مرض جلدي ينتشر في سوريا بسبب الحرب

تناولت العديد من الوكالات الإخبارية المختلفة خبر انتشار داء الليشمانيات الجلدي Cutaneous leishmaniasis في سوريا، فما هو هذا المرض وما هي حقيقة الأمر؟

برعاية sponsered by
مرض جلدي ينتشر في سوريا بسبب الحرب

انتشر داء الليشمانيات الجلدي Cutaneous leishmaniasis بسرعة كبيرة في سوريا مؤخراً، ويعود ذلك الإنتشار المخيف حسبما بيّن الباحثون حول العالم إلى نقص المرافق الصحية في الدولة والحرب التي أدت إلى هدم مرافق مهمة جداً فيها.

إن الحرب التي لا تزال مشتعلة في سوريا أسفرت عن وجود العديد من اللاجئين، وقلة المرافق الصحية والنظافة العامة في الدول، مما ساعد في انتشار هذا الوباء بين مواطنيها. وكانت قد أوضحت دراسة جديدة نشرت في المجلة العلمية PLOS أن المرض آخذ بالانتشار في المناطق التي تشهد نزاعات في العالم، ومن بينها سوريا.

داء الليشمانيات الجلدي ينتقل إلى الإنسان عن طريق لسعة أنثى ذباب الرمل لينتج عنها جروح متقرحة تدوم لأشهر عديدة بالرغم من تلقي العلاج. وعادة ما يصاب الإنسان بهذه القروح في المناطق الغير مغطاة من جسمه مثل الوجه والأطراف.

يخترق من خلال لسعة هذه الذبابة طفيلي أحادي الخلية إلى جلد المصاب، ويكون قادراً على العيش والتكاثر داخل الجهاز المناعي. وتجدر الإشارة أن هذا المرض لا ينتقل من إنسان مصاب إلى آخر معافاة، بل من الذباب المصاب إلى الإنسان المعافاة فقط.

وأشارت الدراسة بأن الحرب والنزاع في سوريا نتج عنه تحطيم وتدمير القطاع الصحي، ففي أحصائيات تمت في عام 2015 بيّنت أن أكثر من نصف المستشفيات العامة قد أغلقت أو تعمل بشكل جزئي، مما يدفع المرضى السوريين إلى السفر مسافات طويلة للعثور على مستشفى صحي مؤهل.

وأفادت الدراسة أن داء الليشمانيات الجلدي قابل للعلاج، ولكن الأمر يختلف الآن في سوريا في ظل انقراض المنظومة الصحية، حيث أوضحت الإحصائيات أن أعداد الإصابة بالمرض ارتفعت من 23,000 مريضاً في عام 2011 قبل الحرب، لتصل إلى 41,000 مريضاً في عام 2013.

ولا يقتصر الأمر على سوريا فقط، بل لاحظت الدول العربية التي قامت باستقبال عدداً من اللاجئين السوريين انتشار المرض فيما بينهم، لبنان على سبيل المثال، سجلت 1,033 حالة إصابة في عام 2013 مقارنة بست حالات فقط خلال الـ 12 سنة السابقة.

واكد الباحثون القائمون على الدراسة بأن المرض آخذ بالإنتشار بين السوريين نظراً لتجمع عدد من عوامل الخطر المشجعة لذلك، ومن أهمها:

  • تراكم النفايات والأوساخ
  • سوء الصرف الصحي
  • السكن الرديء
  • قلة المرافق والمستشفيات الصحية
  • تواجد ذباب الرمل بكثرة.

إن الإصابة بالمرض وظهور أعراضه قد تتراوح ما بين 2- 6 أشهر من التعرض للسعة الذبابة، وحسبما أوضح الباحثون، ساعد هذا الأمر في انتشار المرض بصورة أكبر في الدول التي استقبلت اللاجئين السوريين، ولكن من الصعب الآن تحديد عدد اللاجئين السوريين المصابين بالمرض نظراً لإنتشارهم في الدول المختلفة، وعدم ظهور الأعراض على الجميع.

نشرت من قبل رزان نجار - الأربعاء 1 حزيران 2016

آخر الأخبار