تطوير فحص دم يحدد حاجة المرضى للمضادات الحيوية
يتناول العديد من الأشخاص المضادات الحيوية بهدف علاج العدوى التي تصيبهم، إلا أن هذه الأدوية فعالة في علاج العدوى البكتيرية، فهل من الممكن التمييز بينها وبين الفيروسية؟

بين باحثون في دراسة جديدة قاموا بها، أنهم على بعض خطوات قليلة من تطوير فحص دم يساعدهم في تحديد ما اذا كان السبب من وراء الإصابة بالأمراض التنفسية عدوى بكتيريا أو فيروسية، مما يجعل من عملية وصف المضادات الحيوية لهم أكثر دقة.
وتعتبر المضادات الحيوية نوع من أنواع الأدوية التي تهدف إلى علاج العدوى التي تسببها البكتيريا، وهي غير فعالة في علاج تلك العدوى الناجمة عن الإصابة بالفيروسات.
بالتالي وحسب احصائيات المركز الأمريكي للسيطرة على الامراض والوقاية منها (CDC) فإنه يتم صرف أكثر من 262.5 مليون وصفة للمضادات الحيوية سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية، علماً أن 50% منها غير ضرورية.
لذا يعد استخدام المضادات الحيوية السيء من اهم عوامل مقاومتها، بمعنى أن قام المريض بتناول هذه المضادات بسبب اصابته بعدوى فيروسية، سيقوم الدواء بمهاجمة البكتيريا في الجسم، والخبر السيء أن هذه البكتيريا هي النافعة وليست الضارة، مما من شأنه أن يسبب مقاومة للمضادات الحيوية لدى هذا الإنسان.
وأوضح الباحث الرئيسي في الدراسة التي نشرت في المجلة العلمية Science Translational Medicine الدكتور ابراهام تساليك Dr. Ephraim L. Tsalik أن عدد كبير من المضادات الحيوية يتم وصفها للأشخاص المصابين بأمراض الجهاز التنفسي، بسبب عدم القدرة على تحديد السبب من وراء هذه العدوى بدقة، وقال: "نستخدم الكثير من المعلومات بهدف تشخيص الإصابة، إلا أنه لا يوجد طريقة عالية الدقة تساعدنا في تحديد السبب من وراء العدوى، هل هو بكتيري أو فيروسي".
ومن أجل ذلك عكف الباحثون على تطوير فحص دم قادر على التمييز ما بين العدوى التي تسببها الفيروسات وتلك التي تأتي نتيجة الإصابة بالبكتيريا، وذلك من خلال استهدافهم لأكثر من 300 شخصاً مصاباً بعدوى الجهاز التنفسي.
وقام الباحثون بتحليل فحوصات الدم الخاصة بهم بهدف تقييم التوقعات الجينية، وهي معلومات تستخدم في تحديد ما اذا كانت العدوى فيروسية او بكتيرية، ووجدوا أنه بالإمكان استخدام هذه الطريقة التي تعطي نتائج دقيقة تصل إلى 87% تقريباً.
وأكدوا أنهم قريبون جداً من تطوير فحص دم بسيط قادر على التمييز ما بين العدوى الفيروسية والبكتيرية قريباً، فهم يواجهون الآن عائقاً يتمثل في أن هذا الفحص بحاجة إلى 10 ساعات تقريباً لتحديد الجينات، وهم يهدفون إلى تقليص هذه المدة إلى ساعة واحدة فقط.