بحث يقدم تفسيرا لإرتفاع ضغط الدم لدى البالغين

إرتفاع ضغط الدم معروف منذ سنوات على أنه عامل خطر رئيسي، واليوم يقدر عدد الأشخاص الذين يعانون منه بأكثر من مليار شخص في أنحاء العالم. لا يزال الطب يبحث عن مسببات ظهور إرتفاع ضغط الدم، الذي يبقى في العديد من الحالات دون تفسير. نموذج محوسب جديد،  طوره باحثون من النرويج، يقترح تفسيرا للسبب الرئيسي خلف إرتفاع ضغط الدم: تصلب جدران الأوعية الدموية.

قامت المجلة العلمية على الإنترنت PLos Computational Biology مؤخراً بنشر بحث أجري في جامعة في النرويج، والذي بني فيه نموذجا رياضيا بناء على قواعد بيانات كبيرة جداً (تحليل بيانات حصل على كنية "البينات الضخمة" Big Data)، الذي وفر تفسيرا لظاهرة إرتفاع ضغط الدم. " النتائج التي حصلنا عليها تظهر أن تصلب الأوعية الدموية تشكل هدفا علاجيا كبيرا. هذا عكس النماذج القائمة التي تفسر بشكل نموذجي بأن إرتفاع ضغط الدم يتعلق بالمشاكل في عمل الكلاوي"، وضح الكاتب الرئيسي للبيان، د. كلاس بيترسين.

التصلب وإنخفاض ليونة الجدران المرنة الخاصة بالأوعية الدموية هي ظاهرة  تتعلق بالجيل. " مجموعة خلايا خاصة في جدران الشريان الأورطي، مستقبلات الضغط (Baroreceptors) هي التي تشعر بضغط الدم وتسبب تمدد الأوعية الدموية، بداية في جدران الشريان الأورطي، وتبعث مؤشرات معلومات إلى الجهاز العصبي. عندما يكون ضغط الدم مرتفعا جداً، فإن هذه الخلايا تبعث مؤشرات قوية والجسم يتمكن عندها من خفض ضغط الدم"، يقول د.بيترسين.

"لكن عندما يتصلب الشريان الأورطي نفسه - الأمر الذي يحصل بشكل طبيعي مع الجيل - قدرة التمدد الخاصة بالشريان الأورطي صغيرة ونظام المستقبلات غير حساس بشكل كافي كي يقيس ضغط الدم ويبعث بالمؤشرات للجهاز العصبي. هكذا، أيضاً عندما يرتفع ضغط الدم، مستقبلات الـ Baroreceptors غير حساسة بشكل كافي ولا تبعث مؤشرات كما يلزم. الجسم لا يتلقى الأمر بخفض ضغط الدم، بما معناه بأن المؤشرات لا تمثل حالة ضغط الدم بشكل حقيقي".

النموذج الذي أنتجه الباحثون يرتكز على معطيات  جمعت حول 74 ألف شخص، الى جانب 65 ألف فحص دم.