أمل في علاج يضمن تحويل الخلايا السرطانية إلى طبيعية

إن موضوع مرض السرطان لا يزال غامضاً في عديد من النواحي، ومن أجل ذلك تكثر الدراسات والأبحاث العلمية في هذا الصدد محاولة فك الغموض والرموز. فماذا وجدت هذه الدراسة الجديدة؟

برعاية sponsered by
أمل في علاج يضمن تحويل الخلايا السرطانية إلى طبيعية

كشفت دراسة أمريكية جديدة نشرت في المجلة العلمية Nature Cell Biology أنه قد يكون هناك طريقة لتغيير ترميز الخلايا Cell Coding، من شأنها أن تمكنهم من إعادة الخلايا السرطانية إلى خلايا طبيعية.

وأشار الباحث الرئيسي في الدراسة من  Mayo Clinic البروفيسور بانوس انستسياديس Panos Anastasiadis أن هذا الأمر يعد علم أحياء جديد وغير متوقع، يوفر الرموز والبرمجيات التي تساعد في القضاء على السرطان.

وهذا الاكتشاف يركز على دور التصاق البروتينات من أجل جمع الخلايا مع بعضها البعض لتشكيل الأنسجة، وكيف تتفاعل مع الجزيئات الصغيرة miRNAs، ففي الوضع الطبيعي تجتمع الخلايا الطبيعية مع بعضها وتقوم الجزيئات الصغيرة بقمع بعض الجينات التي تشجع نمو الخلايا، ولكن ولأسباب غير معروفة يتم تعطيل هذه الآلية في الخلايا السرطانية ويصبح نموها غير مضبوط.

ووجد الباحثون انه عندما يتم إعادة ترميم الإشارات الطبيعية للجزيئات الصغيرة في الخلايا السرطانية، سيكون بوسعهم عكس العملية بالتالي يصبح النمو الغير طبيعي مضبوطاً وتحت السيطرة.

كيف اكتشف الباحثون ذلك؟

كان الباحثون يعملون في البدء على التوفيق ما بين نتائج متضاربة بخصوص نوعين من البروتينات الصبغية adhesion proteins، وهما: E-cadherin و p120 catenin، باعتبارها مهمة في تصنيع وتشكيل الأنسجة الطبيعية والتي اعتبرت لفترة طويلة بانها قامعة للأورام.

بالتالي بدأ الباحثون في البحث في الافتراضات التي تحوم حول هذين البروتينين وذلك لوجودهما في الخلايا السرطانية ولأهميتهما في نمو هذه الأورام. وعلق البروفيسور بانوس قائلاً: "هذا الأمر جعلنا نتسائل ما اذا كان لهذه الجزيئات وجهين، أحدهما جيد والذي يساعد الخلايا الطبيعية في النمو طبيعياً، أما الآخر فهو سيء، ويعمل على تشجيع النمو الغير طبيعي للخلايا السرطانية".

ومن خلال بحثهم في هذه البروتينات، اكتشفوا برويتناً جديداً يدعى PLEKHA7  يرافق الأخرين السابقين، وأنه مهم جداً في الحفاظ على الوجه الجيد لهذه البروتينات من أجل قمع الأورام. ففي حال فقدان بروتين PLEKHA7 يتعطل البروتنين الأخرين ويتم تنظيم الجزيئات لصغيرة بشكل خاطئ، ويظهر عنا الوجه السيء للبروتينات، ويتم تشجيع الخلايا السرطانية على النمو.

حيث كان قد وجد الباحثون أن البروتينات الثلاث الملتصقة في العينات السرطانية التي أخذت من بعض المصابين قد تفككت وتبقى منها البروتينين  E-cadherin و p120 catenin. وقال البرفيسور بانوس: "لنشبه الأمر في السيارة المتسارعة والتي تمتلك الكثير من البنزين (وهما البروتينينE-cadherin و p120 catenin)، ولكن لا يوجد هناك مكابح (بروتين PLEKHA7) والذي يساعد السيارة في التوقف". وأضاف: "ومن أجل وقف نمو هذه الخلايا السرطانية نحن بحاجة لإعادة تأسيس المكابح واستعادة وظائف الخلايا الطبيعية".

وأوضح الباحثون أن التجارب الأولية على أنواع السرطانات العدائية كانت مبشرة جداً، والتي من شأنها أن تكشف الستارة عن علاج جديد للسرطان.

نشرت من قبل رزان نجار - الأربعاء 26 آب 2015

آخر الأخبار