دراسة أثر ايجابي لتقليل الأيام المدرسية على تحصيل الطلاب
يتذمر العديد من الطلاب من الذهاب إلى المدرسة، والكثير منهم يتمنون لو أن أيام الدوام المدرسية تقل كي يكسبون المزيد من المرح واللهو، ولكن ما هو تأثير ذلك على تحصيلهم؟ هذا ما بحثته الدراسة الجديدة التالية.

كشفت دراسة أمريكية جديدة نشرت في المجلة العلمية Education, Finance and Policy أن إعطاء طلاب المدارس الابتدائية ثلاثة أيام إجازة اسبوعياً لا يؤثر بشكل سلبي على تحصيلهم الأكاديمي، بل قد تزيد من درجات الاختبار الخاصة بهم.
وبحث الباحثون أثر الدوام المدرسي لأربع ايام أسبوعياً على نتائج ودرجات اختبار القراءة والرياضيات للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 4- 5 أيام، ووجدوا أن النتائج كانت أفضل لدى من دوام أربعة أيام بدلاً من خمسة أسبوعياً.
وأشار القائمون على الدراسة بأن الفكرة أتت بعد أن قامت المدارس في مدينة كولورادو في ولاية نيو ميكسيكو الأمريكية بتقليل أيام الدوام المدرسية إلى أربعة أسبوعياً بدل خمسة، بهدف تقليل المصاريف المدفوعة من قبل الحكومة والمدارس، لذا كان هناك حاجة لبحث أثر هذه الخطوة على التحصيل الأكاديمي الخاص بالطلاب. وتجدر الإشارة هنا إلى أن ساعات الدوام المدرسي خلال الأربعة أيام المتبعة هي نفسها التي يتم تحصيلها في الخمسة أيام أسبوعياً.
وقالت إحدى الباحثات في الدراسة ماري واكير Mary Beth Walker: "ما أثار اهتمامي وفضولي في نتائج هذه الدراسة بأنها كانت مخالفة تماماً لتوقعاتنا، حيث اعتقدنا أن تقليل عدد الأيام الدراسية الأسبوعية وبالأخص على طلاب المدرسة الابتدائية سيترك اثارا سلبية على تحصيلهم الأكاديمي، كما أن طول عدد أيام الإجازة الأسبوعية سيزيد من فرص نسيان المعلومات التي تعلمها الطلاب".
كيف جرت الدراسة وما هي نتائجها؟
استهدف الباحثون عدداً من الطلاب في كل مدرسة وبالأخص من حصل على نتائج عالية في اختبارات القراءة والرياضيات، قبل وبعد تغيير عدد أيام الدراسة الأسبوعية، أي من خمسة أيام إلى أربعة ايام مدرسية أسبوعياً.
ووجد الباحثون النتائج التالية:
- 55% من الطلاب حققوا نتائج عالية جدا في اختبارات القراءة والرياضيات في العام الدراسي السابق للتغيير (داوموا خمسة أيام اسبوعياً)، ولكن بعد تقليل عدد أيام الدراسة حقق 63.1% من الطلاب هذه النتائج العالية في الاختبارات.
- ازداد هذا التحسن الأكاديمي لدى الطلاب مع مرور الوقت، حيث استطاع 72% من الطلاب الوصول إلى نتائج عالية في اختبار الرياضيات، إلى جانب 71% في اختبارات القراءة بعد عامين من التغيير (الدوام أربع ايام أسبوعياً).
ماذا علق الباحثون؟
تشير نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ما بين الدوام أربعة أيام أسبوعياً وتحسين المستوى الأكاديمي للطلاب، لكن هذا لا يعني أنه كلما قلت الأيام المدرسية زاد التحصيل العلمي. كما وأوضح الباحثون أنهم لم يستطيعوا تفسير السبب الدقيق وراء الأثر الايجابي للإجازة الاسبوعية التي أصبحت ثلاثة أيام أسبوعياً على تحصيل الطلاب.
ولكن علقت الباحثة واكر على النتائج قائلة: "فرضيتي الوحيدة لتفسير هذه العلاقة أن المعلمين أحبوا العطلة ذات الثلاثة أيام، مما شجعهم بشك كبير على التعليم خلال الأربعة أيام المتبقية وبذلوا جهداً أكبر بذلك". وأضافت: "هناك دراسات أخرى تشير إلى أن تقليل العمل بالوظائف المختلفة إلى أربعة أيام من شأنه ان يزيد من انتاجية العامل بشكل أكبر، وهذا قد يكون التفسير لمثل هذه النتائج".
وأكد الباحثون على ضرورة القيام بدراسات مستقبلية للتأكد من العلاقة في المدارس والمناطق المختلفة، حيث أن هذه الدراسة تمت على مدارس موجودة في الريف، وقد يكون تأثير تقليص أيام الدراسة الأسبوعية له أثارا مغايرة على المدارس المتواجدة في المدن.
وعقب الباحثون بأنه حتى الآن لم يجدوا أي أثر سلبي على التحصيل الأكاديمي للطلاب نتيجة تقليل الأيام المدرسية الأسبوعية، كما أنها تساعد المدارس في تقليل المصاريف، لذا قد تكون هذه الخطوة إيجابية.