التكنولوجيا والروبوتوتات في خدمة المسنين
تناول الابتكارات المستقبلية في مجال المساعدات الصحية للمسنين الذين تتزايد نسبهم في البلدان المتقدمة
برعاية

يطور قسم الروبوتات في جامعة إلينوي في هذه الأيام طائرات صغيرة يمكنها أن تؤدي مختلف الأعمال المنزلية لكبار السن في منازلهم. في اطار ذلك، باستطاعة الطائرات الصغيرة احضار الدواء لكبار السن من غرفة أخرى في الشقة، أو التقاط الأشياء التي وقعت، دون المخاطرة بالسقوط والإصابة.
اشير في مقال نشر في صحيفة نيويورك تايمز، تناول الابتكارات المستقبلية في مجال المساعدات الصحية للسكان المسنين - الذين تتزايد نسبهم في البلدان المتقدمة - ان الصندوق الوطني للعلوم في الولايات المتحدة وضع تحت تصرف مطوري الطائرات للمسنين منحة بحثية أولى بقيمة 1.5 مليون دولار.
" نحن نؤمن ان هذه الطائرات حين يتم تشغيلها داخل المنزل، وخاصة بالنسبة لرجل عجوز صحته هشة ولكنه لا يحتاج إلى دار لرعاية المسنين، لن يكون فقط آمنا، ولكن يمكن أن تصبح أدوات للاستخدام اليومي، تماما مثل الهواتف النقالة في يومنا هذا. تقول التنبؤات أننا يمكن أن نراها تعمل في غضون عقد أو اثنين "، أفادت الدكتورة نايرا هوبكيميان (Naira Hovakimyan)، رائدة مشروع التطوير .
نحن نؤمن ان الطائرات داخل المنزل، وخاصة بالنسبة لشخص عجوز، لن تكون آمنة فقط، ولكن يمكن أن تصبح أدوات للاستخدام اليومي، تماما مثل الهواتف النقالة في يومنا هذا
وفقا للتقرير، ليس فقط الخبراء في مجال الروبوتات ولكن أيضا الأطباء يتوقعون موجة من الابتكارات المتقدمة المحوسبة والابتكارات الروبوتية وتقنيات الإنترنت للمساعدة في تلبية الاحتياجات الخاصة لكبار السن.
"الوحدة هي بالفعل بمثابة وباء بين كبار السن في الولايات المتحدة "، تقول الدكتورة جولييت هولت-كلينجر، مديرة رفيعة لعلاج المرضى الذين يعانون من الخرف في إطار خطط معهد بروكديل. "مجموعة واسعة من الخدمات التي يتم توفيرها عبر الإنترنت تساعد كبار السن ليكونوا على اتصال وثيق مع الأصدقاء والعائلة". وتقول: "تتكاثر الشواهد أن الحفاظ على مثل هذا التواصل، حتى الإلكتروني، مقابل التدهور المعرفي المرتبط بالسن."
وقد أظهرت دراسة نشرت في دورية Alzheimer's & Dementia أن الأشخاص الأصحاء واولئك الذين يعانون من مشاكل معرفية ممن تتراوح أعمارهم بين 70 و 80، ويشاركون في المحادثات على الانترنت كل يوم، مستخدمين نظام يسمح برؤية وجه المتحدث على الشاشة (مثل سكايب)، أظهروا خلال ستة أسابيع من الاستخدام تحسنا كبيرا في مهاراتهم الإدراكية، مقارنة مع مجموعة السيطرة التي لم تستخدم مثل هذا النظام.
ومن بين الابتكارات الأخرى التي يعملون عليها حاليا ، هنالك المشايات الذكية التي من شأنها منع السقوط، المجسات النقالة التي سترصد باستمرار الوضع الصحي للمسن - منظومة روبوتية ستوازن المستخدم الذي يمشي بواسطتها وحتى "رفيق روبوتي الكتروني ظاهري".
الروبوت الرفيق
يعمل العلماء من الآن على تصميم هذا الروبوت الرفيق: وهو روبوت منزلي بطول 1.20 متر، مجهز بكاميرات، أجهزة الرادار، ميكروفون، وصينية محمولة. وهو يخضع حاليا لتجارب في المختبرات في سياتل، ويعرف كيف يقوم ببعض الأعمال المنزلية الخفيفة. وسيتم تجهيز الروبوت بنظام سوف يتيح للمسنين اجراء مكالمات الفيديو مع الأطباء أو مع عائلته.
شركة السيارات "تويوتا" قررت أن تخصص مليار دولار لإنشاء مختبر مشترك في جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا، سيركز على تطويرالذكاء الاصطناعي للمسنين. وجهت بعض النظم أصلا ليتم تضمينها فقط في سيارات الشركة الجديدة لتحسين سلامة القيادة، ولكن يبدو الآن أنه سيكون بالامكان استخدامها من قبل كبار السن بشكل عام.
سوف تضع احتياجات السكان المسنين عبئا كبيرا على النظم الصحية في عام 2050، كما تشير دراسات ديموغرافية. فلأول مرة في تاريخ البشرية، 14٪ من سكان العالم سيكونون في هذه المرحلة فوق جيل 65، في حين أن عدد الأطفال حتى جيل 5 سيشكل فقط 9.1٪ من السكان.
ووفقا للتقديرات، فإن عدد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم 60 وما فوق من المتوقع أن يكون ضعف العدد الحالي بحلول عام 2050، وثلاث مرات بحلول نهاية القرن. من المتوقع أن يتضاعف معدل الأشخاص بجيل 80 وما فوق في غضون ثلاثة عقود ونصف، وأعلى سبع مرات مما هو عليه اليوم بحلول عام 2100.
تعتبر اليابان وأوروبا أكثر تقدما من الولايات المتحدة في الاستعداد للتغيير الديموغرافي، لا سيما بما يتعلق بالمعدات التجارية للمسنين، كما قالت الصحيفة. كما تم تثبيت أجهزة استشعار في 100 ألف منزل في الصين لمراقبة الوضع الصحي للمسنين. بدأ هذا المشروع قبل عقد من الزمن، بقيادة إريك ديسمان، وهو عالم كبير سابق في شركة إنتل. "المشروع الصيني يسمى" مبادرة المدينة الصديقة للمسنين ".
آخر الأخبار