الموت من البرد خطر يهدد اللاجئين
يهدد خطر الموت من البرد العديد من اللاجئين، وبالأخص الأطفال منهم، لمعرفة المزيد حول الموضوع اليكم المقال التالي.

أدت العاصفة الثلجية الأخيرة (العاصفة هدى)، إلى وفاة عدة أشخاص، أغلبهم من الأطفال اللاجئين، ومن لا مأوى لهم، وذلك نتيجة البرد القارص الذي دب في أجسادهم، بحصيلة وصلت إلى خمسة أطفال في ريف دمشق. وكانت قد حلت هذه العاصفة ضيفة على دول شرق المتوسط مثل فلسطين ولبنان والاردن وسوريا، وصولا إلى الأطراف الشمالية في المملكة العربية السعودية.
حيث وصلت درجات الحرارة خلال العاصفة الثلجية إلى ما دون الصفر في معظم المناطق، مسببة البرودة شديدة، وبالأخص لمن لا يملك مأوى أو مسكن، أو حتى اي وسائل للتدفئة، تساعد في الحفاظ على درجة حرارة الجسم، مثل اللاجئين الذين هربوا من منازلهم في سوريا خوفا من الحرب، أو حتى من دمرت منازلهم في الحرب الاخيرة على قطاع غزة!
إلا أن هذه العاصفة لم تكن الوحيدة خلال السنوات الماضية، حيث كانت قد أعلنت الشبكة السورية لحقوق الانسان، عن وفاة 27 لاجئا سوريا على الأقل، من ضمنهم 16 طفلا، خلال موجات البرد السابقة منذ بداية عام 2011!
كيف تؤثر البرودة الشديدة على جسم الانسان؟
خلال البرد يقوم الجسم بالمحافظة على درجة حرارته المطلوبة من خلال تعزيز معدل عملية الاستقلاب (الايض - Metabolism)، وتقليص ضخ الدم إلى الأنسجة المحيطة مثل الأطراف، بالإضافة إلى الارتجاف (Shivering)، إلا أن نجاعة هذه الاليات محدودة، وذلك تبعا لشدة البرد ومدة التعرض له!
بالتالي يؤدي التعرض للبرد الشديد ولفترة طويلة إلى ما يعرف بانخفاض الحرارة (Hypothermia)، أي انخفاض درجة حرارة الجسم إلى ما دون 35 درجة مئوية، علما أن درجة حرارة الجسم الطبيعية هي حوالي 37 درجة مئوية، ليواصل الجسم فقدان الحرارة باستمرار التعرض للبرد، لتصل في بعض الأحيان إلى ما دون 28 درجة مئوية، مشكلة بذلك خطرا كبيرا حيث يعد الأطفال وكبار السن (الكهول) الأكثر عرضة للإصابة بانخفاض الحرارة.
ويؤثر انخفاض الحرارة على عمل أجهزة الجسم المختلفة، مسببة تدني الوعي والهلوسة وتغير في حالة القلب الطبيعية وبطء عمله، بالتالي انخفاض ضغط الدم، أو حتى الاصابة بالسكتة القلبية. ولا تقتصر أعراض الإصابة بانخفاض الحرارة بهذه الأمور، بل تشمل أيضا انخفاض في وتيرة التنفس وتزويد الكلى بالدم وحتى تصلب العضلات، وأعراض أخرى!
كيف يتم رفع درجة حرارة الجسم في هذه الحالة؟
ان التوجه الى الطوارئ من أجل مساعدة الشخص المصاب بانخفاض الحرارة، تعتبر من أهم الأمور التي يجب فعلها أولاً، من ثم يجب القيام بهذه الأمور أثناء انتظار وصول الإسعاف:
- وضع الملابس والبطانيات على جسم الشخص المصاب لتدفئته
- القيام بنقله إلى مكان أكثر دفئا، أو أشعل المدافئ في حال توفرها.
- تقديم شرابا ساخنا للمصاب، لكن بعيدا عن المشروبات التي تحتوي الكافيين.
- تقديم له الماء الدافئ الممزوج بالسكر كل 15 دقيقة، ليتم امتصاصه في مجرى الدم فورا، وتوليد الطاقة.
ان الوضع المأساوي الذي تشهده بعض المناطق العربية جراء النزاعات الاقليمية والحروبات الدامية، جعل الانسان فيها معرضا لخطر الوفاة بسببها، أو حتى بسبب ما يتعرض له نتيجة هربه من الحرب، مثل البرد الشديد أو حتى نقص الغذاء والدواء.
حيث يعاني اللاجئين من عدم توفر المأوى المناسب، أو أي وسيلة للتدفئة، إلى جانب شح الغذاء والدواء، لتتعرض حياة اللاجئين اطفالاً، نساءً أو شيوخاً على وجه الخصوص لخطر الوفاة بأشكال متعددة، أقساها الوفاة نتيجة البرد القارص، دون توفر القدرة على مساعدتهم بأي شكل من الأشكال، فيموت الطفل أمام أعين والديه من البرد راجين الله أن يحفظ أطفالهم المتبقين.