغلاف المعوي (Intussusception)، إلا أن هناك معطيات جُمعت باستخدام لقاح التطعيم أثارت شكًا حول ارتفاع صغير في خطورة الانغلاف المعوي من بعد تلقي لقاح التطعيم أحادي التكافؤ (Monovalent) ضد فيروس الروتا (rotavirus) (RotaRix، Glaxo Smith Kline). قام بحثان جديدان نُشرا في موقع المجلة الدورية NEJM، باختبار خطورة هذه الأعراض الجانبية لدى متلقي التطعيم في الولايات المتحدة. في البحث الأول، وبالاستناد إلى معطيات حملة Vaccine Safety Datalink (VSD)، قام الباحثون باختبار السجلات الطبية لأطفال بجيل 34-4 أسبوعًا، من 6 صناديق مشتركة في الحملة، تم تطعيمهم بلقاح التطعيم أحادي التكافؤ في السنوات 2008-2013.
في أوساط من تلقوا 207،955 وجبة من التطعيم (115،908 وجبات أولى و-92،047 وجبة ثانية)، تم الكشف عن 6 حالات من الانغلاف المعوي خلال أسبوع من تلقي لقاح التطعيم. بالمقارنة مع عدد الحالات المتوقعة حسب معطيات سابقة، 0.72، اتضح أن هناك خطورة متزايدة بشكل بارز للانغلاف المعوي في أوساط متلقي لقاح التطعيم، مع نسبة خطورة نسبية (Relative Risk) تعادل 8.4.
في اختبار خطورة الانغلاف المعوي من بعد تلقي لقاح التطعيم خماسي التكافؤ (Pentavalent) ضد فيروس الروتا (MSD، RotaTeq)، تم الكشف عن 8 حالات في أوساط متلقي 1،301،810 وجبات بالمقارنة مع عدد متوقع يعادل 7.11 حالة. هنا أيضًا، تم توقع خطورة نسبية متزايدة (1.1)، لكن بدون بروز إحصائي للخطورة المتزايدة.
في مقارنة الخطورة للانغلاف المعوي بين لقاحات التطعيم المختلفة، تبينت خطورة نسبية متزايدة بشكل بارز عادل 9.4 (مجال الثقة 95%: 1.4-103.8) في أوساط متلقي اللقاح أحادي التكافؤ، بالمقارنة مع متلقي اللقاح خماسي التكافؤ، والتي تترجَم إلى خطورة معزوّة (attributable risk) تعادل 5.3 حالات لكل 100،000 طفل ممّن يتلقون وجبتين من اللقاح أحادي التكافؤ.
على الرغم من الارتفاع البارز في خطورة الانغلاف المعوي إثر تلقي لقاح التطعيم، يدعو الباحثون للأخذ بالاعتبار الضرر المتسبب من هذه الخطورة، بالمقارنة مع الفائدة من منع الحالة المرضية المرافقة للفيروس.
اختبر بحث آخر، نُشر بنفس الوقت في المجلة الدورية، الخطورة المتزايدة للانغلاف المعوي في أوساط متلقي التطعيم ضد Rotavirus لفترة استمرت سبع سنوات.
عند اختبار السجلات الطبية لأطفال بأعمار 5-37 أسبوعًا من ثلاثة صناديق مرضى مشتركة في البرنامج برعاية إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية (Food and Drug Administration)، كشف الباحثون عن حالات انغلاف معوية وعن تعرض ممكن للقاح التطعيم في السنوات 2004-2011. استند التحليل الأساسي إلى نموذج الوقت-الخطورة مع مجموعة رقابة ذاتية. استند التحليل الثانوي إلى مجموعة من الأطفال الذين تلقوا لقاح التطعيم، إذ تمّت مقارنتها مع مجموعة من الأطفال الذين لم يتلقوا التطعيم.
عند اختبار حدوث الانغلاف المعوي من بعد تلقي 1،277،556 وجبة (من بينها 507،874 وجبة أولى) من لقاح التطعيم خماسي التكافؤ (MSD، RotaTeq) و-103،098 وجبات (من بينها 53،638 وجبة أولى) من لقاح التطعيم أحادي التكافؤ (RotaRix، Glaxo Smith Kline) بموجب نموذج الخطورة-الوقت المراقب ذاتيًا، اتضح أن هناك خطورة متزايدة للانغلاف المعوي في أوساط متلقي الوجبة الأولى من RotaTeq. مقارنة بكل المجموعة المتلقية للتطعيم، تترجم هذه الخطورة المتزايدة إلى خطورة مغزوّة (Attributable risk)، لدى 100،00 متلقيًا للتطعيم، إلى 1.1 حالات من الانغلاف المعوي (مجال الثقة 95%: 0.3-2.7) في الأسبوع الأول و-1.5 حالات (مجال الثقة 95%: 0.2-3.2) في الأسابيع الثلاثة الأولى من بعد تلقي الوجبة الأولى من لقاح التطعيم.
أظهرت مقارنة الخطورة بين مجموعة متلقي RotaTeq وبين مجموعة الرقابة التي لم تتلقَّ التطعيم أن هناك ارتفاعًا بارزًا في الخطورة من بعد تلقي الوجبة الأولى من لقاح التطعيم مع خطورة مغزوّة تعادل 1.2 (مجال الثقة 95%: 0.2-3.2) حالات لكل 100،000 متلقٍ للتطعيم في الأسابيع الثلاثة من بعد تلقي لقاح التطعيم.
بخلاف ذلك، لم تتم مشاهدة ارتفاع بارز في الخطورة للانغلاف المعوي من بعد تلقي الوجبة الثانية والثالثة.
كالمتوقع من القوة الإحصائية القليلة للمعطيات بما يتعلق بلقاح التطعيم أحادي التكافؤ، لم تتم مشاهدة خطورة متزايدة للانغلاف المعوي في التحليل بموجب نموذج الوقت-الخطورة المراقب ذاتيًا، لكن عند مقارنة مجموعات متلقي التطعيم بمجموعات غير متلقي التطعيم، تبين أن هناك خطورة متزايدة للانغلاف المعوي من بعد تلقي الوجبة الثانية من التطعيم.
يطالب الباحثون باختبار الخطورة المتزايدة للانغلاف المعوي، على ضوء الفوائد من لقاح التطعيم التي اختبرت في الأبحاث السابقة.