الرسائل النصية تساعد في تخفيف ألم العمليات الجراحية
يعاني العديد من الأشخاص عند قيامهم بعمليات جراحية بسيطة من الألم، لذا حاول الباحثون اكتشاف أساليب تساعدهم في تخفيف الألم، فما هي هذه الاساليب؟

ينتاب الخوف العديد من الاشخاص فور سماعهم بمصطلح "عملية جراحية" لما يرافقها من الألم وعوارض جانبية، إلا ان هذه الدراسة الجديدة وجدت أن ارسال رسائل نصية خلال العمليات الجراحية البسيطة من شأنه أن يخفف الألم المصاحب لها بشكل ملحوظ، دون الحاجة للجوء إلى مسكنات الألم.
وكشفت الدراسة التي قام بها عدة باحثين من جامعات امريكية وبريطانية أن ارسال رسائل نصية خلال هذه العمليات الجراحية البسيطة لأصدقاء مقربين أو أحد أفراد العائلة أو حتى إلى مساعد الباحث في الدراسة، بالإضافة إلى ممارسة بعض الألعاب مثل Angry Birds، قد يخفف الألم الناجم عن العملية بشكل كبير دون الإستعانة بمسكنات الألم.
ولاحظ الباحثون في دراستهم التي نشرت في المجلة العلمية Pain Medicine أن أثر مراسلة مساعد الباحث كان أكبر من مراسلة الأصدقاء وقد يعود ذلك إلى عدم حديثهم عن العملية الجراحية بالتالي ابعاد تفكيرهم عما خضعوا له.
ويساعد وجود دعم اجتماعي في تخطي الألم وجعل الشخص قادراً على تحمله لفترة أطول، كما أن وجود ملهيات أخرى مثل الاستماع إلى الموسيقى يقلل من حاجة المرضى للتخدير أو استخدام مسكنات الألم.
كيف اكتشف العلماء ذلك؟
استهدف الباحثون في دراستهم 98 شخصاً خضعوا لعمليات جراحية بسيطة باستخدام تخدير موضعي، وطلب منهم القيام بواحدة من الأمور التالية:
- مراسلة صديق مقرب أو أحد أفراد العائلة
- مراسلة مساعد الباحث المجهول
- لعب Angry Bird على الهاتف
- عدم ممارسة أي من السابق.
وتم اخضاع المشاركين إلى العملية الجراحية، وقام الأطباء بالتحقق ما اذا شعر المشاركون بالألم بعد إحداث الشق الخاص بالعملية، من ثم بعد 5-10 دقائق من بدء العملية وخلال العملية، وذلك من أجل اعطائهم مسكنات الألم عند الحاجة.
ومن بعد ذلك قام الباحثون بمقارنة المعطيات المتوفرة حول استخدام مسكنات الألم خلال العملية الجراحية، وكانت النتائج كالتالي:
- كان القلق لجميع المشاركين قبل البدء في العملية متساوٍ تقريباً.
- 27.6% من المشاركين احتاجوا إلى جرعة اضافية من مسكن الألم فينتانيل (Fentanyl) خلال العملية الجراحية.
- من قام بمراسلة صديق قريب أو أحد أفراد العائلة احتاج إلى جرعة أقل من مسكن الألم ممن لم يمارس أي نشاط.
- من راسل مساعد الباحث احتاج جرعة أقل ممن قام بممارسة لعبة Angry Bird أو ممن لم يمارس أي نشاط.
- لم تكن الجرعة من مسكن الألم مختلفة بشكل ملحوظ بين من قام بلعب Angry Bird أو ممن لم يمارس أي نشاط.
- كانت حاجة من لم يمارس أي نشاط إلى جرعة إضافية من مسكن الألم أكبر بحوالي أربع مرات ممن قام بمراسلة أحد الأصدقاء أو أفراد العائلة، وأكبر بست مرات ممن راسل مساعد الباحث.
- بعد النظر إلى المحادثات التي قام بها المشاركين مع الأصدقاء أو أفراد العائلة، مقارنة مع مساعد الباحث، وجدوا ان تأثير مساعد الباحث كان أكثر ايجابية لعدم مناقشته أي من موضوع الجراحة على العكس من الأصدقاء وأفراد العائلة.
معيقات وتحديات
بالرغم من كون الدراسة الأولى من نوعها من ناحية دراستها لأثر الدعم الاجتماعي على المريض الخاضع لعملية جراحية بسيطة، إلا أن هناك عدداً من التحديات والمعيقات حسبما أوضحت وزراة الصحة البريطانية NHS، والتي تمثلت في:
- قلة عدد الفئة المستهدفة للتاكد من نظرية الدراسة
- عدم تاكد الأطباء من الهدف من استخدام الهاتف الذكي من قبل المرضى، ولكنهم حاولوا توقع ذلك من خلال حركة الاصابع على الشاشة وتعابير وجههم (فيما يخص ارسال الرسائل النصية أو لعب Angry Bird).
ومع ذلك، تعتبر هذه الوسلة فعالة في تخفيف ألم المرضى، إلا أن الحاجة لمزيد من الدراسات حول الموضوع ملحة.