الطفلة الأمريكية التي اعتقد أنها شفيت من الإيدز لا تزال تحمل الفيروس

بعد سنة ونصف من الخبر الذي نشر في مجلة NEJM عن حالة فريدة لطفلة التي شفيت في أعقاب العلاج المكثف من الإيدز، تبين أن الطفلة ما زالت تحمل الفيروس

برعاية sponsered by

في شهر مارس 2013 نشرت مجلة New England Journal of Medicine تقرير الذي يعتبر اختراق علمي – طفلة صغيرة من ميسيسيبي في الولايات المتحدة الأمريكية شفيت تماما من فيروس نقص المناعة البشرية HIV بواسطة العلاج الطبي المكثف الذي اعطي لها مباشرة بعد ولادتها.

البروفيسورة ديبرا بيرسود (Persaud)، من مركز طب الأطفال في "جونز هوبكنز ", والتي كانت الكاتبة الرئيسية للتقرير, قالت وقتها أن هذا هو "مبدأ مثبت الذي بمقدورة علاج المرضى من فيروس نقص المناعة البشرية".

ولكن في النهاية تبددت هذه الآمال، بعد أن اتضح أن الفتاة لا تزال تظهر علامات على وجود الفيروس في دمها، واتضح أنها لم تشف على الإطلاق من المرض. التقرير الأصلي طرح امكانية انه من خلال العلاج المكثف المبكر جدا، سوف يكون من الممكن تحقيق الشفاء التام للأطفال الذين يولدون مصابين بالإيدز.

بالإضافة إلى ذلك، قدر العلماء أن العلاج المكثف المماثل قد يكون فعال في البالغين كذلك. حوالي 2.3 مليون شخص أصيبوا بفيروس نقص المناعة البشرية في جميع أنحاء العالم في عام 2012. حوالي 260 ألف منهم هم من الأطفال، الذين اصيبوا بالفيروس عند الولادة أو بعدها بقليل.

عقدت المعاهد الوطنية للصحة بالولايات المتحدة الأمريكية مؤتمر مع الأطباء وطواقم طبية وصحية حول هذا الموضوع. خلال المؤتمر أفادت الدكتورة هانا غاي، طبيبة أطفال من المركز الطبي لجامعة ميسيسيبي جاكسون – التي كانت أول من عالج الطفلة بواسطة جرعة عالية بشكل خاص من الأدوية المضادة للفيروسات - ان الاكتشاف الأخير حول حالة صحتها كان "مثل تلقي لكمة مباشرة على البطن".

وقد بدأ الأطباء في جميع أنحاء العالم بالفعل بالتحضير لتجربة سريرية كبيرة على 450 طفل، الذين تم اختيارهم لأن أمهاتهم الحاملات للفيروس لم يخضعن لاختبارات مبكرة أو أي علاج قبل الولادة.

كانت الخطة هي علاج الأطفال حديثي الولادة بواسطة ثلاثة أدوية مختلفة بجرعة عالية بشكل خاص, العلاج الذي يعرف باسم Triple Therapy. ضمن هذه التجربة، عندما لم تعد تظهر على الأطفال علامات على وجود الفيروس بعد 48 أسبوعا من العلاج المكثف، فإن الأطباء كانوا يوقفون العلاج، ويبدئون بالمراقبة لمعرفة ما إذا تم تحقيق الشفاء التام قبل أن يتمكن الفيروس من اصابة عدد كبير من الخلايا في جسم المريض.

حتى الآن، لم يبدأ أي طفل بتلقي العلاج المخطط له. الآن، بسبب فشل علاج الطفلة من ولاية ميسيسيبي، سيكون من الضروري إعادة النظر في التجربة المخطط لها. الدكتور أنتوني فائوتشي (Fauci)، الخبير الكبير في موضوع الإيدز ومدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية. قال أن الفشل تسبب في خيبة أمل كبيرة جدا للطاقم الطبي، على الرغم من انه شخصيا لم يفاجأ. "25 عاما وأنا أبحث عن هذا الفيروس وأعلم أن لديه طرق خفية لإخفاء نفسه في جسم الشخص مصاب به.

"قال الدكتور فائوتشي أيضا أن كمية الفيروسات التي وجدت لدى الطفلة في النهاية كانت 16 ألف نسخة لكل 1 مليمتر مكعب من الدم." عادة نعرف عن 500-100 نسخة، ولكن ليس 16 ألف. مما يشير الى تدهور غير مسبوق في الحالة الصحية لمريض الإيدز " كما قال.

حتى ظهور حالة الطفلة من ولاية ميسيسيبي ابلغ عن حالة واحدة فقط لشخص الذي شفي تماما من فيروس نقص المناعة البشرية. افادت مجلة "نيويورك تايمز" ان الرجل، تيموثي براون، الذي كان يعرف حتى الآن باسم" المريض من برلين ". خضع لعملية زرع الخلايا الجذعية لعلاج سرطان الدم بعد أن تم تدمير النخاع العظمي لديه بواسطة الأدوية والإشعاعات. تم الحصول على الخلايا الجذعية الجديدة من متبرع مناسب، الذي وجدت لديه ايضا طفرة نادرة نسبيا التي أدت الى انتاج خلايا الدم الناقصة على السطح، والتي لها مستقبلات يستخدمها فيروس نقص المناعة البشرية لاختراق الخلايا والتكاثر بداخلها.

مؤخرا ابلغ عن ولادة طفل ثاني، في لونغ بيتش، كاليفورنيا، الذي هو أيضا، كان يعتقد انه قد شفي من الإيدز بعد تلقي العلاج المكثف. تردد الأطباء في إعلان هذا النجاح وعن أنه تحقق الشفاء التام والكامل، كما فعل نظرائهم في ولاية ميسيسيبي من قبل. اختفت أم الطفلة من ميسيسيبي لبضعة أشهر بعد بدء العلاج بها. أطباء الأطفال قدروا، عندما رأوها مرة أخرى بعد ذلك أن جسمها يواجه مرة أخرى كميات كبيرة جدا من الفيروس. في المرحلة الأولى، وفي سلسلة من اختبارات الدم التي خضعت لها، لم يتم العثور على الفيروس في الدم أو الأنسجة – الا انه تم اكتشاف الفيروس في دم الطفلة بعد بضعة أسابيع خلال زيارة روتينية إلى الطبيب.

من المعروف أنه عندما يدخل الفيروس إلى الجسم، فإنه يغزو خلايا الدم البيضاء من نوع CD4 أولا ثم ينتج الملايين من النسخ. بعد ذلك فانه يبدأ بالدخول الى الخلايا اللمفاوية في الجهاز الهضمي والأنسجة الأخرى ويستخدم ال- RNA لإنتاج "صورة مرآة" للـ DNA التابع له. هذه النسخ تندمج في الحمض النووي للخلية وبذلك تكون بداخلها المخزون الفيروسي, المسبب للالتهاب التلوثي الذي يتفاقم تدريجيا. في هذه الحالة فان المضادات الفيروسية لا تفيد. أشارت البروفيسورة بيرسود حقيقة أن الطفلة الصغيرة من ميسيسيبي كانت نظيفة من الفيروس لمدة سنتين فهذا الشيء غير مسبوق، لأن الفيروس عادة ما يدخل مرة أخرى إلى الخلايا بعد بضعة أسابيع. في هذه الحالة، كان الفيروس مطابق تماما للفيروس المخزون في جسم والدتها، لذلك لم يكن هناك أي شك في أن هذا هو الفيروس الأصلي الذي انتقل اليها عند الولادة.

نشرت من قبل ويب طب - الأحد 22 آذار 2015

آخر الأخبار