العلاقة المثبته بين استهلاك الحليب وسرطان الكبد

العلاقة المثبته بين استهلاك الحليب وسرطان الكبد

برعاية sponsered by

دراسة حديثة التي نشرت في مجلة International Journal of Cancer حددت ان استهلاك الكثير من منتجات الألبان، وخاصة الحليب والجبن، يزيد بشكل كبير من مخاطر الاصابة بسرطان الكبد من النوع الأكثر شيوعا، Hepatocellular Carcinoma - سرطان الكبد. سرطان الكبد هو سادس أكثر أنواع السرطان شيوعا في العالم، ولكنه يشكل السبب الثالث للوفاة لكونه سرطان عنيف والذي غالبا لا يتم تشخيصه إلا في مرحلة متقدمة، وبالتالي فإن فرص الشفاء منه منخفضة.

العديد من الدراسات في الماضي أكدت العلاقة بين استهلاك منتجات الألبان وسرطان البروستاتا، لكن العلاقة بسرطان الكبد لم تتم دراستها تقريبا. الدراسة الحالية أجريت من قبل الجهات البحثية الكبرى في العالم، بما في ذلك الوكالة الدولية لأبحاث السرطان وكلية الصحة في جامعة هارفارد.

الدراسة الشاملة تتبعت حالة ما يقرب من نصف مليون رجل وامرأة من عشر دول في أوروبا لأكثر من 11 عاما في المتوسط. لذلك، فإن الاستنتاج، الذي يقول ان "زيادة استهلاك الحليب ومنتجاته وخاصة الحليب والجبن، ترتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الكبد (HCC) لدى السكان في أوروبا الغربية "، هو مثير للقلق بشكل خاص.

وجد الباحثون أن تناول 45 غراما من الجبن يوميا أو أكثر يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد بنسبة 56٪ مقارنة مع استهلاك أقل من 21 غراما من الجبن يوميا. الاستهلاك اليومي لـ 237 غراما أو أكثر من الحليب يزيد من خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 51٪ مقارنة مع استهلاك أقل من 54 غراما من الحليب يوميا. استهلاك اللبن، بالمقابل، لم يرتبط بشكل كبير مع خطر الإصابة بسرطان الكبد.

عندما فحص الباحثون إجمالي الاستهلاك اليومي للحليب ومنتجات الألبان، وجد أن الاستهلاك اليومي لـ 382 غراما أو أكثر يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد بنسبة 66٪ مقارنة مع استهلاك أقل من -207 غرام في اليوم.

لعزل تأثير الحليب، تم تعديل النتائج وفقا لعوامل كثيرة التي يمكن أن ترتبط بالمرض، مثل العمر, الجنس, مستوى النشاط البدني، مؤشر كتلة الجسم (BMI)، مكان الإقامة، استهلاك الكحول، التدخين، استهلاك السعرات الحرارية الكلي, السكري وغير ذلك.

هل السبب هو فائض فيتامين D, الكالسيوم أو الدهون الموجودة في الحليب؟ للإجابة على هذا السؤال، فحص الباحثون العلاقة بين المكونات المختلفة في الحليب وبين سرطان الكبد.

على الرغم من أنه تبين أن الكالسيوم, فيتامين D, البروتين والدهون من منتجات الحليب ترتبط بزيادة مخاطر الاصابة بسرطان الكبد، ولكن عندما وصلت هذه المكونات من مصدر آخر غير الحليب فلم تكن مرتبطة بزيادة المخاطر – وحتى انها كانت ترتبط في بعض الأحيان بانخفاض خطر الاصابة بسرطان الكبد. أي تم نفي أن السبب هو هذه المكونات.

يعتقد الباحثون أن السبب هو هرمون النمو IGF-1، حيث ان استهلاك الحليب يزيد من إنتاجه في الجسم، أو الملوثات البيئية الموجودة في الحليب.

وقد وجدت دراسات سابقة أن استهلاك منتجات الحليب، وحليب الشرب على وجه الخصوص، يرتبط بزيادة مستويات هرمون النمو IGF-1 في الجسم. أيضا في الدراسة الحالية، وجد الباحثون علاقة إيجابية بين مستويات هرمون النمو في الجسم وبين استهلاك منتجات الحليب، كما أنهم وجدوا حتى ان العلاقة بين استهلاك منتجات الحليب وسرطان الكبد أقوى لدى الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من الهرمون في الدم.

كما وجد في الأدبيات الطبية أن زيادة هرمون IGF-1 ترتبط أيضا مع أنواع أخرى من السرطان، الأمر الذي يعزز الشك في أن هذا الهرمون يرتبط أيضا بالإصابة بسرطان الكبد.

التفسير الآخر المحتمل الذي يذكره الباحثون هو سم الأفلاتوكسينaflatoxin) M1)، من أقوى المواد المسببة للسرطان المعروفة للإنسان والتي وجدت أيضا في الحليب. يدعي الباحثون أنه بالرغم من أن هيئة سلامة الأغذية الأوروبية وجدت تركيزات منخفضة جدا من السم في الحليب في أوروبا، ولكن يقدر أن التعرض المتراكم لهذا السم كبير جدا نظرا للاستهلاك الكبير للحليب ومنتجات الألبان في جميع أنحاء أوروبا.

الدراسة التي أجريت من قبل مجلس الخدمات البيطرية وجدت ان البقرة لديها قدرة قوية على تحويل سم الأفلاتوكسين B1، الذي مصدره على ما يبدو من الطعام المخمر المقدم للبقرة، الى سم أكثر خطورة - الأفلاتوكسين M1.

نشرت من قبل ويب طب - الاثنين 6 نيسان 2015

آخر الأخبار