فقدان الوزن المفاجئ قد يكون دلالة على الإصابة بسرطان الرئة لغير المدخنين
إن فقدان الوزن المفاجئ قد يكون دلالة على الإصابة بسرطان الرئة للأشخاص غير المدخنين، لنتعرف على التفاصيل من هنا:

ديانا وي (Diana Wei) التي تبلغ من العمر 59 عامًا تُعد مثالًا على إحدى الحالات التي عانت من فقدان وخسارة الوزن بشكل مفاجئ ودون سبب مبرر، حيث اعتقدت بدايةً أن الضغوطات النفسية وشعورها بالقلق والتوتر قد يكون السبب وراء ذلك خاصة أنها فقدت ما يقارب 2.2 كيلوغرام بالرغم من أنها لم تقم باتباع أيّ حمية غذائية لخسارة الوزن خلال هذه الفترة، حتى إنها كانت تتبع النظام الغذائي نفسه، وتمارس تمارينها الرياضية كالمعتاد.
وعند انتقالها مع زوجها إلى لوس أنجلوس خلال الفترة التي انتشر فيها وباء فيروس كورونا قامت بزيارة طبيبها الجديد شي فان صن (Shih-Fan Sun) في (UCLA Health)، وذلك من أجل معرفة السبب الرئيسي وراء خسارة وزنها غير المبررة هذه والتي بدأت تشعرها بالقلق.
قام الطبيب بإجراء عدة فحوصات لديانا وي، ولكن كانت نتائج هذه الفحوصات طبيعية، ولا تشير إلى وجود أيّ مشكلة صحية تعاني منها وي، لذلك طلب منها طبيبها مراجعتها مرة أخرى بعد 6 أشهر.
وخلال ذلك الوقت فقدت ديانا وي 5.8 كيلو غرام أخرى؛ مما جعل الطبيب يقوم بإجراء فحص كامل للجسم، وتبين في نهاية الفحص أن وي تعاني من مشكلة ما في الرئتين، ولهذا طلب الدكتور منها مراجعة أحد أخصائيي الرئة.
تشخيص غير متوقع
بعد قيام وي بالعديد من الفحوصات والاختبارات التشخيصية تم تشخيص إصابتها بسرطان الرئة، مما جعلها تدخل في حالة من الصدمة والإنكار والغضب أيضًا، لأنها لطالما كانت حريصة على الحفاظ على صحتها، إذ إنها كانت ملتزمة دائمًا بإجراء بعض الفحوصات الدورية كتصوير الثدي، ومسحة عنق الرحم، إلى جانب حرصها في الحفاظ على مستوى ضغط الدم والكوليسترول ضمن المستويات الطبيعية، كما أنها لم تكن تدخن في حياتها.
أشار جراح الصدر جين ياناغاوا (Jane Yanagawa) أحد أعضاء مركز جونسون الشامل للسرطان: "أن عدد المرضى غير المدخنين تحديدًا، والذين تم تشخيصهم بأنهم مصابون بسرطان الرئة قد زاد بشكل ملحوظ في الفترات الأخيرة" وأضاف: "هذا يعني أننا بحاجة أبحاث ودراسات علمية لكشف عوامل خطر الإصابة بسرطان الرئة لغير المدخنين، وبالتالي توفير فحوصات لهم بناء على ذلك".
إن التصوير المقطعي المحوسب لغايات الكشف عن سرطان الرئة قد قلل من معدل الوفيات بسبب سرطان الرئة بين المدخنين الحاليين والمدخنين السابقين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 55 - 74 عامًا بما يقارب 20%، وذلك لدوره في الكشف عن المرض في مراحله المبكرة، ولأن هذا المرض يُعد السبب الأساسي للوفيات بين المدخنين خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا وفقًا لدراسة وطنية لفحص الرئة (National Lung Screening Trial).
كما أضاف دكتور ياناغاوا قائلًا: "أن هنالك عوامل أخرى قد تكون سببًا للإصابة بسرطان الرئة إلى جانب التدخين، مثل: التعرض للملوثات، والعوامل الوراثية، والتدخين السلبي." وأشار إلى ان هذه العوامل قد يصعب تحديدها والكشف عنها بسهولة، وأضاف قائلًا: "حتى الآن لا نملك طريقة فعالة تساهم في تحديد الأشخاص غير المدخنين الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة، والذين يجب أن يخضعوا للفحوصات الدورية". جدير بالذكر أن الفحوصات الدورية لسرطان الرئة توصى عادةً للمدخنين والمدخنين السابقين فقط.
اكتشاف المرض مصادفة
تم اكتشاف إصابة وي بسرطان الرئة صدفةً، إذ أن طبيبها لجأ إلى إجراء الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب من أجل المحاولة في التوصل إلى السبب وراء فقدانها لوزنها غير المبرر، وليس لأنها اشتبهت بوجود مشكلة رئوية لديها، وخلال إجرائها لهذا الفحص تم الكشف عن وجود عقيدة في الرئة أدت إلى تشخيصها بسرطان الرئة!
قام الدكتور ياناغاوا بمعالجة وي من خلال إجراء جراحي يُعرف باستئصال القطعة (Segmentectomy)، وهو استئصال جزء من الرئة أيّ إزالة جزء صغير من الأنسجة بالتالي وظائف الرئة لن تتأثر بشكل كبير، وذلك لأن وي تم تشخيصها مبكرًا والمرض لم يكن منتشرًا بالرئة، ويعد هذا الإجراء أصغر من جراحة استئصال الفص (Lobectomy) للرئة التقليدي.
وأضاف قائلًا: "أن سرطان الرئة كان طفيف التوغل، أيّ لم يكن منتشرًا بالعضو كاملًا، لأنه ما زال في مراحله الأولى حيث تم اكتشافه مبكرًا، مما ساهم ذلك في إجراء جراحة بسيطة لا يترتب عليها أيّ مخاطر أو مضاعفات على صحة وي." لكن يتوجب عليها القيام بالتصوير المقطعي المحوسب بانتظام لاحتمالية عودة السرطان إليها مرة أخرى.
تعلمت وي الكثير من هذه التجربة، وأصبحت أكثر انتباهًا على صحتها، وهي ممتنة للغاية لأطبائها، بالرغم من عدم قدرتهم على اكتشاف السبب الرئيسي الذي أدى إلى فقدانها لوزنها المفاجئ غير المبرر في بادئ الأمر، إلا أنها استمعت إلى جسدها وطلبت المساعدة، وأضافت وي أنه لولا فقدان الوزن، لما توجهت لطبيبها لتخضع للفحوصات المختلفة، وأن الاهتمام بالأسرة والعمل يجب ألّا يطغى على الاهتمام بالصحة، ويجب أن ننتبه لأجسادنا، وأن نكون يقظين أكثر، وإذا كان هناك شيء يثير القلق أو الشك فلا بدّ من الحرص على مراجعة الطبيب للقيام بالفحوصات المناسبة في الوقت المناسب.
مصدر هذا المحتوى من: