عام كامل على اكتشاف أول حالة ايبولا في دول غرب افريقيا
اليكم المقال التالي الذي يوضح ما حصل في هذا العام بسبب انتشار فيروس الايبولا.

لا يزال فيروس الايبولا يواصل انتشاره، وان كان بوتيرة أقل، وذلك بعد سنة من اكتشاف أول حالة ايبولا في دول غرب افريقيا، ودولة غينيا بالتحديد، دون ايجاد أي علاج أو لقاح ناجع لمواجهته. فكيف تطور الفيروس خلال هذه السنة؟ وكم عدد الوفيات والإصابات التي خلفها؟ وكيف تقوم الدول الموبوءة وغيرها من الدول بمواجهته؟
لقد تأثرت دول غرب افريقيا بشكل كبير بسبب انتشار فيروس الايبولا فيها، ونخص بالذكر كل من غينيا وسيراليون وليبيريا، حتى اعتبرته منظمة الصحة العالمية التفشي الأكبر والأكثر تعقيدا منذ أربعة عقود. حيث استطاع هذا الفيروس بالقضاء على قرى بأكملها، والتأثير على الوضع الاقتصادي لهذه الدول بشكل كبير. وتشير الاحصائيات الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية (11.1.2015) إلى أن حصيلة الإصابات بالفيروس وصلت إلى حوالي 21,296 حالة إصابة، في حين كان اجمالي عدد الوفيات 8،429 حالة وفاة بالعالم. وبالطبع كانت الحصيلة الكبرى للدول الثالثة سابقة الذكر.
كما وتعالت أصوات المؤسسات والمنظمات الحقوقية العالمية، لرفع صوت الدول الموبوءة بالفيروس، فوصفته منظمة أطباء بلا حدود بأنه "اسوا وباء ايبولا عرفه التاريخ!"، واقرت أن العالم خسر معركة احتوائه ومواجهته!
هكذا انتشر الفيروس!
أشارت منظمة الصحة العالمية، إلى أن تحديد وتسجيل أول حالة اصابة بفيروس الايبولا أخذت وقتا طويلا، حوالي ثلاثة أشهر، مما ساعد على انتشار الفيروس دون ملاحظته في بادئ الأمر.
وبحلول شهر اذار لعام 2014، انتقلت بعض حالات الإصابة من غينيا إلى سيراليون وليبيريا، ولم يتم التحقق والتأكد منهم في حينها، مما سهل في انتشار الفيروس وانتقاله من هذه الدول إلى مدن مختلفة ختى أصبح من الصعب تتبع الفيروس وحتى حالات الإصابة!
وبسبب طبيعة الدول الثلاث الفقيرة، والنظام الصحي المتهالك، وضعف قطاع المواصلات، وبالأخص في المناطق الريفية، مما وضع عقبات جمة أمام انتقال ووصول المرضى إلى المستشفيات والمراكز الصحية! كما أن الجهل بالمرض الذي أصابهم واعتقادهم بأنه الملاريا وعدم معرفتهم بطبيعة المرض وانتقاله وبالاخص عند دفن الجثث، سهل من انتقاله في قرى ومناطق ريفية بأكملها! بالإضافة إلى عدد من العوامل الأخرى التي ساعدت ونشرت الفيروس بطريقة أسرع وأفتك.
إلا أن انتشار فيروس الايبولا لم يقتصر على دول غرب افريقيا لوحدها، حيث وصل الفيروس إلى بعض الدول الاوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، وكانت حالات الإصابة بهذه الدول عن طريق العاملين بالقطاع الصحي المتواجدين في الدول الموبوءة. ولم تسلم كل من نيجيريا والسنغال والكونغو ومالي أيضا من الايبولا.
واليكم أهم التواريخ وأحداث انتشار الفيروس:
التاريخ | الحدث |
23.03.2014 | قامت وزارة الصحة في غينيا بإبلاغ منظمة الصحة العالمية بوجود 49 حالة إصابة في ايبولا، ووفاة 29 حالة من بينهم |
24.03.2014 | تم تسجيل 86 حالة اصابة و 59 حالة وفاة من ضمنهم في غينيا |
25.03.2014 | تم وفاة حالة في غينيا، ليصبح مجموع الوفيات 60 حالة |
26.03.2014 | تم تسجيل حالتين وفاة في غينيا، ليصبح مجموع الوفيات 62 حالة وفاة |
27.03.2014 |
|
30.03.2014 | مجموع حالات الإصابة في غينيا وصل إلى 112 حالة، من ضمنهم 70 حالة وفاة |
05.04.2014 | وصل الفيروس إلى مالي، وسجلت 4 حالات اصابة |
22.06.2014 |
|
20.07.2014 |
|
27.07.2014 | تسجيل أول حالة وفاة بسبب فيروس الايبولا في نيجيريا |
27.08.2014 | تسجيل 24 حالة إصابة في الكونجو، ووفاة 13 شخصا من ضمنهم |
31.08.2014 | تسجيل أول حالة اصابة بالفيروس في السنغال |
01.10.2014 | تسجيل أول حالة اصابة بالفيروس في الولايات المتحدة الأمريكية |
09.10.2014 | تسجيل أول حالة اصابة بالفيروس في اسبانيا |
30.12.2014 | تسجيل أول حالة اصابة بالفيروس في بريطانيا |
الايبولا في 2014: تجارب ودروس!
كشف انتشار فيروس الايبولا في دول غرب افريقيا بالتحديد، الغطاء عن عدة أمور سلبية، والتي أعطت العبر للمنظمات العالمية من أجل اتخاذ خطوات جذرية في هذا المجال. حيث أوضحت منظمة الصحة العالمية بأنهم اكتسبوا معرفة ووعي كبيرين في المستوى التشغيلي، والتي تساعدهم في السيطرة على هذا التفشي، في هذا العام.
كما ازدادت الأبحاث العلمية في مجال الايبولا بشكل ملحوظ منذ بدء انتشار الفيروس، من أجل تطوير لقاحات وعلاجات لهذا الفيروس.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أن هناك أربعة دروس تم تعلمها خلال عام 2014، وهي:
- البلاد التي تعاني من ضعف في الفطاع الصحي والبنية التحتية، لا تستطيع مواجهة مثل هذا التفشي والصدمات، مما يساعد في انتشار العديد من الأمراض المعدية الأخرى المختلفة مثل الملاريا. والذي انعكس بشكل سلبي على اقتصاد هذه الدول. بالتالي يعتبر النظام الصحي الجيد حجر أساس في الاستقرار الاجتماعي للدول، وأن فشل الاستثمار في البنية التحتية الاساسية يترك الدول منهارة.
- الجاهزية، والتي تتضمن اليقظة والاستعداد لعلاج الحالة الأولى، باستطاعتها مواجهة مثل هذا التفشي والانتشار، وذلك مثلما حصل مع مالي والسنغال.
- يجب أن تتعاون جميع الجهود المختلفة في الدول، من قطاعات صحية وبنيوية وحتى تعليمية من أجل السيطرة على فيروس الايبولا.
- إشراك المجتمع المحلي هو أحد العوامل التي تكمن وراء نجاح جميع التدابير الرقابية الأخرى.