بحث جديد من ينجو من الايبولا؟
لا يزال فيروس الايبولا يشكل العديد من التحديات العلاجية مع انتشاره المتزايد في دول غرب افريقيا، إلى جانب حالات متفرقة في دول أخرى، حيث تتراوح نسبة الوفاة بسبب هذا الفيروس من 45-90%، بالإضافة إلى تعريض مقدمي الرعاية الصحية للخطر، الذي أدى إلى تفاقم المرض بشكل أكبر. وذلك بظل عدم وجود علاج له.

لا يزال فيروس الايبولا يشكل العديد من التحديات العلاجية مع انتشاره المتزايد في دول غرب افريقيا، إلى جانب حالات متفرقة في دول أخرى، حيث تتراوح نسبة الوفاة بسبب هذا الفيروس من 45-90%، بالإضافة إلى تعريض مقدمي الرعاية الصحية للخطر، الذي أدى إلى تفاقم المرض بشكل أكبر. وذلك بظل عدم وجود علاج له.
لذا قام فريق من الأطباء في سيراليون، وقبل بدء انتشار الفيروس فيها، بإنشاء محطة مراقبة للفيروس من أجل تحسين قدرات التشخيص له. والذي سجل أول حالة ظهور للفيروس في لسراليون في تاريخ 25-5-2014. وساعد هذا الفريق بتقديم بيانات مخبرية لـ 106 مريضا تم تشخيص اصابتهم بالفيروس، وذلك من أجل توفير أسس لفهم هذا المرض.
وتم العمل على هذا الأمر بعدة طرق، شملت:
- المرضى: حيث كان يتم ارسال المرضى الذين يعانون من نفس أعراض الإصابة بفيروس الإيبولا إلى مستشفى محدد في سيراليون، من أجل فحص المرضى، وتحديد ما اذا كانوا يعانون من الإصابة بهذا الفيروس.
- تجميع المعلومات: تم تجميع جميع المعلومات من هذا المستشفى، وذلك من أجل تحديد كيفية العلاج اللازمة للمرضى. وتم ذلك من خلال أخذ عينات الدم من جميع المرضى، من ثم جمع البيانات الديمغرافية الخاصة بهم، وتحليلها.
- التحليل الأيضي- Metabolic Analysis: تم العمل على تحليل عينات الدم، لإجراء القياسات الإيضية، والتي شملت مستويات الصوديوم البوتاسيوم ومجموعة ثاني أكسيد الكربون، والكلوريد، والجلوكوز، والكالسيوم واليوريا والكيراتينين، بالإضافة إلى مجموعة أخرى.
- تشخيص فيروس الايبولا، والحمل الفيروسي والجيني: تم تحليل عينات مخصصة من المرضى، بطرق علمية مختلفة، لمعرفة تركيز الفيروس لدى كل مريض، من ثم العمل على اكتشاف 99 من تسلسل الفيروس لدى 78 مريض ومقارنتها مع التسلسلات المتاحة والمعروفة.
- التأكيد على أخلاقيات العمل ومراجعة السلامة الاحيائية- biosafety.
- تحليل البيانات: تم ربط مجموعة البيانات المتعددة والتي ترتبط بفيروس الايبولا، مثل الرسوم الطبية البيانية للمرضى ونتائج التمثيل الأيضي.
ماذا استنتج الفريق القائم على الدراسة؟
لقد توصلت الدراسة التي نشرت في the new England journal of Medicine، إلى عدد كبير من النتائج، وكان أهمها:
- فيما يخص المرضى: تم فحص ما يقارب الـ 213 مريض، ووجدوا أن 50% منهم (106 مريض) كانوا حاملين لفيروس الايبولا، وتم توزيعهم وفق الأعمار، من ثم ملاحظة أن معظم المرضى كانوا من هم فوق الـ15 من عمرهم، وبين البالغين واللذين تراوحت أعمارهم بين 26 و40 عاما. ولوحظ أن 60% من المرضى كانوا من الإناث.
في حين ان متوسط معدل الأيام من بداية ظهور الأعراض، إلى وصول المرضى إلى المستشفى كانت 5.7 أيام، ومتوسط معدل الأيام من بداية ظهور الأعراض إلى الوفاة كانت 9.8 أيام. وأن من نجى من المرضى، خرج من المستشفى بعد ما يقارب الـ 21.3 يوما.
ووجد الأطباء أن 74% من 87 مريض توفوا، إلا أنه لم يتم التحقق من المرضى الأخرين إما بسبب وفاة خارج السمشتفى أو فقدان وسائل الاتصال معهم.
وكشفت الدراسة أن المرضى الذين تقل أعمارهم عن الـ21 عاما كانت نسبة الوفاة بينهم أقل لتصل إلى 57% ممن هم أكبر من 45 عاما، والتي وصلت نسبة الوفاة لديهم إلى 94% تقريبا. ولم يلاحظ أي فرق بين نسب الوفاة ما بين الاناث والذكور.
- الحمل الفيروسي: وجد الأطباء أن من كان الحمل الفيروسي لديه أقل من 100،000 لكل ملل، كانت نسبة الوفاة لديهم حوالي 33%، في حين من كان لديه الحمل الفيروسي 10 مليون لكل ملل، كانت نسبة الوفاة لديهم 94%.
أين وصل الايبولا؟
تشير الاحصائيات الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية (22-10-2014)، أن فيروس الايبولا أصاب حوالي 9936 شخصا إلى الان، وأن عدد الوفيات وصل إلى ما يقارب الـ 4877 حالة.
وأوضحت المنظمة إلى أن الفيروس لا يزال يشكل قلقا كبيرا في انتشاره في كل من غينيا، وليبيريا وسيراليون، مما اضطر منظمة الصحة والأمم المتحدة والمجتمع الدولي، إلى تقديم المزيد من الدعم إلى هذه الدول الثلاث. وكان قد أعلن عن خلو كل من نيجيريا والسنغال من فيورس الايبولا، في منتصف الشهر الجاري. وذلك عن طريق كلا الدولتين بتتبع كل من كان على اتصال بأي مصاب بالفيروس، من اجل التأكد من عدم اصابته او علاجه، وذلك كخطوة أساسية للحد من انتاشر الفيروس.