بعد رطوبة الشتاء يأتي العفن والفطريات
هل لاحظتم ظهور العفن على جدران المنزل في هذه الأونة؟ اذا ما هو هذا العفن؟ وكيف يظهر؟ وهل يؤثر على صحتنا؟

مع انتهاء فصل الشتاء ومرور العواصف والامطار، يظهر العفن بصورة جلية في المنازل، لتبدأ الأمهات وربات المنازل عندها بالتذمر من وجود العفن والفطريات داخل المنازل، مطالبة الأزواج بإيجاد حل سريع وجذري لهذه المشكلة. حيث يتكاثر العفن في هذا الفصل نتيجة تواجد الرطوبة على أسطح وجدران المنازل ووجود وسائل التدفئة، أو نشر الغسيل داخل المنازل، إلى جانب العديد من الأمور الأخرى. فتزيد هذه النشاطات من مستوى الرطوبة داخل المنزل والتي تعتبر بيئة خصبة لنمو العفن وتكاثره. وللأسف فإن هذه المشكلة تنمو بشكل متسارع لتصيب كل ما في داخل المنازل من جدران، وأسقف، وحتى الألعاب والكتب! لكن ما سبب وجودها وكيف تتكون وهل تؤثر على صحاتنا؟ وهل بالإمكان القضاء على هذه المشكلة؟
ما هو العفن؟
هناك عدة أنواع من العفن، وهو نوع من أنواع الفطريات، الذي يتكاثر عن طريق الأبواغ، ويتواجد في الأمكان المغلقة والمفتوحة. وتمتاز الأبواغ (الموجودة داخل الأمكان المغلقة) بصعوبة القضاء عليها، نظرا إلى قدرتها إلى البقاء والتكاثر في أجواء صعبة للغاية.
وتشكل الرطوبة والدفئ بيئة خصبة لنمو وتكاثر العفن، وهذا ما يحدث في فصل الشتاء داخل المنازل الدافئة. فعندما تسقط أبواغ العفن على أي مكان في المنزل تبدأ بالنمو عليه، وتتغذى على المواد الموجودة في هذه المنطقة، من ورق،خشب وحتى أقمشة، فهي قادرة على النمو والتكاثر على أسطح مختلفة.
وكما ذكرنا، فإن هناك أنواع مختلفة من العفن، وسنركز هنا على أنواع العفن المتعددة التي تنمو في الأمكان المغلقة، حسبما أوضحها مركز مكافحة الامراض الامريكي- CDC، والتي تشمل:
- المبغثرة (Cladosporium): يستطيع هذا النوع من العفن من النمو في الأمكان الباردة والدافئة، ويوجد بشكل أساسي على الأقمشة والأسطح الخشبية.
- المكنسية (Penicillium): لطالما وجدنا هذا النوع من العفن على الامكان التي دمرت بسبب المياه، ويتميز هذا النوع من العفن بلونه الأزرق أو الأخضر.
- النوباء (Alternaria): هذا النوع من العفن يتواجد في الأماكن الرطبة مثل الحمامات والمغاسل التي تسيل.
- الرشاشية (Aspergillus): يوجد هذا النوع من العفن على الغبار، والطعام المسحوق، وحتى مواد البناء.
اذا، هل تؤثر هذه الأنواع المختلفة من العفن على الإنسان؟
ان وجود ونمو العفن داخل المنازل يؤثر بالتأكيد على الإنسان وصحته، وبالأخص لمن يعاني من حساسية اتجاه هذا العفن، فقد يشعر هؤلاء الأشخاص بأعراض مختلفة منها:
- احتقان في الأنف
- تهيج العينين
- ضيق تنفس وصفير
- تهيج في الجلد
والجدير بالذكر أن بعض الأشخاص قد تتطور لديهم الأعراض بشكل كبير، لتشمل: ارتفاع درجة الحرارة وحتى التهابات رئوية! في حين أشارت بعض الأبحاث وجود علاقة بين التعرض للعفن وتطوير الإصابة بالربو، وبالأخص لدى الأطفال.
من هي الفئة الأكثر حساسية اتجاه العفن؟
- مرضى الربو
- من يعاني من الحساسية
- من لديه مشاكل وصعوبات في التنفس
- من يمتلك مناعة ضعيفة، مثل مرضى الإيدز والمصابين بالسرطان الذين يتعالجوا بالكيماوي.
بالتالي يجب على الأشخاص الذين يعانون من حساسية اتجاه العفن أن يتجنبوا بعض الأماكن التي قد تحتوي على العفن، وأن يتم التحكم بمستوى الرطوبة داخل المنازل، وتهوئة الحمامات والمطابخ. وفي حال وجود العفن والفطريات في المنزل يجب إزالته والتخلص منه، وبالأخص الذي ينمو ويتكاثر على الأسطح الصلبة، وبالإمكان القيام بذلك عن طريق استخدام المواد الخاصة والماء والصابون، أو وضع مقدار معين من المبيض في الماء وتنظيف هذا السطح. اليكم بعض التوصيات الخاصة التي ذكرها مركز مكافحة الامراض الامريكي- CDC:
- حاول المحافظة على درجة رطوبة منخفضة، أي أقل من 50% على مدار اليوم.
- استخدم مكيف الهواء وجهاز مزيل الرطوبة خلال الأشهر التي تمتاز بالرطوبة العالية.
- تأكد من احتواء المنزل على التهوية الكافية.
- تأكد من إضافة المواد المقاومة للعفن إلى الطلاء قبل الدهن.
- يجب تنظيف الحمامات باستخدام المواد القاتلة للعفن.
- لا تضع السجاد في أرضيات الحمامات.
- تخلص من المفروشات والسجاد الغارقة بالمياه.