باحثون ظاهرة دماغ جائحة كورونا آخذة بالانتشار
يبدو أن تبعات الإصابة بفيروس كورونا لا تقتصر على المضاعفات الصحية الجسدية، فالإجهاد الذي تسببت به الإغلاقات المتكررة في ظل جائحة كورونا حول العالم قد يكون لها تأثير سلبي كذلك على صحتك النفسية، في ما يعرف باسم "دماغ الجائحة".

تبعًا لدراسة جديدة قام بها باحثون في كلية الطب في جامعة هارفارد ونشرت نتائجها على بوابة (medRxiv)، يبدو أن الإغلاقات المتكررة وما يرافقها من انعزال عن الآخرين وملازمة للمنزل قد يكون له تأثير سلبي على الصحة النفسية.
إذ لوحظ ارتفاع قراءات بعض المؤشرات الدالة على الالتهابات العصبية لدى العديد من الأشخاص غير المصابين بكورونا والذين مروا بظروف الحجر المنزلي، في ظاهرة أطلق عليها العلماء اسم دماغ الجائحة "Pandemic brain".
ونوه العلماء إلى أن هذه الظاهرة قد تصيب بشكل خاص من لم يسبق لهم الإصابة بالفيروس، فحتى لو كنت من الذين لم يلتقطوا الفيروس، فأنت لست بمنأى بطبيعة الحال عن الإجهاد النفسي الذي فرضته ظروف الحجر المنزلي على غالبيتنا، وهذا الإجهاد النفسي قد يلعب دورًا في تحفيز الإصابة بالظاهرة المذكورة.
تفاصيل الدراسة ونتائجها
لإجراء الدراسة قام الباحثون بتقييم الحالة الصحية للدماغ لمجموعة أشخاص لم يسبق لهم الإصابة بكورونا، وكانوا قد وضعوا تحت ظروف الحجر المنزلي في مرحلة ما، وذلك من خلال:
- توزيع استمارات استطلاع على المشاركين تحتوي على أسئلة تتعلق بحالتهم النفسية والجسدية، ومن ثم تحليل الإجابات الواردة.
- إخضاع المشاركين لفحوصات تصوير الدماغ لتحري أي علامات دالة على الإصابة بالالتهابات العصبية.
ليلاحظ الباحثون أن الحجر المنزلي قد تسبب في إحداث:
- تغييرات مزاجية: ظهرت لدى ما نسبته 54% من المشاركين.
- إرهاق عاطفي: ظهر لدى ما نسبته 36% من المشاركين.
- تعب جسدي: ظهر لدى ما نسبته 27% من المشاركين.
- صعوبة في التركيز: ظهرت لدى ما نسبته 18% من المشاركين.
وهذه التغييرات تزامنت مع حصول تغيير في منسوب مادة معينة في الدماغ قد تلعب دورًا في نشأة الالتهابات العصبية، ولوحظ أن منسوبها ارتفع بشكل خاص بعد التعرض لظروف الحجر المنزلي.
ما هي ظاهرة دماغ الجائحة تحديدًا؟
عند الإصابة بالالتهابات العصبية، تبدأ بعض الاضطرابات المزاجية بالظهور، مثل الاكتئاب، كما قد ترتبط هذه الالتهابات كذلك بتغييرات عصبية مناعية معينة قد تؤدي لظهور أعراض متنوعة قد يكون بعضها مألوفًا بالنسبة لك، مثل ضبابية التفكير.
وجميع هذه الأعراض، بالإضافة للأعراض التي ظهرت على المشاركين في الدراسة، تقع جميعًا تحت مظلة "دماغ الجائحة"، والتي أصبحت ظاهرة شائعة، ولكن لا تزال تبعاتها طويلة الأمد مجهولة.
لذا، ونظرًا لأن تأثير فيروس كورونا قد لا يقتصر على صحتك الجسدية فحسب، إذ قد يؤثر على مزاجك أيضًا، فإن علينا التعامل بحذر أكبر مع هذه الجائحة، حتى من قبل من لم يصابوا مسبقًا بالفيروس.