بريطانيا في 75 من المستشفيات لا يمكن العثور على طبيب مختص في المناوبة الليلية
هذا ما كشفته الدراسة التي نُشرت في المملكة هذا الاسبوع؛ كبار الاطباء يطالبون بمزيدا من التعويضات بسبب تواجدهم في المشفى بين ساعات منتصف الليل والثامنة صباحا
كشفت الدراسة التي نُشرت مؤخرا في بريطانيا٬ أنه في 3 من بين كل 4 مستشفيات في المملكة لا يمكن العثور على طبيب مختص في المناوبة الليلية٬ ويتم إنجاز كل العمل الطبي فقط من قبل الأطباء - الشبان المتدربين. وتشير الدراسة الى أن المتدربين يضطرون في كثير من الأحيان لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن المرضى في حين أنهم لا يملكون ما يكفي من الخبرة للقيام بذلك.
تقول التعليمات في المستشفيات في بريطانيا، أنه عند حدوث مشكلة طبية فعلى المتدربين الشباب الاتصال بالطبيب المناوب والتشاور معه. ولكن تبين أنه في كثير من الأحيان يخاف الأطباء الشباب أو أنهم لا يرغبون "بإيقاظ الأطباء المختصين في الليل"٬ كما ذكرت الصحيفة اليومية "ديلي ميل"، التي قامت بإجراء دراسة خاصة حول هذا الموضوع٬ استندت إلى بيانات من NHS. وسيتم إجراء نقاش خاص حول نتائج الدراسة في المؤتمر السنوي المقبل للجمعية الطبية البريطانية (BMA).
من المعروف مسبقًا أن الجمعية تطالب بمكافأة الأطباء المختصين الذين يقومون بإجراء المناوبات الليلية كإضافة على الراتب المناسب. تبدأ المناوبات الليلية في منتصف الليل وتستمر حتى الثامنة من صباح اليوم التالي. "في كثير من الحالات، يكون للأطباء المتدربين الشباب الذين يبقون في أقسام المستشفى في هذه المناوبات خبرة فقط لبضعة أسابيع من العمل في المستشفى" هذا ما أشارته الدراسة.
البيانات التي تم جمعها لغرض الدراسة هي من 160 مستشفى في جميع أنحاء المملكة المتحدة. كما ذكر أعلاه، في 75% منها لا يوجد أطباء مختصون في المناوبة الليلية في حين أفادت 54% من المستشفيات أنها لا تملك أطباء استشاريين مناوبين للاستشارة الهاتفية. 17 مستشفى توظف مستشار مناوب واحد فقط، معظمهم أطباء مختصون في أقسام الأطفال وحديثي الولادة. عن نتائج الدراسة عقبت المنظمة الشاملة لرعاية المرضى في بريطانيا: "أننا نشعر بالصدمة من عدم وجود "تغطية كافية" في أقسام مستشفياتنا بتقديم الاستشارة المهنية من الأطباء ذوي الخبرة المجربة والغنية في ساعات الليل وفي عطلات نهاية الأسبوع. صحيح أنه يجب على الأطباء الشباب والمتدربين اكتساب الخبرة - ولكن ليس على حساب سلامة المرضى".
تحتوي الدراسة على أمثلة لعدة أحداث وقعت في العام الماضي٬ حيث توفي المرضى الذين تدهورت حالتهم في ساعات الليل بسبب العلاج الخاطئ للطبيب المختص. في إحدى الحالات٬ على سبيل المثال٬ لم يشخص الطبيب الشاب وجود التهاب قاتل تطور بسرعة لدى مريضة تبلغ من العمر 57. كما انه لم يتشاور مع طبيب أعلى درجة منه. في أعقاب الحادث الذي وقع في مستشفى في مقاطعة إسيكس٬ قاضى محقق حالات الوفاة الشرعية بمنع الأطباء الشباب بالتواجد بمفردهم بدون صحبة الأطباء المختصين في المناوبة الليلية.
قد تبين أيضًا٬ أن الطبيب الشاب بدأ عمله في المستشفى قبل 4 أسابيع فقط من الحادث وخلال بضع ليالي حتى كان الطبيب الوحيد في القسم الذي كان يحتوي على 130 مريضًا. وحدد الطبيب المتخصص أنه كان من الممكن تجنب الوفاة في حال كان الطبيب المختص ذو الخبرة متواجدًا في نفس المناوبة الليلية في المستشفى. وشملت الدراسة أيضًا 187300 مريضًا ممن طلب منهم الإجابة على الاستبيان، والذي كشف أن 16٪ منهم يعتقدون أنهم كانوا سيتعرضون لخطر الموت في حال كانوا قد وصلوا الى المستشفى يوم الأحد (عطلة نهاية الأسبوع في بريطانيا) بدلا من الاربعاء.
هذا ويتضح من الدراسة أن المرضى الذين نقلوا الى المستشفى أثناء الليل بقيوا في المستشفى لفترة زمنية مضاعفة مقارنة بالمرضى الذين وصلوا الى المستشفى في ساعات الصباح.