فقدان الذاكرة لدى مرضى السكّري من النوع 2 قد يكون المرحلة الاولى للالزهايمر
حسب بحث جديد، يمكن للالزهايمر أن يحدث بسبب "سكّري الدماغ"، ومشاكل الذاكرة لدى مرضى السكّري من النوع الثاني من شأنها أن تكون مرحلة أولى للمرض.
باحثون في الولايات المتحدة يعتقدون أن السكّري من النوع الثاني من الممكن ان يشير الى ظهور مستقبلي لمرض الزهايمر، أو الى وجود المريض "على مسار" الاصابة بالمرض. هذا الادّعاء عزّزه بحث جديد، والذي ربط بين المرضين، ويدّعي أنّ ظهور عوارض فقدان الذاكرة لدى مرضى السكري من النوع الثاني من الممكن أن تكون المرحلة الاولى من المرض، وليس فقط اشارة للتدهور العقليّ.
أُجري البحث على يد د. أووان ماكني من جامعة الباني في مدينة نيويورك. وقد تمّ نشر تقرير عنه في مجلة "New Scientist". بحسب معطيات الباحثين، مرض الزهايمر تكلّف القطاع الامريكي تقريباً 130 مليارد دولار في السنة (معطيات سنة 2011). أحد عوامل الخطر الرئيسية لظهوره: مرض السكّري من النوع الثاني. معروف اليوم أنّ مقاومة الانسولين، اضافة لأنّها تسبّب السمنة الزائدة، تؤدّي ايضاً لمشاكل عقليّة (ادراكيّة)، كفقدان الذاكرة.
في بحث أُجري في سنة 2005 في جامعة براون الأمريكية، أُكتشف السبب الذي يجعل من مرضى السكّري من النوع الثاني معرّضين لخطر أكبر بالاصابة بالزهايمر; الحصين (Hippocampus) في الدماغ، والذي يرتبط بالقدرة على التعلّم، يُصبح غير حسّاس للانسولين. بكلمات اخرى: ليس فقط الكبد، العضلات، وخلايا الدهن تصبح "سكّرية" - الظاهر أنّ الدماغ كذلك، أفادت الباحثة التي اجرت البحث، د. سوزان دالامونتي.
الآن يقترح فريق ماكانتي فرضية بحسبها مرض الزهايمر سببه نوع من "سكّري الدماغ". اذا كان الأمر كذلك، يقول الباحثون، من الممكن أن تكون مشاكل الذاكرة المرافقة لظهور السكّري من النوع الثاني هي عملياً مرحلة أولية ومبكّرة لظهور مرض الزهايمر، وليست اشارات تدهور عقليّ (ادراكي).
في هذه المرحلة لا يوجد اجماع كامل حول المسبّب المحدّد لمرض الزهايمر. لكن من المعروف أنّه في المرض تظهر خلايا الدماغ مليئة برقع اميلويد بيتا (Amyloid beta - Aβ). احدى الفرضيات هي أنّ المتسّبب بالأعراض ليست هذه الرقع، بل المواد الأولية لاميلويد بيتا والتي تسمى بقليل الوحدات (oligomer). يبدو أنّ ظهور كُتل صغيرة غير قابلة للذوبان من الـ oligomer السّام، هي طريقة الدماغ بمحاولة عزلها.
نتائج البحث عُرضت في بداية شهر تشرين الثاني في المؤتمر السنوي للشركة الامريكية لعلم الاعصاب والدماغ والذي أُقيم في سان دييغو. في المؤتمر قيلَ أنّ عدد مرضى السكّري من النوع الثاني في العالم من المتوقّع أن يرتفع من 382 مليون شخص حالياً، الى 592 مليون في سنة 2053. في أعقاب ذلك، من المتوقّع حدوث ارتفاع حاد بنسبة مشابهة بمرضى الزهايمر. بحسب أقوال الباحثين، اذا كان من الممكن ايقاف بناء اميلويد بيتا والتدهور العقليّ لدى مرضى السكّري من النوع الثاني من خلال الأدوية والعلاج - من المحتمل أنّ الكثيرين منهم لن يصابوا بالزهايمر.