ساعة من الرياضة يومياً تحميك من الوفاة..كيف؟
ممارسة الرياضة تساعد الجميع من الناحية الصحية، وبالأخص موظفي المكاتب، فهي لا تنقذهم من ملل العمل فقط بل تقلل من خطر إصابتهم بالعديد من الأمراض وحتى الوفاة المبكرة!
برعاية

يعمل موظفو المكاتب عادة ما لا يقل عن ثماني ساعات يومياً، إذ يقضي الموظف أكثر من معظم هذه الساعات جالساً مقابل شاشة الحاسوب لإتمام عمله، ولكن للأسف من شأن هذا الأمر أن يترك آثارا سلبية كبيرة على صحته، فما هو الحل في مثل هذه المواقف وهل بالإمكان الإستعانة بالرياضة للتخفيف من أثر الجلوس المطول على الصحة؟
هذا ما حاول الباحثون في دراستهم الحديثة التي نشرت في المجلة العلمية The Lancet البحث فيه من خلال استهداف ما يزيد عن مليون مشترك، ووجدوا أن المشاركة في ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة لساعة واحدة من شأنه أن يقلل من المخاطر الصحية المرتبطة بالجلوس المطول.
فالخمول وقلة النشاط البدني إلى جانب الجلوس المطول عبارة عن أمور ترفع من خطر الإصابة بعدد من المشاكل الصحية المختلفة، والتي تشمل:
- أمراض القلب
- السكتة الدماغية
- مرض السكري من النوع الثاني
- بعض أنواع السرطان
حيث تشير الإحصائيات العالمية، وفقاً لما بيّنته الدراسة أن أكثر من 5% من الأشخاص حول العالم يموتون بسبب قلة النشاط البدني، والذي بدوره يترك أثراً كبيراً على الاقتصاد الدولي أيضاً، فقلة النشاط البدني أرهقت العالم في عام 2013 بما مجموعه 67 مليار دولار أمريكي، حيث أوضح الباحثون أن قلة النشاط البدني عبارة عن وباء عالمي يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض وحتى الوفاة المبكرة، إلى جانب العبء الإقتصادي الهائل الذي ينتج عنه، وفي حال عدم اجراء تعديلات وتدخلات في هذا الأمر، من المتوقع أن يتضاعف العبء الاقتصادي بشكل هائل.
بدورها نصحت منظمة الصحة العالمية WHO البالغين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18- 64 عاماً القيام بـ 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل على الأقل أسبوعياً للحفاظ على صحتهم وسلامتهم.
كيف جرت الدراسة؟
استهدف الباحثون في هذه الدراسة ما يزيد عن مليون مشتركاً تم توزيعهم إلى أربع مجموعات اعتماداً على النشاط الرياضي الذي يقومون به، والتي تراوحت ما بين 5- 75 دقيقة يومياً.
وبيّنت النتائج أن المشتركين الذين جلسوا لثماني ساعات يومياً ولكنهم قاموا بممارسة النشاطات الرياضية المختلفة، انخفض لديهم خطر الإصابة بالأمراض الصحية المختلفة، وذلك مقارنة بمن يجلس لساعات أقل ولم يمارس الرياضة.
لاحظ الباحثون أن نسبة الوفيات بسبب الجلوس المطول (والمقصود به هنا ثماني ساعات أو أكثر من الجلوس) قلت في حال القيام بساعة واحدة من الرياضة يومياً.
وأفاد الباحثون أن الأشخاص الذين عانوا من خطر الإصابة بالأمراض بسبب الجلوس المطول كانوا غير نشيطين، وكانوا عرضة للوفاة المبكرة بنسبة تراوحت ما بين 28- 59% أكثر من غيرهم، وهذه النسبة كانت مماثلة لخطر الوفاة بسبب الإصابة بالسمنة والتدخين.
كما قام 25% فقط من المشتركين بممارسة ساعة واحدة من الرياضة أو أكثر يومياً، ليكون بذلك خطر الإصابة بالأمراض المختلفة والوفاة المبكرة كبيراً لدى الآخرين.
ليس هذا وحسب، بل أن خطر مشاهدة التلفاز لثلاث ساعات يومياً دون ممارسة الرياضة كان مماثلاً لخطر الجلوس في المكاتب لثماني ساعات تقريباً
وأكد الباحثون أن رسالتهم وهدفهم من هذه الدراسة هو حث الناس على ممارسة الرياضة، حتى لو لبضع دقائق، فالمهم هو القيام عن الكرسي وتحريك القدمين.