دراسة جديدة الخلايا المناعية قادرة على الاستجابة للطفرات في الخلايا السرطانية مما يتيح المجال لتطوير علاج مناعي أكثر فعالية

وفقًا لهذه الدراسة يمكن تعزيز الاستجابات المناعية حتى عند المرضى الذين لا يظهرون أي علامات على الاستجابة السريرية. إليك التفاصيل.

برعاية

sponsered by
دراسة جديدة الخلايا المناعية قادرة على الاستجابة للطفرات في الخلايا السرطانية مما يتيح المجال لتطوير علاج مناعي أكثر فعالية

تمكن فريق الدراسة من تحديد وتحليل الخطوات التي تستطيع من خلالها الخلايا المناعية "رؤية" الخلايا السرطانية والاستجابة لها، مما يلقي الضوء على الأسباب التي تجعل بعض العلاجات فعالة مع بعض المرضى دون غيرهم، كما يعتقد الفريق الذي يعمل في مركز جامعة كاليفورنيا الشامل للسرطان (UCLA Jonsson Comprehensive Cancer Center) بأن النتائج التي توصلوا إليها، ستؤدي إلى تطوير علاجات مناعية أفضل وأكثر استهدافًا، حتى بالنسبة للمرضى الذين لا يبدو أن أجهزتهم المناعية تستجيب للعلاج حاليًا.

قالت الباحثة الحاملة لدرجة الدكتوراه في مركز جامعة كاليفورنيا الشامل للسرطان كريستينا بويج ساوس (Cristina Puig-Saus)، وأول من نشر دراسة على مجلة (Nature)، والتي تعمل كأستاذ مساعد في قسم الطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: "هذه خطوة مهمة إلى الأمام في فهمنا لما "تراه" استجابات الخلايا التائية في الورم، وكيف تتغير بمرور الوقت في الورم، وفي الدورة الدموية".

وأضافت: "إن الفهم العميق لكيفية تعامل الخلايا التائية مع الأورام النقيلية، سيساعدنا على تطوير علاجات أفضل، وهندسة الخلايا التائية بعدة طرق لتقليدهم". 

قام الباحثون بتكييف تقنيات متطورة للتعديل الجيني من أجل القيام باكتشافات جديدة حول الاستجابات المناعية في المرضى الذين يعانون من الورم الميلانيني النقيلي باستخدام العلاج المناعي المثبط لنقاط التفتيش المناعية (anti-PD-1)، وعلى الرغم من أن الخلايا المناعية المسماة بالخلايا التائية لديها القدرة على اكتشاف الطفرات في الخلايا السرطانية والقضاء عليها تاركة الخلايا السليمة، دون أن تصاب بأذى، إلا أن الخلايا السرطانية يمكنها الاختباء من جهاز المناعة، ويهدف العلاج المناعي المثبط لنقاط التفتيش المناعية إلى تحسين قدرة الخلايا التائية على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها. 

قال الطبيب الحامل لدرجة الدكتوراه في الطب أنطوني ريباس (Antoni Ribas)، والباحث في مركز جامعة كاليفورنيا الشامل للسرطان، وأحد ناشري الدراسة: "تمكننا هذه الدراسة من تحديد ما يكتشفه الجهاز المناعي عند المريض لتحديد الخلايا السرطانية وتمييزها عن الخلايا الطبيعية ومهاجمتها".

أظهر الباحثون أنه عندما ينجح العلاج المناعي، فإنه يستهدف عددًا صغيرًا من طفرات الأورام المختارة بعناية باستخدام مجموعة متنوعة من الخلايا التائية، وأثناء فترة العلاج تتطور استجابات الخلايا التائية هذه، سواء داخل الورم، أو في الدورة الدموية، في حين أن المرضى الذين لا ينجح العلاج المناعي عندهم في حصر الأورام بشكل فعال، فإن السبب في ذلك هو أن الاستجابات المناعية لديهم تكون أقل تنوعًا، ولا تتطور أثناء فترة العلاج.

قالت بويج ساوس: "حتى بالنسبة للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاج، فإن أجسامهم تصدر استجابة الخلايا التائية التفاعلية للورم، ويمكن استخراج هذه الخلايا التائية واستخدام مستقبلاتها المناعية لتعديل الخلايا التائية الأخرى وراثيًا، بحيث يتم توجيهها ضد ورم المريض، ويمكن زراعة هذه الخلايا التائية وتنميتها قبل إعطائها مرة أخرى للمريض".

جدير بالذكر أن 11 شخصًا خضعوا للدراسة، واستجاب سبعة منهم لأدوية Anti-PD-1، بينما لم يستجب أربعة لهذه الأدوية، وتحتوي الأورام على ما بين 31 و3507 طفرات، وعلى الرغم من هذا الاختلاف الواسع، فإن الخلايا التائية المتفاعلة مع الورم اكتشفت ما بين 13 طفرة إلى طفرة واحدة فقط.

ظهرت مجموعة متنوعة من الاستجابات عند الأشخاص الذين استجابوا للعلاج، وتم الكشف عن 7 - 61 من الخلايا التائية المتميزة القاتلة للطفرات في مجرى الدم والورم، في حين وجد الباحثون فقط ما بين 2 و14 من الخلايا التائية المتميزة في الأفراد الذين لم يستجيبوا للأدوية.

كما تمكن الباحثون أيضًا من عزل الخلايا التائية المتفاعلة مع الورم في الدم والأورام لدى المرضى الذين استجابوا للعلاج، ولكن لم يتم العثور على نفس الخلايا التائية في المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاج، وبغض النظر عما إذا كانت هناك استجابة أم لا، فقد أظهرت الدراسة أن المستقبلات المناعية على الخلايا التائية عند من جميع المرضى يمكن عزلها وإعادة توجيهها ضد الورم.

أتاحت هذه الطريقة الجديدة لفصل الخلايا التائية التفاعلية باستخدام أحدث التقنيات للباحثين القدرة على تقييم نشاط الخلايا التائية في المرضى، سواء استجابوا للعلاج أم لا، وتعتمد هذه الطريقة على التكنولوجيا التي طورها الدكتور ريباس والدكتور ديفيد بالتيمور (David Baltimore) الحائز على جائزة نوبل، والأستاذ فخري في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا بالإضافة للدكتور جيمس هيث (James Heath) رئيس معهد بيولوجيا الأنظمة في سياتل، وجميعهم أعضاء في مركز جامعة كاليفورنيا الشامل للسرطان.

نُشرت هذه التقنية التي طورتها شركة PACT Pharma، سابقًا في مجلة Nature، وقدمت في جمعية العلاج المناعي للسرطان (SITC 2022) في نوفمبر من العام الماضي، ويستخدم تعديل الجينات (CRISPR) لإدخال الجينات في الخلايا المناعية لإعادة توجيهها بشكل فعال للتعرف على الطفرات في الخلايا السرطانية للمريض.

قال ريباس: "حددنا الخلايا التائية التفاعلية للطفرات من كل مريض باستخدام هذه الطريقة، وأنتجنا أعدادًا هائلة من الخلايا التائية التي تعبر عن المستقبلات المناعية، وسمحت لنا هذه الخلايا بتقييم كيفية استجابة المستقبلات المناعية للخلايا السرطانية للمريض، وهذه الأدوات والطرق جديدة تمكننا من دراسة هذه الخلايا المناعية غير المألوفة التي تعمل كوسيط للاستجابة المناعية للسرطان".

مصدر هذا المحتوى من UCLA Health

نشرت من قبل ويب طب - الثلاثاء 4 نيسان 2023
آخر الأخبار