إيبولا صورة عامة عن الوضع الطبي
يعتبر انتشار فيروس الايبولا تهديداً جدياً على مستوى العالم. لكن كيف بدأ ومن اين بدأ؟ اليكم المزيد حول تعريفه، تاريخ انتشاره ومسار تطوره.

وباء الإيبولا- Ebola ، عرف لعامة الجمهور قبل نحو 5 أشهر، ويحظى باهتمام آخذ بالازدياد. الوباء الحالي بدأ على ما يبدو في ديسمبر 2013 في غينيا، لدى عائلة واحدة ومنها انتشر في نفس القرية والمناطق المحيطة بها. لأن تفشي المرض بدء في غينيا في منطقة قريبة من حدودها مع بلدين آخرين، سيراليون وليبيريا، فقد انتشر المرض أيضا عبر الحدود الى المناطق المجاورة.
لم يتم مطلقا الكشف عن تفشي الايبولا في هذه البلدان من قبل، وبالتالي فقد استغرقت مدة التشخيص وقت طويل، وجاء التقرير الرسمي الأول من غينيا في أواخر مارس عام 2014، في الواقع بعد 4 أشهر من بدء تفشي المرض. وفي الوقت نفسه واصل الوباء انتشاره الى البلدان المذكورة، بما في ذلك الى المناطق الحضرية بعيدا عن منطقة تفشي المرض الأولى واستمر حتى الى عواصم هذه البلدان.
الرد المتأخر لتفشي المرض من قبل السلطات، جنبا إلى جنب مع القدرة المحدودة جدا لعلاج المرضى والقدرة الضئيلة جدا للسلطات هناك الى عزل المرضى وعائلاتهم ساهم في استمرار انتشار هذا الوباء حتى يومنا هذا في الثلاث بلدان هذه. ويقدر عدد المرضى بأكثر من 9,000 وأكثر من 4,000 منهم ماتوا من المرض.
الوضع في بلدان أخرى:
الى نيجيريا، التي لا يوجد لها حدود مشتركة مع الدول المذكورة أعلاه، وصل المرض عن طريق طبيب من ليبيريا، الذي قرر على الرغم من كونه مريض (وبعد الاتصال الوثيق مع مرضى بفيروس الإيبولا) السفر إلى لاغوس وعند وصوله المطار سقط ارضا. اصيب بالمرض حوالي 10 أشخاص من الذين عالجوا الطبيب ونقلوا العدوى للأشخاص القريبين منهم.
هذه العدوى حدثت في الـ 20 من يوليو. تبذل السلطات المحلية جهدا كبيرا للحد من انتشار المرض. حيث أصيب حتى الآن، ما مجموعه 21 شخصا هناك [7 منهم توفوا من المرض].، وحتى الآن لم تكتشف حالات أخرى ويبدو أن السلطات تمكنت من وقف تفشي المرض.
الى السنغال، جارة قريبة لغينيا، وصل رجل مريض من غينيا يوم 20 أغسطس، تم تشخيصه في العاصمة السنغالية داكار، وحتى الآن لم يعلن عن عدوى ثانوية من هذه الحالة
تم اجلاء مرضى الإيبولا أيضا إلى الدول الغربية. حيث تم اجلاء اثنين من العاملين في المجال الطبي إلى أتلانتا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عولجوا هناك حتى شفائهم. وتم اجلاء مرضى آخرون إلى انجلترا، المانيا واسبانيا. بالمجموع تم إجلاء وعلاج نحو 15 شخصا الى مرافق طبية غربية، ويبدو أن معظمهم تعافوا. وقد تم الإبلاغ عن 3 وفيات حتى الآن.
ما يدعو للقلق هو أنه تم الابلاغ عن حالتين من الاصابة بالعدوى بين أفراد الطاقم الطبي [1 في اسبانيا وواحدة في الولايات المتحدة] على الرغم من أنه كان يفترض انهم محميين كما ينبغي. من المطلوب بالطبع اجراء تحقيق لتحديد الفشل الذي كان في تدابير الوقاية التي اتخذوها. لم يبلغ عن حدوث عدوى ثانوية لدى أقارب المرضى.
بالإضافة إلى ذلك بدأ تفشي المرض في الكونغو في اغسطس اب والذي وفقا لفحص سلالة الفيروس لا علاقة له بتفشي المرض المذكور. تفشي المرض هناك يقتصر على 3 قرى في منطقة معينه [في قطاع يدعى "جيره"]، حيث أصاب المرض نحو 60 شخصا، ولا يبدو أنه ينتشر.
حول المرض:
تم اكتشاف مرض الإيبولا (Ebola hemorrhagic fever) لأول مره عند تفشيه في الكونغو والسودان في عام 1976 (1-2). ومنذ ذلك الحين تم اكتشاف أكثر من 20 حالة تفشي للمرض في المناطق الجنوبية من الصحراء الكبرى في أفريقيا. هناك خمسة أنواع من فيروس الإيبولا، والتي تدعى بحسب اسم المكان الذي ظهرت فيه لأول مرة. يسبب الفيروس لنسبة وفيات مرتفعة لدى المرضى في أفريقيا، والتي تصل الى 57-90٪ من الحالات.
مسار المرض يتميز بالحمى الشديدة، التعب، الصداع، آلام في العضلات واضطرابات في الجهاز الهضمي بعد 2-21 أيام بعد التعرض للفيروس (1-2). لدى كثير من المرضى (30-50٪) يظهر نزيف (hemorrhage)، ومن هنا ينبع اسم المرض – حمى الإيبولا النزفية - Ebola hemorrhagic fever (1-2). في الحالات الخطيرة يحدث فشل جهازي الذي يشمل تضرر الكبد، الفشل الكلوي، تضرر النظام العصبي المركزي والموت (2).
الإدعاء هو أن عضة خفاش الفاكهة أدت إلى الإصابة الأولية. العدوى من شخص لآخر تحدث بعد الاتصال مع سوائل الجسم (الدم، البول، العرق، المني، حليب الثدي) من شخص مريض (2). يمكن أن تحدث العدوى حتى بعد الموت، أثناء تشييع جنازة المريض، على سبيل المثال (2).
العلاج لهذا المرض هو العلاج الداعم فقط الذي يشمل مراقبة توازن السوائل والشوارد، التغذية عن طريق الفم أو عن طريق الوريد وأدوية لخفض الحمى، مراقبة الاضطرابات الهضمية، تسكين الآلام وعلاج القلق (2). هناك أهمية كبيرة لعزل المرضى، تحديد الأشخاص الذين كانوا على اتصال معهم واتخاذ تدابير وقائية عند كل اتصال مع المرضى (2).
في 21 مارس 2014، ابلغت وزارة الصحة في غينيا عن تفشي مرض يتميز بالحمى، الإسهال الحاد، القيء ونسبة وفيات مرتفعة (59٪) لدى 49 مريض. 20 عينة من المرضى نقلت للفحص في معهد باستور في فرنسا، وكانت 15 منها إيجابية للايبولا (2). بدأت تصل في الـ 30 من مارس تقارير عن الاصابة بمرضى الإيبولا من ليبيريا وفي مايو من سيراليون أيضا. أعلن بتاريخ 18 يونيو ان هذا هو وباء الإيبولا الأكبر الذي تم توثيقة حتى الآن، حيث وصل عدد المصابين الى 528، منهم 337 توفوا (2). حتى 31 أغسطس، فان عدد المرضى في المراكز الثلاثة التي ذكرت سابقا وصل الى 3685، منهم 1841 توفوا (4).
التشخيص:
الوضع اليوم هو أنه في معظم البلدان الأفريقية لا توجد معدات للتشخيص الطبي المناسب للإيبولا [لهذا الغرض هناك حاجة لاستخدام جهاز RT-PCR]. ولذلك في هذه المرحلة يجب الابلاغ عن حالات الاشتباه لوزارة الصحة، التي من المفترض أن يصل مندوبها لأخذ أنبوبة الفحص [في صندوق محمي] لإرسالها إلى الخارج للتشخيص.
من المهم أن نؤكد أنه في حالة الاشتباه بالإيبولا فمن المهم أن نتذكر أن نفحص إمكانية وجود أمراض تلوثية شائعة أخرى في المنطقة، في المقام الأول الملاريا!
ينبغي إجراء اختبارات الدم العامة للتمكن من اعطاء علاج الدعم الأمثل للمريض.
نقاط التركيز:
• المرض ينتقل من خلال سوائل الجسم، الدم وافرازات أخرى. لذلك الأشخاص المعرضين للخطر هم الطاقم الطبي المعالج وأفراد عائلته. هذا المرض لا ينتقل عن طريق الهواء (مثل الانفلونزا)، لذلك فالأشخاص الذين يتحدثون مع المريض أو يجلسون إلى جانبه، في الواقع ليسوا في خطر.
• الطاقم المعالج يحتاج عمليا لوسائل حماية من الاتصال. كإجراء وقائي أيضا يتم إضافة العزل.
• نسبة الوفيات الناجمة عن هذا المرض: تقدر نسبة الوفيات في أفريقيا بنحو 50٪. يجب أن نتذكر أن هذه الوفيات تحدث في الظروف الأفريقية، أي عدم القدرة على مراقبة المريض، عدم القدرة على توفير العلاج الداعم، وأحيانا حتى الحد الأدنى من العلاج (عمليات نقل الدم، السوائل والشوارد). الطاقم الطبي الذي عالج المرضى الذين تم اجلائهم الى الولايات المتحدة شددوا على اضطرابات الشوادر الشديدة لدى المرضى (كما يحدث في الكوليرا) وأهمية المراقبة اللصيقة لهؤلاء المرضى. ووفقا للطاقم الطبي فربما لم تكن أهمية كبيرة للدواء التجريبي الذي تلقاه هؤلاء المرضى تزيد عن الرعاية الداعمة الأساسية.
• انتشار المرض: الدول المحيطة بال- 3 بلدان الموبوءة عمليا أغلقت المناطق الحدودية المشتركة. هناك تقييد للرحلات الجوية للبلدان الموبوءة، وبذلك قل احتمال انتقال العدوى الى بلدان جديدة. ولكن يجب بالطبع التأهب في كل دول العالم لوصول مريض في رحلة جوية أو وسائل نقل أخرى. بالطبع يجب على الدول المجاورة للبلدان الموبوءة الانتباه أكثر في المعابر الأرضية.
• الأشخاص الموجودون في أفريقيا، ليس في البلدان الموبوءة، بطبيعة الحال، لا يتعرضون للفيروس وليسوا بحاجة لاتخاذ تدابير وقائية خاصة. الأشخاص الذين يعملون في البلدان الموبوءة الذين لا يعملون في مجال الرعاية الصحية أيضا تكون مخاطر تعرضهم للعدوى ضئيلة للغاية. يجب عليهم الحرص على عدم الاتصال مع المرضى. إذا تم توظيف أشخاص من السكان المحليين فمن الأفضل أن يبقى هؤلاء الأشخاص في مكان العمل وألا يعودوا الى منازلهم. من الأفضل عدم استخدام وسائل النقل العام.
References مراجع:
- McElroy، Anita K.، et al. "Ebola hemorrhagic fever: novel biomarker correlates of clinical outcome." Journal of Infectious Diseases (2014): jiu088.
- Dixon، Meredith G.، and Ilana J. Schafer. "Ebola viral disease outbreak–West Africa 2014." MMWR Morb Mortal Wkly Rep 63.25 (2014): 548-551.
- Nanbo، Asuka، et al. "The spatio-temporal distribution dynamics of Ebola virus proteins and RNA in infected cells." Scientific reports 3 (2013).
- World Health Organization report. "Ebola virus disease outbreak – West Africa"، Disease outbreak news، 4 September، 2014.