ثورة جديدة في علاج السرطان قد تقضي عليه نهائياً

هل سيكون بالإمكان القضاء على السرطان نهائياً؟ قد يكون ذلك حقيقة، فالباحثون على بعد خطوات صغيرة فقط من تحقيق الأمر! إليكم ما وجدته هذه الدراسة الجديدة.

برعاية sponsered by
ثورة جديدة في علاج السرطان قد تقضي عليه نهائياً

أشارت نتائج دراسة جديدة اننا قد نكون على بضع خطوات صغيرة فقط للقضاء على مرض السرطان، حيث وجدت الدراسة التي نشرت في المجلة العلمية Science أنه قد يكون بالإمكان حث وتشجيع الجهاز المناعي لاستهداف الخلايا السرطانية والقضاء عليها من خلال تحديد مستضدات محددة ومعينة على سطحها.

وأوضح الباحثون القائمون على الدراسة بأن خلايا T، وهي خلايا الدم البيضاء التي تساعد الجسم في محاربة العدوى، قادرة على تحديد المستضدات التي تشير إلى وجود أخطاء وراثية أو طفرات في الخلايا السرطانية.

وقال الباحث الرئيسي في الدراسة البروفيسور شارليس سوانتون Prof. Charles Swanton: "هذه النتائج تفتح الأبواب للعلاجات المناعية Immunotherapies  التي تحث خلايا T للتعرف على الطفرات المميزة للخلايا السرطانية والقضاء عليها".

والعلاجات المناعية المستخدمة في السرطان تقوم باستخدام الخلايا المناعية الخاصة بكل مريض بهدف القضاء على المرض، إلا أن هناك عائقاً واحداً قد يحول دون استخدام هذا العلاج، وهو العجز في توجيه الخلايا المناعية إلى الخلايا السرطانية للقضاء عليها مع عدم إلحاق الضرر بالخلايا السلمية المجاورة.

ولكن قد تكون هذه الدراسة الحل الأمثل لهذا العائق، حسبما بين الباحثون، وقال البروفيسور سوانتون: "لسنوات طويلة قمنا بدراسة كيفية استجابة النظام المناعي للسرطان، ولكن دون فهم واضح للمنهج الذي يساعد الخلايا المناعية في التعرف على الخلايا السرطانية"، وأضاف: "لكن بناءً على نتائجنا الحالية، سنكون قادرين على تعريف الجهاز المناعي على مميزات خاصة بالخلايا السرطانية لاستهدافها والقضاء عليها".

وأوضح الباحثون أنه عندما يقوم الورم بالنوم، يظهر عدد من الطفرات المميزة في أجزاء معينة من الخلايا السرطانية، وهذه الطفرات تنتج مستضدات على سطح الخلايا السرطانية، لتقوم خلايا T بالتعرف عليها ومهاجمتها.

بالرغم من قدرة خلايا T على التعرف على هذه المستضدات والقضاء على الخلايا السرطانية، إلا أنها قد لا تنجح دائماً في ذلك، فقد تستطيع الأورام ايجاد آلية دفاعية تعطل عمل الخلايا المناعية، أو قد يكون هناك طفرات عديدة بحيث لا تكون خلايا T قادرة على التعرف عليها جميعها والقضاء عليها.

كيف جرت الدراسة؟

استخدم الباحثون من أجل التوصل إلى نتائجهم أطلس جينيوم السرطان The Cancer Genome Atlas (TCGA) لتحليل البيانات الجينية لأكثر من 200 مريضاً مصابين بسرطان الرئة، من ثم حددوا مسضدات معينة تشير وتدل على طفرات جينية جديدة على أسطح الخلايا السرطانية.

من ثم عزل الباحثون خلايا T المأخوذة من اثنين من المشتركين، ووجدوا أن هذه الخلايا كانت قادرة على تحديد المستضدات الموجودة على أسطح الخلايا السرطانية. وبالرغم من عدم قدرة خلايا T على القضاء على الخلايا السرطانية بسبب الآلية الدفاعية الخاصة بها، إلا أن الباحثين يأملون بقدرتهم على إعادة تنشيط وتفعيل خلايا T للقضاء على الأورام.

وبين الأطباء أنه قد يكون بالإمكان تطوير لقاحات تعمل على تنشيط خلايا T بهدف القضاء على الخلايا السرطانية، وقال البروفيسور سوانتون: "دراستنا تشير بأنه بدلاً من ملاحقة الخلايا السرطانية في جميع انحاء الجسم، بإمكاننا إعطاء الأوامر المهمة للشرطي (خلايا T) وتوجيهها إلى الخلايا السرطانية والقضاء عليها نهائياً".

وأكد الباحثون أن هذه الطريقة تفتح أبواباً لدراسة كل مريض على حدة والتعرف على المستضدات المختلفة المتواجدة في الخلايا السرطانية لديه للقضاء عليها.

نشرت من قبل رزان نجار - الأحد 6 آذار 2016

آخر الأخبار