الكشف عن ساعة مناعية لدى الحامل قد تتنبأ بالولادة المبكرة
هل تساءلت يوماً ما الذي يحدث لجهاز المناعة أثناء الحمل؟ وكيف يتأثر هذا بتلك الرحلة التي تستمر 9 أشهر؟ دراسة جديدة تكشف عن أمور لم يتوقعها العلماء.

كشفت دراسة قام بها الباحثون مؤخراً في كلية الطب في جامعة ستانفورد (Stanford University School of Medicine) في الولايات المتحدة الأمريكية ونشرت نتائجها في مجلة علوم المناعة (Science Immunology)، عن توصلهم لوجود ساعة مناعية تتبع نمطاً معيناً لدى المرأة الحامل قد تسهل فرص التنبؤ بالولادة المبكرة.
ولفترات طويلة كان العلماء يميلون لتشبيه رد فعل الجسم تجاه الحمل برد فعل الجسم تجاه زراعة الأعضاء، وكان العلماء يؤمنون بضرورة تقليل نشاط الجهاز المناعي للمرأة الحامل طوال فترة الحمل للتخفيف من احتمال إبداء الجسم لأي رد فعل مناعي تجاه الجنين، كأن يتعامل معه على أنه جسم غريب يجب مهاجمته.
وكان دليل العلماء على هذه الفرضية هو تواجد عدد كبير من الخلايا المناعية للأم في منطقة اتصال الجنين بجسمها، إذ كان العلماء يفترضون أن هذه الخلايا تتواجد هناك لتهاجم خلايا الجنين، بينما كانت خلايا الجنين المناعية حاضرة كذلك لتدافع عن الجنين في معركة تستمر طوال فترة الحمل.
وبناء على الفرضية أعلاه، في حال تغلبت دفاعات الأم على دفاعات الجنين أو العكس، فغالباً سيحدث أحد الأمور التالية:
- الإجهاض.
- الولادة المبكرة.
ثم أظهرت الدراسات الحديثة أن التواجد الكبير لخلايا الأم المناعية في منطقة اتصال الجنين بجسم الأم لم يكن لمهاجمة الجنين كما ساد الاعتقاد، بل لدعم عملية انزراع الجنين بشكل سليم في الرحم وتطوره بشكل طبيعي، كما وجد العلماء أن التواصل الحاصل بين خلايا الجنين والأم طوال فترة الحمل كان أمراً محورياً وضرورياً لصحة الأم والجنين.
وجاءت هذه الدراسة الأخيرة لتكون الأولى من نوعها التي تتحرى وجود أنماط مناعية معينة في أوقات معينة من فترة الحمل قد تمكن العلماء من معرفة ما الذي يحدث في جسم الحامل ولم قد يحصل الإجهاض أو الولادة المبكرة.
وسوف يبدأ الباحثون بأخذ عينات من دماء الحوامل الذين قاموا بالإنجاب قبل الأوان لفحص نسب الخلايا المناعية فيها وتأكيد ما توصلوا إليه ومحاولة استقصاء أسباب الولادة المبكرة الفعلية، كما يأمل العلماء أن تمكنهم هذه الدراسة من معرفة لم تعجز أجسام بعض الحوامل من التكيف مع الحمل ولم تهاجمه وفي أي وقت تحديداً، وبالتالي محاولة تجنيب الأم هذه التجربة المؤلمة.