الفحص الجيني والتشخيص المبكر للمرضى الأكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان المريء
حدد الباحثون تقنية مبتكرة الطفرات الجينية التي تشير إلى وجود مخاطر للإصابة بسرطان المريء

من المتوقع تشخيص الطفرات في الأنسجة الما قبل سرطانية في المريء بواسطة فحص جيني مبتكر، مما سيؤدي إلى تحسين المتابعة والكشف المبكر لدى المرضى المرشحين للإصابة بهذا النوع من السرطان. خاصة لدى المرضى الذين يعانون من متلازمة باريت (BE)، وهي العملية المرضية التي تتغير فيها بطانة المريء في قسمها السفلي من بطانة حرشفية الى عمودية-غدية.
المرضى الذين يعانون من BE، الذين يميلون أيضا للإصابة بجزر المريء (GERD)، معرضون لخطر متزايد للإصابة بسرطان المريء. اختبارات المراقبة الدورية للسرطان، التي ينصح بها لهؤلاء المرضى لا تنجح دائما في الكشف عن الحالة الما قبل سرطانية للنمو الشاذ.
في التقرير الذي ظهر هذا الأسبوع في مجلة Journal of Molecular Diagnostics تم وصف استخدام الاختبار الجيني الجديد وإنجازاته. وقد أجريت الدراسة من قبل أطباء وخبراء في علم الأمراض وبيولوجيا الخلية، من قسم علم الأمراض في الجهاز الهضمي في كلية الطب، جامعة كولومبيا في نيويورك، وباحثين آخرين.
"طريقة التي يمكنها الكشف عن الطفرات في مرحلة مبكرة جدا من تطور المرض والتي ستسمح بالمراقبة عن كثب للمرضى الذين يعانون من متلازمة باريت، واعطائهم رد علاجي" وأفادت رئيسة الطاقم، البروفيسورة أنطونيا سيبولفيدا (Antonia Sepulveda) أن BE هو نتيجة لإصابة الغشاء المخاطي للمريء ومرتبط بالجزر المعدي – المريء- مما يؤدي إلى التهاب المريء (esophagitis) ولمتلازمة باريت. وأشارت إلى أنه لدى هؤلاء المرضى - وعلى النقيض من الأشخاص الأصحاء الذين تظهر لديهم خلايا البطانة الداخلية بواسطة التنظير كسطح حرشفي بلون أبيض ناصع - تظهر الخلايا خصائص التي تشبه أكثر خلايا الأمعاء الدقيقة (تغيير غير سليم في أنسجة الأمعاء Metaplasia).
كلما تقدم مرض باريت، كان هناك اضطراب متزايد في تنظيم الخلايا في مرحلتين - بدء التنسج بمستوى منخفض ثم الانتقال إلى مستوى أعلى (HGD)، وحتى "السرطان الغدي" (Adenocarcinoma (EAC). حتى الآن، الاختبارات الجزيئية للـ BE لم تستخدم للممارسة السريرية بسبب محدودية طرق الاختبار الجزيئية.
في الدراسة الحالية، تغلب الباحثون على العقبات، من خلال استخدام الأنسجة المأخوذة من عينات الخزعة من المريء أو من استئصال الغشاء المخاطي للمريء بواسطة المنظار وتم حفضها في الفورمالين مع البارافين المدمج (FFPE)، وتطبيق طرق الجيل الجديد لفحص التسلسل الجيني.
حلل الباحثون 13 عينة التي أخذت من المرضى الذين يعانون من BE دون ظهور اعراض خلل التنسج لديهم أو السرطان الغدي خلال المراقبة التي استمرت لمدة سنتين على الأقل. تمت مقارنة العينات مع 15 مريضا الذين طوروا EAC-المتقدم- مقابل ذلك تم فحص الأنسجة من أشخاص أصحاء, دون أي دليل لأعراض لوجود تغيرات غير سليمة في الأمعاء ومتلازمة باريت.
اتضح أنه لدى 75٪ من المرضى الذين يعانون من الأمراض المتقدمة كان هناك طفرات، مقابل 0٪ لدى أولئك الذين لم يكن المرض لديهم في مراحل متقدمة. وكانت الطفرة الأكثر شيوعا في الجين TP53. بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على طفرات في الجينات APC و-CDKN2A، التي لها علاقة واضحة بالأورام الخبيثة.
"ومن المعروف أنه لدى المرضى المصابين بـ BE فان مخاطر الإصابة بسرطان المريء أكبر بـ11 مرة من المعتاد لذلك ايجاد طريقة التي يمكنها الكشف عن الطفرات في مرحلة مبكرة جدا من تطور المرض – مع استخدام وسائل ذات حساسية تشخيصية عالية جدا - ستسمح بوضع هؤلاء المرضى تحت المراقبة الصارمة أكثر وإعطائهم الرد العلاجي", أكدت الباحثة الرئيسية.
وقالت إن الـ EAC في الولايات المتحدة يعتبر نوع نادر نسبيا من السرطان، ولكن هو السبب الـ 10 للوفاة من السرطان في البلاد. بين عامي 2005 و- 2011، ما يقرب من 18٪ من المرضى الذين عانوا من EAC بقوا على قيد الحياة فقط لخمس سنوات من بعد التشخيص، وبالتالي فان اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة جدا وإيجاد العلامات البيولوجية له في أقرب وقت ممكن سوف يحسن العلاج.