السمنة تكاليف ثقيلة صحيا واقتصاديا
مع ارتفاع نسبة السمنة والوزن الزائد في العالم، تزداد بذلك التكلفة الاقتصادية لهم، مما يشكل عبئا مضاعفا على الدول، حيث تشير التحليلات الاقتصادية ان التكلفة الاقتصادية الخاصة بالسمنة تكاد تعادل تكلفة الحروب.

مع ارتفاع نسبة السمنة والوزن الزائد في العالم، تزداد بذلك التكلفة الاقتصادية لهم، مما يشكل عبئا مضاعفا على الدول، حيث تشير التحليلات الاقتصادية ان التكلفة الاقتصادية الخاصة بالسمنة تكاد تعادل تكلفة الحروب.
حيث كشف تقريرا جديدة لمؤسسة McKinsey Global Institute MGI، ان تكلفة السمنة السنوية تصل إلى ما يقارب الـ 2 ترليون دولارا حول العالم، علماً ان الانفاق السنوي لدول العالم على التدخين وعلى الحروبات تساوي 2.1 ترليون لكل على حداً .
ويشار ان نسبة السمنة والوزن الزائد في العالم وصلت إلى 30% تقريبا، أي أن أكثر من ملياري شخص يعانون من زيادة الوزن والسمنة. وفي حال استمرت هذه النسب بالتصاعد والتفاقم، فمن المتوقع أن يصاب نصف البالغين في العالم في السمنة بحلول عام 2030.
وأكد التقرير على ضرورة مواجهة السمنة عبر عدة أصعدة، والتعاون بين القطاعات المختلفة، بما فيها الحكومية، والخاصة من مصنعي الأطعمة والمطاعم وغيرهم الكثير، للعمل على الحد من مشكلة السمنة وتبعياتها المتفاقمة. وأكد التقرير أن وجود سلسلة من "التدخلات" التي من شأنها أن تحد بما نسبته 20% من أصحاب الوزن الزائد والسمنة في بريطانيا خلال 10 سنوات.
والمقصود بالتدخلات: هي المحاولات التي تقوم بها هذه قطاعات مختلفة في الدولة من أجل محاولة الحد من مشكلة السمنة وما يتبعها من مشاكل. مثل الحملات الوطنية التي تقوم بها الحكومات من أجل محاولة السيطرة على السمنة، أو الحملات التوعوية.
وأوضح التقرير أن "الاثر الاقتصادي بسبب السمنة بتزايد، وتشير الدلائل بأن الأثر الاقتصادي والاجتماعي لها عميق ودائم الوجود". ولخص التقرير النقاط المهمة التالية:
- تشير الدلائل إلى أن وجود تدخل واحد ليس له أي تأثير ملحوظ على موضوع السمنة، بل نحن بحاجة إلى تدخلات عديدة منظمة من أجل ذلك.
- التعليم والمسؤولية الشخصية من لعناصر الحاسمة في أي برنامج يهدف للحد من السمنة، إلا أنهم غير فعالين لوحدهم، بل يجب أن يرافقهم عدة أمور أخرى للحصول على فعالية أكبر.
- من أجل الوصول إلى الهدف المنشود من أجل الحد من السمنة ومتباعها، يجب أن يتم مشاركة أكبر قدر ممكن من القطاعات، سواء الحكومية، الخاصة، الأفراد، القطاعات الصحية، التعليمية وغيرهم الكثير، والتنسيق فيما بينهم لتحقيق أكبر فعالية ممكنة.
السمنة: صحة ضعيفة ومصاريف طائلة
وحسبما نشر في الموقع الالكتروني الرسمي لجامعة هارفرد الأمريكية، فإن التكاليف المصاحبة للسمنة، ليست صحية فقط، بل ينتج عنها تكاليف مادية طائلة، تتكفل بها الدول والأفراد. وهناك نوعين من التكاليف المرتبطة لعلاج السمنة وما يتعلق بها من مشاكل صحية أخرى، كما أشارت الجامعة ، وهي:
- التكاليف المباشرة: وهي نتيجة الخدمات الصحية وما يتبعها.
- التكاليف غير المباشرة: وهي تضم عدة نقاط أساسية:
- الايام الضائعة في العمل: حيث ان عدم التوجه إلى العمل، يعرض مكان العمل إلى تكاليف، بالإضافة إلى عرقلة العمل. وللاسف فان العاملين الذين يعانون من السمنة، يتغيبون عن العمل بعدد مرات أكثر من غيرهم.
- التأمين.
- الرواتب: أوجدت بعض الدراسات أن من يعاني من السمنة يتلاقى راتب أقل من غيره.
من الواضح أن فهم التكلفة المرتبطة بالسمنة، يتبعه إدراك عميق إلى الحاجة لوجود برامج وقائية وعلاجية مستعجلة، والتي تحتاج إلى تكاتف جهود الأطراف المختلفة كما ذكرنا سابقا.