الزوجان يتقاسمان سمات شخصية مشتركة، أنماط سلوك وميل للاضطرابات النفسية
هذا ما وجده بحث واسع النطاق في هذا المجال؛ كما، وجد البحث أن التشابه يكون أكثر وضوحا لدى والدي الأطفال الذين يعانون من الأمراض النفسية
الزوجان في كثير من الأحيان يكونان متشابهين فيما بينهما في أنماط سلوكهم وفي سماتهم الشخصية، وحتى انهم يميلون إلى الاصابة بأمراض نفسية متقاربة. يفترض أن ينعكس التشابه بين الوالدين على صقل شخصية الأطفال ويؤثر بشكل عميق على نمط شخصيتهم وعلى صحتهم النفسية. ومع ذلك، فإن مدى هذا التأثير غير واضح.
أجرى الباحثون في قسم علم النفس البيولوجي في جامعة أمستردام (University Amsterdam) دراسة التي فحصت التعبير عن الاضطرابات ذات الأعراض التي تتعلق بالاستيعاب (internalizing) والأعراض الخارجية (externalizing) بين والدي الأطفال الذين يعانون من الأمراض النفسية وبين والدي الأطفال الأصحاء نفسيا. نتائج هذه الدراسة نشرت مؤخرا في دورية European Psychiatry.
قدم الباحثون للوالدين استبيانات للتعبئة الذاتية, لفحص أعراض الاكتئاب-Depression، القلق-Anxiety، نمط الشخصية الانعزاليه-Schizoid personality، اضطراب نقص الانتباه-ADD/ADHD, التركيز وفرط النشاط وأنماط لشخصيات معادية للحياة الاجتماعية. وشملت الدراسة 1,272 والد (728 من الأمهات و- 544 من الآباء) لـ 778 طفل ممن يعانون من أمراض نفسية ويعالجون في العيادات الخارجية. كذلك، شارك أيضا 3,698 والد (2,075 من الأمهات و- 1,623 من الآباء) لـ 2,784 طفل في المجموعة الضابطة.
المتغيرات التي تم فحصها كانت الاختلافات في شدة الأعراض وبين الملائمة بين الأزواج في المجموعتين.
حصل والدي الأطفال الذين تم علاجهم في العيادات النفسية ( "مجموعة سريرية") على درجة أعلى في ترتيب كل الأعراض النفسية، كما هو متوقع، وبشكل مشابه للدراسات السابقة.
لوحظ في كلا المجموعتين وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين الوالدين في التعبير عن الأعراض على مستوى المرض النفسي الفردي وكذلك بشكل أوسع في الاضطرابات النفسية المختلفة (P = 0.03 للمقارنة بين المجموعات). شدة الملاءمة في المجموعة السريرية، أي وتيرة تردد التعبير عن الأعراض لدى الزوجين، كانت أعلى بشكل واضح: 14٪ - 30٪، بالمقارنة مع 5٪ -23٪ في مجموعة الضابطة.
في الوقت نفسه، برزت أعراض اضطراب نقص الانتباه والتركيز لدى الآباء والأنماط الشخصية المعادية للمجتمع لدى الأمهات التي ارتبطت باضطرابات مماثلة وكذلك لمجموعة من الأمراض النفسية الأخرى لدى الزوج أو الزوجة.
في الملخص، توضح هذه الدراسة الواسعة مرة أخرى أهمية العلاقة العائلية في تشخيص وعلاج الأمراض النفسية والحسية. اضطراب نقص الانتباه والتركيز هي واحدة من الأمثلة الأبرز للاضطرابات التي تصيب في كثير من الأحيان عدد من أفراد الأسرة وهذا يتطلب معالجة متعددة الأنظمة ومتزامنة بقدر الامكان.
