الولايات المتحدة 3 مليار تبدد على أدوية السرطان بسبب العبوات الكبيرة

وفقا للباحثين، فإن العديد من الأدوية المضادة للسرطان توزع في زجاجات تناسب الحد الأقصى للجرعة، أحيانا يتم القاء حتى نصف كمية الدواء في سلة المهملات

برعاية sponsered by
الولايات المتحدة 3 مليار  تبدد على أدوية السرطان بسبب العبوات الكبيرة

العديد من شركات الأدوية، خاصة تلك التي تنتج أدوية العلاج الكيميائي وغيرها لعلاج السرطان،  تسوق  فقط بقوارير كبيرة الحجم، في كثير من الأحيان موحدة، أكثر بكثير مما هو مطلوب اعتمادا على الجرعة للمرضى الذين وزنهم أقل. النتيجة: يتم إلقاء كميات كبيرة من الأدوية في سلة المهملات.

تتضح هذه الأرقام من دراسة نشرت أمس في المجلة الطبية البريطانية British Medical Journal، والتي أجراها فريق من مركز السرطان "سلون كيترينج" في نيويورك جنبا إلى جنب مع  باحثين بأمراض الدم والأورام في جامعة شيكاغو. وقدرت الدراسة أن التبذير السنوي يصل لنحو 3 مليارات دولار  لشركات التأمين في الولايات المتحدة.

يتم حقن العقاقير باهظة الثمن لعلاج السرطان عادة للمرضى من قبل الممرضات المدربات للقيام بذلك. وهن يقمن بذلك في المستشفيات أو عيادات الأطباء. يقمن بعناية بقياس الجرعة المطلوبة لكل حقنة، ولكل مريض، على النحو الذي يحدده الطبيب، ويتم إلقاء البقية المتبقية من العبوة في سلة النفايات لأسباب تتعلق بالسلامة.

 

الدكتور بيتر باخ، "تحقق الشركات الكثير من الأموال، وذلك عندما تجبر السيدات المتقدمات في السن بشراء دواء يكفي للاعب فوتبول أمريكي"

ويزعم الباحثون أنه لو كان مصنعو الأدوية يحرصون على ان تكون هذه الأدوية بقواوير بأحجام  أصغر من تلك التي يتم تسويقها اليوم، فإن ذلك لن يساعد الممرضات الحاقنات على تحديد الجرعة والكمية المطلوبة للمريض وحسب، بل سيخفض من كميات الأدوية التي تلقى في النفايات أيضا.

وفقا لواضعي البحث، فإن معظم شركات الأدوية تفضل أن تسوق هذه العقاقير باهظة الثمن بأحجام موحدة. والنتيجة، كما يقولون، هو أن بعض المرضى  يدفعون الكثير من المال لشراء الادوية، ولكن جزء كبير منه يلقى للنفايات لعدم الاستخدام.

وأشار الباحثون إلى أنه في السوق الأوروبية جزء من أدوية السرطان تسوق بزجاجات صغيرة، لأن للحكومات "دور أكثر أهمية مما هو عليه في الولايات المتحدة فيما يتعلق بتسعير الأدوية وتوزيعها."

 

 قال  الدكتور بيتر باخ، مدير مركز السياسة الصحية سلون كيترينج (Sloan Kettering) وأحد واضعي  تقرير الدراسة لنيويورك تايمز أن الكثير من شركات الأدوية "تحقق هكذا وبهدوء الكثير من الأرباح"، ذلك عندما " تجبر السيدات المتقدمات في السن بشراء دواء يكفي للاعب فوتبول أمريكي". "يجب علينا أن نبدأ في التفكير في كيفية توفير المال عندما يتعلق الأمر بتوفير الرعاية الطبية وتقديم الخدمات الصحية" اضاف.

 

وحلل الباحثون بيانات لأدوية السرطان الـ 20 الأكثر مبيعا. وخلصوا إلى أن جهات التأمين الصحي تدفع لشركات الأدوية حوالي 1.8 مليار دولار  فقط لتلك الكميات من الأدوية التي يتم إلقائها في النفايات. كما حسبوا أيضا أنه  ينبغي  إضافة 1 مليار دولار  بسبب زيادة سعر الأدوية.

 

 وجد الباحثون أيضا تبذيرا مشابها لأدوية غير موجهة للسرطان، مثل  Remicade لالتهاب المفاصل، حيث بلغت مبيعاته من قبل شركة جونسون آند جونسون (Johnson & Johnson) في الولايات المتحدة  4.3 مليار دولار. ووفقا لحسابات، يتم إلقاء نصف مليار دولار من هذا المبلغ في النفايات كبقايا لم يتم استخدامها.

 

على سبيل المثال، ذكر الباحثون  دواء Velcade لعلاج الورم النخاعي المتعدد وسرطان الغدد الليمفاوية من شركة "تاكيدا-Takeda"، والذي يباع   فقط بحجم قارورة من 3.5 ملغ، بسعر 1034 دولار للجرعة. هذه جرعة تكفي لمريض أطول من 2 مترا ويزن أكثر من 113 كجم. المعالج الأصغر  حجما بكثير يدفع الثمن كاملا، ولكن جزءا من الدواء يلقى في القمامة. المرضى منخفضي الوزن بشكل كبير يحتاجون  فقط لـ 1.8 ملغ، بحيث يتم رمي حوالي نصف زجاجة الدواء باهظة الثمن في سلة المهملات. في بريطانيا،على سبيل المثال، كما لاحظت الدراسة، تباع من الدواء زجاجة بحجم 1 ملغ فقط.

 

وذكر  ايضا، أنه في فبراير من هذا العام بدأت شركة "مرك-Merck" ببيع الدواء لسرطان الرئة النقيلي، كيترودا-Pembrolizumab، فقط بزجاجات بسعة 100 ملغ، وتوقفت عن بيعه في الولايات المتحدة بحجم 50 ملغ، وهذا يعني أن كميات كبيرة من هذا الدواء سوف تلقى في القمامة.

 

في أوروبا، في المقابل، لا تزال الشركة تبيع الزجاجات بحجم 50 ملغ. وقالت متحدثة باسم الشركة انها تأمل في اقناع الـ FDA بالحصول على إذن ببيع قوارير الأدوية بعبوة موحدة من 200 ملغ. تعتقد الشركة أن هذا الحجم يقلل في الواقع من التبذير.

 

وفقا للحساب، فمن الجرعة الحالية قد تربح شركة "مرك" في السنوات الخمس المقبلة 2.4 مليار دولار فقط من بقايا الدواء غير المستخدمة المتبقية في قوارير الأدوية.

 

للدخول الى المصدر الرجاء الضغط هنا

نشرت من قبل ويب طب - الاثنين 7 آذار 2016

آخر الأخبار