تناول دواء معين خلال الحمل قد يصيب الجنين بتشوهات
تستخدم العديد من النساء خلال فترة الحمل مسكنات الالام التي تسببها الأعصاب، ولكن هل يؤثر ذلك على الاجنة؟

بيّنت نتائج دراسة جديدة نشرت في المجلة العلمية Neurology أن تناول الحوامل لدواء بريجابالين Pregabalin الذي يساعد في تسكين الالام الناجمة عن الأعصاب قد يرفع من خطر إصابة الأجنة بعيوب خلقية.
حيث يستخدم هذا الدواء لعلاج الألم، وبالأخص ألم الأعصاب والألم العضلي الليفي Fibromyalgia والصرع والقلق، وغيرهم من الإضطرابات النفسية. إلا أنه غير معروف حتى الآن كيفية عمل دواء بريجابالين، إذ يعتقد الباحثون أنه يرتبط بمستقبلات تتواجد في الخلايا العصبية بالدماغ بهدف تقليل إشارات الألم الصادرة منها.
ووفقاً للدراسة الحالية والتجربة التي تمت على الحيوانات خلالها، فإن الباحثون اقترحوا أن زيادة تناولها أثناء الحمل من قبل الأمهات قد يرفع من خطر إصابة الأجنة بتشوهات وعيوب خلقية، إلا أن أثرها على الأنسان لا يزال محدوداً كما اكد الباحثون.
وللتوصل إلى أثر تناول هذه الحبوب على النساء الحوامل، قام الباحثون بجمع معلومات من 820 إمراة من سبع دول مختلفة بما فيها فرنسا والولايات المتحدة البريطانية وإيطاليا وفنلندا وسويسرا وهولندا وتركيا.
وأشار الباحثون أن 164 إمراة منهن تناولن دواء بريجابالين خلال فترة الحمل، في حين أن 656 منهم لم يتناولن هذا الدواء مطلقاً في الحمل.
ووجد الباحثون أن النساء اللاتي تناولن البريجابالين في فترة الحمل، قمن بذلك بسبب:
- 115 منهن تناولهن بسبب ألم عصبي
- 39 قمن بذلك بسبب الإضطرابات النفسية مثل القلق والإكتئاب
- خمسة منهن تناولن الدواء بسبب الصرع
- واحدة من المشتركات قامت بتناول الدواء بسبب متلازمة تململ الساقين.
هذا وكانت 77% من المشتركات قمن بتناول هذا الدواء قبل فترة الحمل، وتوقفن عن ذلك بعد حملهن بحوالي 6 أسابيع. في حين أن 13% من مستخدمات دواء بريجابالين تناولوا أدوية أخرى إلى جانبه.
ولاحظ الباحثون أن 6% من النساء اللاتي استخدمن هذا النوع من الدواء خلال فترة الحمل، حصلن على اطفالاً مع عيوب خلقية، مقارنة مع 2% من النساء اللاتي لم تتناول الدواء.
لذا اقترح الباحثون ان تناول دواء بريجابالين من قبل الحوامل في الثلث الأول من فترة الحمل، كان خطر إصابة أجنتهن بعيوب وتشوهات خلقية أكبر بثلاث مرات مقارنة مع غيرهن.
وكان من أكثر العيوب الخلقية شيوعاً بين الأجنة هو أضرار في الجهاز العصبي المركزي، أي في الدماغ والنخاع الشوكي، بالإضافة إلى تشوهات في أعضاء أخرى من الجسم. بمعنى أن النساء اللاتي تناولن الدواء خلال فترة الحمل تضاعفت فرص إصابة أجنتهن بأضرار في الجهاز العصبي المركزي ست مرات تقريباً مقارنة بغيرهن.
إلا أن الباحثون لم يتمكنوا من إيجاد تفسير لهذه العلاقة بين تناول الدواء خلال فترة الحمل وارتفاع خطر إصابة أجنتهن بعيوب وتشوهات خلقية، ودعو إلى القيام بمزيد من الأبحاث والدراسات العلمية بهذا الصدد لتفسير العلاقة وتأكيدها.