تغيرات في أداء الجهاز الحوفي أثناء النظر إلى عيون مصابة بالحول
في دراسة أجريت لفحص التغيرات التي تطرأعلى الجهاز الحوفي أثناء النظر إلى عيون مصابة بالحول، تبين أن ذلك يحفز مشاعراً سلبية
أظهرت دراسات التصوير العصبي التي أجريت في السابق، أن الجهاز الحوفي (Limbic System - والذي يشمل اللوزة (Amygdala)، الحصين (Hippocampus) والتلافيف المجاورة للحصين (parahippocampal gyri)) هو الجزء من الجهاز العصبي المسؤول عن الشعور. كما أظهرت تلك الدراسات أن للوزة دور هام في نقل المشاعر السلبية - مثل القلق، الخوف والتردد.
%4 من السكان مصابون بالحول، مما قد يسبب لهم إعاقة وظيفية، واضطراباً في تفاعلهم مع محيطهم الإجتماعي. عندما يتم إجراء دراسات متعلقة بموضوع الحول، فإن الذي يخضع للدراسة هو في الغالب الشخص المصاب بالحول، ولكن على العكس من ذلك، ففي دراسة حديثة كان محور البحث هو الشخص الذي ينظر إلى الشخص المصاب بالحول، حيث تم إخضاعه للتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI - Functional magnetic resonance imaging) وذلك لفحص رد فعله الشعوري عند رؤيته وجهاً لشخص مصاب بالحول في مقابل وجه لشخص سليم.
الدراسة كانت دراسة تنبؤية (prospective)، وقد شارك فيها 31 متطوعاً معافىً (17 رجلاً، و14 امرأة)، وقد تم إخضاع كل منهم للتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، حيث استلقى كل منهم على حدة في الجهاز المعد لذلك، ونظروا إلى 3 صورتبدلت فيما بينها. الصورة الأولى كانت صورة لشخص مصاب بالحول، الثانية كانت لشخص سليم، والثالثة كانت محايدة - شملت إشارة زائد باللون الأبيض على خلفية سوداء (الهدف منها كان تحديد الأداء الأساسي للجهاز الحوفي عند كل من المتطوعين). المعلومات التي تم جمعها عن طريق ذلك الجهاز عولجت بواسطة BrainVoyager QX software package (Brain Innovation، Maastricht، The Netherlands). بعد الـ fMRI، سأُل كل مشارك إذا ولدت الصور لديه أيّة مشاعر.
تسببت صور الشخص المصاب بالحول بنشاط كبير في الجهاز الحوفي إحصائيا أكثر بكثير من صور الشخص بدون الحول (في 30 من 31 مشترك، p < 0.05).
باختصار، فإن نتائج الـ fMRI تثبت بأن الحول لا يؤثرعضويا فقط على الشخص المصاب ولكن أيضا على الشخص الناظر اليه، والذي بدوره يشعر بمشاعر سلبية تجاه المصاب. من هنا فان الحول يمكن أن يسبب مشاكل كبيرة في العلاقات الشخصية، ويمكن لهذه الدراسة أن توفر تفسيرا للصعوبات التي يواجهها مصابو الحول من الناحية الاجتماعية والنفسية وإيجاد فرص العمل.
وبالتالي، يمكن لجراحة تصحيح الحول تحسين جودة حياة المصاب من خلال تحسين علاقاته الشخصية، من الناحية العضوية، لدى كل من المصاب والطرف الآخر.