الدراسة فحص العين قد يكشف عن مرض الزهايمر منذ مراحله المبكرة
عرض باحثون في مؤتمر دولي حول الالزهايمر نتائج، التي تشير الى أن الكشف عن بيتا اميلويد Amyloid beta في عدسة وشبكية العين قد يساعد في التشخيص المبكر للمرض

فحوصات العين الدورية قد تكشف عن مرض الألزهايمر في مرحله مبكرة جدا من تطوره؛ حيث تم عرض دراستان حول هذا الموضوع في المؤتمر الدولي للالزهايمر (Alzheimer's Association International Conference)، الذي عقد في كوبنهاغن، عاصمة الدنمارك.
فقد أظهرت النتائج السريرية الأولية لطريقتين مختلفتين لفحص العين انه على ما يبدو توجد علامة بيولوجية مهمة جدا لتشخيص المرض، والتي يمكن اكتشافها في شبكية وعدسة العين. كلا الطريقتان يمكنهما التمييز بين الشخص السليم والشخص المعرض لخطر تطوير مرض الزهايمر. دقة الفحص، وفقا للتقرير في المؤتمر عالية جدا. الأطباء الذين شاركوا في المؤتمر قدروا أن اكتشاف العلامة البيولوجية والفحص اللازم لاكتشافها قد يحدث تغييرا هائلا في طرق علاج المرضى الذين يعانون من مرض الزهايمر.
حتى الآن، فشلت الأدوية المصممة لمنع تطور هذا المرض، ويعتقد الباحثون أن أحد الأسباب لذلك هو أن العلاج يبدأ عندما يكون المرضى قد اصيبوا بالفعل بأضرار واسعة في الدماغ نتيجة لهذا المرض. الكثير من الأطباء وعلماء الأعصاب يعتقدون، أن نجاح برامج الوقاية أو المعالجة المتقدمة للمرض يعتمد على اكتشاف عوامله قبل فترة طويلة من ظهور الأعراض المميزة له. على الرغم من أن الدراسة لا تزال في مراحلها الأولى، كما ذكر في المؤتمر الطبي، ومطلوب المزيد من العمل لتحسين طريقة الفحص، فيبدو أن هذه هي الخطوة الأولى للتحديد الدقيق للأشخاص الذين يتوقع تطور مرض الالزهايمر لديهم. بعد إجراء الفحص الأولي الذي تم تطويره فهناك حاجة لاستخدام نظام أكثر تكلفة وإجراءات تكلفتها أكبر بكثير (مثل استخدام الماسح الضوئي - PET – Positron Emission Tomography) أو تحليل السائل النخاعي لتأكيد الاشتباه بالمرض. وذكر في المؤتمر أن الفحص يمكن أن يجريه أطباء العيون وأيضا أخصائيي البصريات.
في كلتا الدراستين في هذا الموضوع اللاتي عرضتا في المؤتمر بحث العلماء، الذين طوروا هذا الاسلوب، على علامات بروتين اميلويد – بيتا (Amyloid beta)، الذي يكون كتل في دماغ مرضى الالزهايمر، علامة واضحة للمرض.
استخدم الفريق الاسترالي من جمعية البحث العلمي CSIRO مسحوق الكركم كعلامة تألقية (فلورسنتيه fluorescent )، لتمييز بروتين اميلويد – بيتا (Amyloid beta) على شبكية العين. اشترك في هذه التجربة 200 متطوع. التصق الكركم بهذا البروتين وتم التأكد من وجوده بواسطة استخدام أنظمة التصوير. ان مستوى بروتين الاميلويد – بيتا في شبكية العين يعطي صورة عن مستوى وجوده في الدماغ، الذي يتم الكشف عنه بواسطة فحص PET. في التجربة الأولى وجد أن الفحص كشف عن كل مرضى الالزهايمر ووصلت دقة تمييز البروتين الى نسبة أكثر من 80%.
في الدراسة الثانية، التي أجراها فريق من شركة Cognoptix الأمريكية، تم استخدام مرهم الذي وضع لحصول على التمييز التألقي (الفلورسنتي fluorescent) لبروتين اميلويد – بيتا في عدسة العين. وتم الكشف عن البروتين بواسطة مسح الليزر. وشملت هذه الدراسة 40 متطوعا - بعضهم مصاب بمرض الزهايمر والبعض الآخر غير مصاب بالمرض. وقد تم تحديد المرضى بمستوى دقة يصل الى 85٪، حيث يتم التأكيد أيضا بواسطة استخدام تصوير PET.
دراسة أخرى في المؤتمر ادعت بأن التغيير للأسوأ في حاسة الشم هو أيضا مؤشرا مبكرا للخرف. وقد أجريت الدراسة في كلية الطب في جامعة "هارفارد". وجدت هذه الدراسة أيضا أنه لدى الأشخاص الذين حدث تدهور في حاسة الشم أيضا لوحظ انخفاض في حجم المخ في منطقتين رئيسيين المتعلقتين بالذاكرة. فريق آخر من العلماء من جامعة كولومبيا في نيويورك، وجد أن لنتائج تدهور حاسة الشم التي تم الحصول عليها بواسطة اختبارات الشم توجد علاقة واضحة وأكيده مع زيادة مستوى خطر الإصابة بالخرف. "كل نقطة أقل في السلم الذي يشير الى نتائج اختبار حاسة الشم تزيد بنسبة 10٪ من خطر الاصابة بالخرف"، يقول الباحثون.
في المقابل قال الباحثون، من جامعة "كييز ويسترن ريزيرف" في كليفلاند، أن جراحة الساد قد تقي من تراجع الذاكرة لدى مرضى الخرف، بالإضافة الى تحسين رؤيتهم. هذه التجربة اجريت على 28 متطوعا ممن يعانون من الخرف والذين خضعوا لجراحة الساد. في كثير من الأحيان، لا يقترح على الأشخاص الذين يعانون من الخرف اجراء جراحة الساد لأنه كان يعتقد أنها لن تسبب أي تغيير في حالتهم.
وفي ذات الوقت، أشار بحث نشر في مجلة Lancet Neurology والذي أجري في جامعة كامبريدج، المملكة المتحدة، الى انه يمكن منع واحدة من كل ثلاثة حالات من مرض الزهايمر. ووفقا للدراسة، فان هناك سبعة عوامل خطر رئيسية للاصابة بهذا المرض وهي: الاصابة بمرض السكري، ارتفاع ضغط الدم في منتصف العمر، السمنة في منتصف العمر، عدم القيام بالنشاط البدني، الاكتئاب، التدخين وانخفاض مستوى التعليم.