علاج سرطان البروستاتا بالهرمونات يرفع من خطر الإصابة بالاكتئاب
تختلف العلاجات لسرطان البروستاتا مختلفة، ولكن لكل واحدة منها آثار جانبية، فما هي تلك المخاطر المرتبطة بالعلاج الهرموني؟

وفقا لنتائج دراسة جديدة قام بها باحثون من Brigham and Women's Hospital (BWH) أن الخضوع للعلاج الهرموني بهدف علاج سرطان البروستاتا الموضعي من شأنه أن يرفع من خطر إصابة المرضى بالاكتئاب.
حيث استطاع الباحثون في دراستهم التي نشرت في المجلة العلمية Journal of Clinical Oncology من إبجاد علاقة ما بين الإكتئاب والخضوع للعلاج الهرموني الهادف لعلاج سرطان البروستاتا الموضعي، وفسر الباحث الرئيسي في الدراسة البروفيسور باول نجيين Paul Nguyen قائلاً: "الرجال المصابين بسرطان البروستاتا والذين يخضعون لعلاج الهرمونات عادة ما تكون الوظيفة الجنسية لهم أقل مقارنة بغيرهم، كما يزداد وزنهم وتكون طاقتهم أقل، فجميع هذه العوامل مجتمعة من شأنها أن تصيبهم بالإكتئاب".
وأشار البروفيسور نجيين أنه بعد البحث المعمق في الموضوع وجدوا علاقة واضحة بين الاكتئاب وعلاج سرطان البروستاتا بالهرمونات.
يتم انتاج هرمون الجنس الذكري اندروجين Androgen في الخصية، وهو هرمون هام وضروري للنمو الطبيعي وقيام البروستاتا في وظيفتها، في المقابل خلايا السرطان في البروستاتا تحتاج إلى هذا الهرمون للنمو، حيث يحث الهرمون الجينات المسؤولة عن نمو الخلايا السرطانية.
في المراحل المبكرة من الإصابة بسرطان البروستاتا، تحتاج بعض الخلايا السرطانية إلى كمية كبيرة من هرمون اندروجين، وهذه الخلايا تدعى المعتمدة على الاندروجين Androgen-dependent وذلك يعود لكون العلاج يعمل على تقليل كمية الهرمون أو حظر نشاطه وبالتالي منع الخلايا السرطانية من النمو.
كيف جرت الدراسة؟
استهدف الباحثون في دراستهم 78,552 رجلاً فوق الـ 65 من عمرهم مصابين بسرطان البروستاتا بين المراحل الأولى والثالثة، وذلك ما بين عامي 1992 و2006.
وبيّنت النتائج أن المرضى الذين تلقوا العلاج الهرموني كانوا أكثر عرضة للإصابة بالإكتئاب مقارنة بمن لم يخضع لمثل هذا النوع من العلاج.
وأوضح الباحثون أن هؤلاء المرضى (الذين خضعوا للعلاج الهرموني) كانوا أكثر عرضة بحوالي 23% للإصابة بالاكتئاب من غيرهم، كما أن خطر الإصابة بالاكتئاب ارتفع مع طول فترة العلاج الهرموني، وكان الارتفاع كالتالي:
- 12% في حال استمر العلاج لستة أشهر
- 26% عندما استمر العلاج ما بين 7-11 شهراً
- 37% في حال استمر العلاج لـ 12 شهراً أو أكثر.
واكد الباحثون أخيراً انه يجدر مناقشة خطر الإصابة بالاكتئاب مع المرضى قبل البدء في العلاج الهرموني وتحضيرهم النفسي لذلك.