بحثين جديدين يوفّران صورة واضحة حول مسبّبات الزهايمر
في هذا البحث من بين بحثين، وُجدت دلائل على وجود تقنية بيولوجية والتي من شأنها أن تمنع تطوّر المرض، وتشخيص مخاطر تطوّره.
بحثان نُشرا مؤخراً، يوفّران صورة واضحة أكثر حول مسبّبات ظهور وتطوّر مرض الزهايمر.
في البحث الأول، والذي اشترك فيه 145 مركز طبي ومعهد ابحاث في العالم (تقريبا 75% من بين المراكز التي تعمل وتبحث في المسائل الجينية للزهايمر)، أُجري تحليل مفصّل للـ DNA لدى 17,000 مريض الزهايمر، وتمّت المقارنة مع 37,000 شخص معافى.
من بين الاكتشافات المهمة لهذا البحث، والذي نُشر في مجلّة Nature Genetics، هي حقيقة أن عدد الجينات المتعلقة بظهور الزهايمر يصل الى 26 جين، وهو ضعف ما كان مُقدّراً حتى الآن. كما ويظهر من البحث، أن للخلل في جهاز المناعة وظيفة هامة كما يبدو في التسبب بالزهايمر. احدى الباحثات، بروفيسور جولي وليامس، رئيسة قسم التنكس العصبي في جامعة كارديف البريطانية، اشارت الى انّ "شيئاً في الاستجابة الخاطئة لجهاز المناعة يؤدي لظهور الزهايمر"، وأنه حالياً يتحتّمُ على الباحثين فحص الموضوع بعمق.
اكتشافات البحث من شأنها أن توفّر الآن فهماً أكبر و"نظرة بعمق" بما يتعلّق بالمرض، الذي يزداد عدد المرضى به في ارجاء العالم كلّما ازداد متوسط العمر المتوقع للانسان. حتى الآن، لم يكن لدى الباحثين أجابات للأسئلة المركزية حول مسبّبات المرض، مثل ما الذي يؤدّي لموت خلايا الدماغ وكيفية علاج المشكلة. ايضاً سؤال التشخيص لا اجابة مقنعة له. البحث الذي نُشر من شأنه أن يؤدّي الى تطوير مستقبليّ لأدوية جديدة وعلاجات جينية، اضافة لارشادات لتغيير نمط الحياة لدى "المرشّحين" من ناحية جينية للاصابة بالمرض.
في المقابل، بحث آخر، والذي أُجري على يد فريق من عدة جامعات (ونُشر في Translational Psychiatry)، يقدّم أدلّة لوجود تقنية بيولوجية لمنع تطور الزهايمر. في اطار البحث، والذي أُجري على نموذج فأر، تركّز الباحثون في كمية الجزيء microRNA المسؤول عن مراقبة مستوى البروتينات في الخلية. تبيّن أنّ بيئة غنية بالمحفّزات العقليّة والجسدية تميل الى ابطاء ظهور الزهايمر، وأنّ لذلك تأثير على البروتينات التي تؤثر على التواصل بين خلايا الأعصاب في الدماغ. وجد الباحثون أنّ الانخفاض في كمية البروتينات من شأنها أن تؤدي لضرر في نشاط الأعصاب في الدماغ - وانخفاض كهذا يحصل في بيئة قليلة المحفّزات. هذا، مقارنة بالارتفاع بكمية البروتينات، والذي يتمثّل في سلاسل الـ microRNA، من شأنه أن يحسّن من نشاط الأعصاب في الدماغ.
يعتقد الباحثون أنّ التغييرات في هذه السلاسل في مرحلة مبكّرة جداً من المرض، بامكانها أن تُستعمل كاشارة للتشخيص المبكر للمرض عن طريق فحص دم بسيط، وايضاً في المستقبل لملاءمة علاج مُعدّ شخصياً لكل مريض بحسب تقدّم المرض لديه.