علاج فيروس البرد هل اقتربنا منه؟
لطالما تناهى لمسامعك حقيقة أن فيروسات البرد لا يمكن الاستعداد لها بلقاح أو مواجهتها بالطعم المناسب وذلك لتعدد سلالاتها الفيروسية، فهل تغير هذا الآن؟ اقرأ الخبر لتعرف.

كشف باحثون في دراسة جديدة نشرت في المجلة العلمية (Nature Communications)، عن أنهم قد يكونوا قاب قوسين أو أدنى من إيجاد علاج لفيروس البرد، وذلك بعد توصلهم لما يعتقد أنه الشيفرة الجينية التي تساعد فيروسات البرد على التطور والتغير لتصيب الفرد ببنية جينية مختلفة في كل مرة، فيعجز عن مقاومتها ويقع فريسة فيروس البرد مرات متعددة في حياته.
وطالما اعتبر العلماء تطوير لقاح لمواجهة فيروس البرد أمراً غير مجدٍ، وذلك لقدرة الفيروس العالية على التغير والتحول وعدم ثبات بنيته الجينية. ومع ذلك، كشف الباحثون عن أنهم قد بدأوا بالعمل مؤخراً على دواء قد ينجح فعلاً في الحماية من ومحاربة كافة سلالات فيروس نزلة البرد بنجاح، ولكن العمل عليه قد يستغرق 10 سنوات.
وقد كان العلماء يظنون أن جزءاً معيناً من العامل الوراثي (Genome)، هو المسؤول عن التغيير الحاصل على بنية فيروس البرد، ليتم الكشف مؤخراً عن أن أكثر من منطقة في العامل الوراثي تلعب هذا الدور، وقد بدأ العلماء يلاحظون نمطاً معيناً تعمل فيه هذا المناطق مجتمعة لتغيير بنية الفيروس في كل مرة، الأمر الذي قد يسمح وفي وقت قريب بتطوير علاج واحد يحارب كافة سلالات فيروس البرد، وهو أمر غير ممكن باستخدام لقاح يستهدف بالعادة سلالة فيروسية واحدة.
ويأتي هذا الكشف الذي لا زال في بداياته ليكون قفزة نوعية في عالم الطب، فقد يكون هو البديل المنتظر لبعض أنواع اللقاحات الفيروسية المكلفة، كما أن آلية عمل هذا النوع من العلاج قد تجعل الجسم أقل قابلية لتطوير مقاومة ضد اللقاح أو العلاجات التي تستهدف الأمراض الفيروسية عموماً، وهي إحدى أكبر المشاكل التي تواجهها علاجات الأمراض الفيروسية الموجودة في الوقت الحالي.