باحثون ينفون العلاقة ما بين الاكتئاب الموسمي والفصول
لطالما سمعنا بالاكتئاب الموسمي أو المعروف باكتئاب الشتاء، وذلك لقلة تعرضنا لأشعة الشمس خلال هذا الفصل، ولكن هل هذا الأمر أسطورة كما تدعي هذه الدراسة؟

ان تغيرات الفصول الموسمية لا تؤثر على المزاج، بالتالي يجب أن نتوقف عن لوم الاكتئاب الموسمي، المعروف ايضا باسم اكتئاب الشتاء (S.A.D. - Seasonal Affective Disorder). وذلك حسبما أشار باحثون في دراسة جديدة نشرت في المجلة العلمية Clinical Psychological Science.
وحسب هذه الفرضية تتسبب قلة التعرض لضوء الشمس عادة بالإصابة بالاكتئاب الموسمي والذي يشتد ويزيد عادة في فصل الشتاء، مما يؤثر على المزاج بشكل كبير.
ومن أجل التحقق من دقة هذه الفرضية، أجرى الباحثون مسوحات عبر الهاتف مع حوالي 35,000 شخص في الولايات المتحدة الأمريكية، بمعدل أعمار وصل إلى 52 سنة، لفحص ما اذا كان تغيير الفصول وقلة التعرض لأشعة الشمس لها علاقة بالإصابة بمتلازمة الاكتئاب الموسمي.
وقام الباحثون بجمع المعلومات من المشتركين وتحليلها بعدة طرق بهدف ايجاد العلاقة ما بين التعرض لأشعة الشمس والإصابة بمتلازمة الاكتئاب الموسمي والتي شملت على عدة عوامل:
- العلاقة مع الفصول
- الموسم الحالي
- التعرض لأشعة الشمس.
وأخذ الباحثون بعين الاعتبار المتغيرات التالية:
- العمر
- العرق
- الجنس
- المتسوى الأكاديمي
- الحالة الاجتماعية
- الوضع الوظيفي.
وجاءت نتائج التحليلات على النحو التالي:
- أصيب 1,754 مشتركاً بالاكتئاب.
- لم يجد الباحثون علاقة مباشرة أو تأثير لأشعة الشمس والفصل الحالي على الإصابة بمتلازمة الاكتئاب الموسمي.
وعقب الباحثون أن النتائج تشير بأن الاكتئاب الذي أصيب به عددا من المشتركين لم يكن له أي علاقة بالتعرض لأشعة الشمس أو التغييرات ما بين الفصول، بمعنى أنهم لم يصابوا بمتلازمة الاكتئاب الموسمي.
في المقابل واجه الباحثون بعض التحديات والمعيقات التي تمثلت في:
- لم يتم فحص الاكتئاب بشكل مخبري، بل اعتمد الباحثون على المعلومات الواردة من المشتركين من خلال المقابلات الهاتفية.
- وجود شكوك بصحة أجوبة جميع المشتركين، فقد لا تكون جميعها صادقة.
وأكد الباحثون بدورهم أن الاحصائيات التابعة للكلية الملكية للأطباء النفسيين Royal College of Psychiatrists تشير بإصابة حوالي 3% من البريطانيين باكتئاب الشتاء، وللتخفيف من أعراضه اقترح الباحثون اتباع النصائح التالية:
- زيادة فترات التعرض لأشعة الشمس من خلال المشي في ساعات النهار.
- ممارسة التمارين الرياضية باستمرار.
- الإدراك والتقبل بأنه من المحتمل أن يتعرض الشخص لزيادة في الوزن خلال فصل الشتاء.
- التواصل الاجتماعي مع الاخرين.