لماذا أمرت السلطات البريطانية بخفض استهلاك الحليب إلى النصف
وفقا للمبادئ التوجيهية العامة الجديدة يجب خفض استهلاك الحليب ومنتجات الألبان للمحافظة على الصحة والحد من مخاطر السمنة. التعليمات أصدرت على ما يبدو دون التعاون أو التشاور مع صناعة الالبان البريطانية، التي أعلنت بدورها رفضها لذلك

الحليب صحي بالنسبة لنا؟ ما هي الكمية التي يجب أن نستهلكها؟ المبادئ التوجيهية الغذائية البريطانية تشمل خمس مجموعات من الأغذية، التي تقدم على طبق "Eatwell" والتي تقدم الكمية الموصى بها من كل مجموعة من الأغذية التي في القائمة الغذائية. حتى الآن حددت المبادئ التوجيهية الغذائية ان منتجات الألبان يجب تشكل نسبة 15٪ من قائمة الطعام اليومية.
الا أن السلطات الصحية أجرت إعادة نظر في الأدلة العلمية - والمبادئ التوجيهية الغذائية البريطانية المنقحة التي صدرت الشهر الماضي والتي تنص على أنه من أجل التمتع بنظام غذائي صحي فينبغي أن تقتصر قائمة المواد الغذائية اليومية فقط على 8٪ من الحليب ومنتجات الألبان (أو بدائل الحليب).
وهذا يعني أن الاستهلاك اليومي يجب أن يقتصر على وجبة حتى وجبة ونصف فقط من الحليب ومنتجات الألبان أو بدائل الحليب. على سبيل المثال، حبوب الصباح الكاملة بدون سكر مع 150 مل من الحليب, و- 3 أكواب من الشاي مع القليل (30 مل للكوب) من الحليب الخالي من الدسم طوال اليوم، أو 200 غرام من الزبادي قليل الدسم و- 3 أكواب من القهوة مع القليل من الحليب (30 مل للكوب) على مدار اليوم.
توصي المبادئ التوجيهية بالإضافة لتقليص كمية الحليب أيضا تفضيل الحليب الذي يحتوي على نسبة 1٪ من الدهون على الحليب الذي يحتوي على 3٪ من الدهون، اختيار الجبن قليل الدسم، التقليل من استهلاك الأجبان الصلبة. توصي المبادئ التوجيهية أيضا بقراءة الملصقات على عبوات منتجات الألبان وتفضيل تلك ذات النكهة الطبيعية، قليلة السكر والدهون.
ضريبة على المشروبات المحلاة
نشرت المبادئ التوجيهية الغذائية الجديدة بعد يوم من تحقيق صناعة الألبان إنجازا رائعا في الساحة السياسية - الإعفاء من الضرائب على مشروبات الحليب المحلاة. وفقا للقانون الجديد، ابتداء من عام 2018 سوف تفرض ضريبة إضافية بنسبة 5% على المشروبات المحلاة لمكافحة وباء السمنة بين الأطفال.
مع ذلك في صناعة الألبان نجحوا في منع فرض الضريبة على مشروبات الحليب المحلاة (مثل مشروب الشوكولاتة). لذلك، يبدو أن المبادئ التوجيهية الغذائية الجديدة فاجأت شركات صناعة الألبان البريطانية، حيث ردت بغضب كبير على تعليمات السلطات الصحية التي تنص على تقليص الكمية المستهلكة الى النصف من وجبات الحليب الموصى بها، والحد بقدر الامكان من منتجات الألبان المحلاة الغنية بالدهون.
"يبدو أن Public Health England (الهيئة الحكومية المسؤولة عن نشر التوصيات) لا تعي الفوائد الغذائية الفريدة من استهلاك الحليب كما يتضح من البيانات التي قدمتها هذه الهيئة بنفسها", كما أفادت الدكتورة آن مولر، المسؤولة عن التغذية في مجلس الحليب البريطاني.
"واحدة من كل خمس فتيات في انكلترا لا يحصلن على جرعة الكالسيوم المطلوبة، وكذلك النساء والفتيات الحوامل يعانين من نقص بسيط الى المتوسط في اليود". بالإضافة إلى ذلك، ادعت ممثلة مجلس الألبان البريطاني أن "الجسم يمتص المواد المغذية من الحليب بكفاءة أكبر مقارنة بالفواكه والخضروات " وانه " من غير المعقول الاعتقاد بأن يقوم الأنسان العادي بتبديل الحليب من خلال استهلاك كميات كبيرة من الخضروات وغيرها من الأغذية لتوفير ما يحتاج إليه".
رفضت السلطات الصحية في المملكة المتحدة النقد المقدم من مجلس الألبان. وأوضح المتحدث باسم Public Health England ضرورة خفض كمية الحليب لأن الخبراء المستقلين حددوا انه يمكن الحصول على ما يكفي من الكالسيوم من خلال النظام الغذائي الصحي وليس فقط من منتجات الحليب".
أوضحوا في الهيئة الحكومية المسؤولة (Public Health England) أيضا، أنه في حين أن معظم السكان يستهلكون كمية الكالسيوم اليومية المطلوبة أو أكثر من ذلك، الا ان معظمهم يستهلكون أيضا كمية أكبر مما ينبغي من الدهون المشبعة, السعرات الحرارية والملح من خلال منتجات الألبان مثل الجبن.
غضب في شركات صناعة الالبان البريطانية
المبادئ التوجيهية الغذائية الجديدة التي تم اعتمادها على ما يبدو دون أي تعاون أو تشاور مع الشركات المسؤولة عن صناعة الالبان في بريطانيا، أدت الى غضب شديد من قبل هذه الشركات حيث كان من المتبع سابقا القيام بنشر التوصيات بعد التشاور معهم.
في Dairy Uk، رابطة التجارة التي تجمع بين منتجي الألبان في المملكة المتحدة، احتجوا على أن السلطات الصحية لم تتشاور معهم خلال عملية صياغة التوصيات، ولأن صناعة الألبان لم تحصل على فرصة لتقديم أدلة علمية أو لتساعد على منع أخطاء خطيرة والتي وقعت بحسب رأيهم في التوصيات، ولذلك فهم ينوون المطالبة بالاطلاع على الوثائق, وفحصها وفقا للصيغة التي كانوا قد طوروها وحددوها بأنفسهم.
بالنسبة لمصنعي الألبان في المملكة المتحدة، فالتوصيات ليست هي الكلمة الأخيرة. "دليل Eatwell الجديد لا يتفق مع توصياتنا ونحن نخطط لإعادة مناقشة هذه المسألة مع وزارة الصحة"، قالت المديرة التنفيذية لـ Dairy Uk.
مباشرة بعد نشر المبادئ التوجيهية الغذائية الجديدة، نشرت شركات صناعة الألبان تقريرا من ناحيتها بعنوان "اعادة منتجات الألبان الى القائمة الغذائية" (Putting Dairy Back on the Daily Menu)، حيث تشير الى الهدف التالي - تعزيز سياسات استهلاك 3 منتجات من الألبان يوميا في المملكة المتحدة.