احذر من عملك الليلي فهو قادر على إصابتك بالسرطان
إن كنت تعمل في ودرية ليلية يجب عليك قراءة الخبر التالي لحماية صحتك وتجنب الإصابة بالسرطان!

يضطر العديد من الأشخاص في بعض الاحيان إلى العمل في نظام الورديات، حيث يبدأ دوامهم في ساعات المساء المتأخرة ويمتد حتى ساعات الصباح الأولى، هذا الأمر يسبب تغير في دائرة النوم الخاصة بأولئك الموظفين، حيث تنعكس ساعات النوم لديهم لتصبح خلال النهار وليس الليل، والذي بدوره قد يرفع بخطر الإصابة بالسرطان!
هذا ما بيّنته نتائج دراسة جديدة نشرت في المجلة العملية Cell Metabolism، حيث إن تغير ما يعرب باسم النظام اليوماوي Circadian rhythm قادر على تحفيز وحث الإصابة بمرض السرطان.
وحاول الباحثون القائمون على الدراسة بحث السبب من وراء هذه العلاقة الغربية، ووجدوا أن اضطراب النظام اليوماوي قد يؤدي إلى ضعف نوعين من الجينات القامعة للأورام، وبالتالي تحفيز نمو هذه الأورام.
فالعمل بالورديات الليلية يتدخل في عمل النظام اليوماوي الخاص بالجسم، وهو عبارة عن اليوم الكامل، أي الـ 24 ساعة التي تتحكم بوقت النوم والاستيقاظ كردة فعل على طبيعة النهار والليل، فالساعة البيولوجيا بالجسم مصنوعة من حوالي 20,000 خلايا عصبية موجودة في الدماغ معروفة باسم النواة فوق التصالبة SCN.
هذه النواة تقوم بتلقي المعلومات الخاصة بمستويات الظلمة والضوء عن طريق شبكية العين، من ثم يتم نقل هذه المعلومات إلى خلايا الجسم، ويساهم في هذه العملية جينين مختلفين: Bmal1 وPer2.
إن الجين الاول Bmal1 مسؤول عن تنشيط الجين الثاني وPer2، ليقوم الجين الثاني بتعديل عمل عدد من العمليات الحيوية في الجسم عن طريق النظام اليوماوي، مثل انقسام الخلايا والعمليات الأيضية، اللاتي تلعبان دوراً كبيراً في الإصابة بمرض السرطان في حال حدوث أي خلل فيها.
هذه البروتينات التي تقوم الجينات ببعثها تزداد خلال ساعات النهار، إلا أنها تتضاءل في ساعات الليل والظلمة، فتغير نمط الساعة البيولوجيا في الجسم يؤثر على عمل الخلايا بشكل كبير.
وقام الباحثون بتعديل بعض الفئران مخبرياً للبحث في هذه العلاقة ما بين العمل في وردية الليل وارتفاع خطر الإصابة بنوع معين من سرطان الرئة، حيث تم تقسيم الفئران إلى مجموعتين، تم تعريضهم لبرامج مختلفة من الضوء والظلمة.
فالمجموعة الأولى من الفئران تعرضت للبرنامج الطبيعي من الظلمة والضوء، أي 12 ساعة من العتمة و12 ساعة أخرى من الضوء، في حين أن المجموعة الثانية تعرضت لضوء إضافي بحوالي 8 ساعات كل 2-3 أيام.
ووجد الباحثون أن الفئران في المجموعة الثانية، أي الذين تعرضوا لضوء أكثر، طوروا الإصابة بالسرطان بشكل كبير مقارنة بالفئران في المجموعة الأولى.
وفي التجربة الثانية قام الباحثون بتعطيل عمل الجينات المذكورة سابقاً لدى جميع الفئران وعرضوهم لساعات اليوم الطبيعية (12 ساعة من الظلمة و12 ساعة من الضوء)، إلا ان ذلك الأمر سبب في إصابتهم بالسرطان أيضاً.
وأكد الباحثون وفقاً لهذه النتائج أن تعطيل عمل هاذين الجينين يعرض الإنسان لخطر الإصابة بالسرطان، وأن تعطيلهم عادة ما يتم عن طريق التعرض إلى المزيد من الضوء.
في المقابل، من المعروف أن بعض الأشخاص لا يستطيعون التوقف عن عملهم الليلي، ولكن يجدر عليهم القيام ببعض التعديلات في نمط الحياة الخاص بهم لتقليل خطر إصابتهم بالسرطان قدر الإمكان، ومن أهم هذه التعديلات ما يلي:
- التوقف والإقلاع عن التدخين
- التاكد من اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن
- عدم الإكتفاء بالجلوس طوال فترة الدوام وأخذ استراحات للمشي والحركة
- المحافظة على وزن طبيعي وصحي
- الحرص على اجراء فحوصات الكشف المبكر عن السرطان بانتظام
- عدم اهمال الصحة واستشارة الطبيب في أي مشكلة صحية.