العمل يساعدك في حماية الذاكرة
مع التقدم بالعمر تضعف القدرات العقلية والذاكرة لدى الأشخاص، إلا أن القيام ببعض المهام خلال العمل من شانها ان تعزز هذه القدرات وتحميها.

هل تتذمر من ساعات العمل ؟ هل يحتاج العمل الخاص بك إلى قدرات عقلية وذهنية؟ لا داعي للتذمر، فرب ضارة نافعة! حيث كشفت دراسة جديدة نشرت في المجلة العلمية Neurology، أن العمل الذي يحتاج إلى قدرات ذهنية وعقلية قد يساعد في حماية الذاكرة مع التقدم بالعمر.
وأوضحت الدراسة أن من يقوم ببناء استراتيجات العمل ويعمل على إدارة وحل النزاعات، تكون ذاكرته أفضل من غيره من الموظفين مع الكبر والتقدم في السن. وعلق الباحثون أن أهمية الدراسة تنبع من كون المهنة التي تقوم بها قادرة على التأثير على صحة الدماغ أكثر من التعليم.
وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة الدكتورة فرانشيسكا Francisca: "ابقاء الدماغ فعالاً من خلال ألعاب التركيب والتواصل الاجتماعي والتعلم من شأنه ان يؤخر الإصابة بالخرف ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض العقلية المختلفة".
وقام الباحثون باستهداف 1,054 شخصا بلغت أعمارهم 75 عاماً وما فوق. وتم اخضاعهم إلى اختبار معرفي كل سنة ونصف من أجل دراسة وتقييم وضع الذاكرة والقدرة على التفكير لديهم لمدة ثماني سنوات. وطلب منهم تحديد طبيعة عملهم ضمن الفئات التالية:
- مهام إدارية مثل تطوير استراتيجات وحل الخلافات
- مهام شفهية تتمثل بالتقييم وتفسير المعلومات
- مهام تتضمن التركيز بامر انتقائي ما وتحليل المعلومات المطلوبة.
نتائج الدراسة
بعد تتبع المشتركين لثماني سنوات والقيام بتحليل المعلومات ونتائج الاختبارات التي خضعوا لها، وجد الباحثون ما يلي:
- من قام بواحدة من المهام السابقة بمستوى عالٍ سجلوا أعلى علامات في اختبارات الذاكرة والتفكير من غيرهم.
- كان تناقص القدرات المعرفية لدى من قام بالمهام السابقة بمستوى عالٍٍ على مدار الثمان سنوات نصف أولئك الذين لا يحتاجون إلى التفكير في عملهم وانجاز مهامهم.
- كانت القدرات التفكيرية والذاكرة افضل لدى من قام بالمهام الإدارية والشفهية.
وعقب الباحثون على نتائج الدراسة بأنها سوف تشجع الموظفين على انهاء المهام الموكلة إليهم بشكل أكثر فعالية، لأنه سينعكس على صحتهم العقلية بشكل أساسي، وبالطبع على صحتهم النفسية في العمل.
وتشير بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أن المشاكل العقلية وفقدان الذاكرة مرتبط بشكل أساسي بغير الموظفين وبالعاطلين عن العمل، مما يحمل الحكومات والأفراد عبء العلاجات المختلفة، لذا من الواجب والضروري القيام بخطوات جذرية من أجل القضاء على هذه المشكلة ودمج هؤلاء الأشخاص بسوق العمل، وتنمية قدراتهم المعرفية والعقلية.