تقرير جديد يؤكد أن نسبة السمنة تفوق نقص الوزن في العالم

يواجه العالم في السنوات الأخيرة الماضية ارتفاعاً ملحوظاً بأعداد المصابين بالسمنة، وذلك بالرغم من الجهود التي يتم بذلها لمكافحة الأمر، فما هو الوضع الحالي حسبما أفاد هذا التقرير؟

برعاية sponsered by
تقرير جديد يؤكد أن نسبة السمنة تفوق نقص الوزن في العالم

كشف تقرير حديث قام به باحثون من جامعة Imperial College London أن أعداد السمنة في العالم أجمع آخذة بالارتفاع بشكل غير مسبوق، حيث كان عدد المصابين بالسمنة (مؤشر كتلة جسم BMI أعلى من 35) في عام 1975 حوالي 105 مليون شخصاً عالمياً، ووصل هذا العدد في عام 2014 إلى 641 مليون شخصاً تقريباً.

ووفقاً للتقرير الذي نشر في المجلة العلمية The Lancet فإن نسبة الرجال المصابين بالسمنة في العالم ارتفعت من 3.2% إلى 10.8%، في حين تضاعفت النسبة بين فئة النساء من 6.4% وصولاً إلى 14.9%. وأشار التقرير أنه وبالرغم من ارتفاع أعداد المصابين بالسمنة حول العالم، انخفضت نسبة المصابين بنقص الوزن (مؤشر كتلة جسم أقل من 18.5) في المقابل، وتشير الإحصائيات أن نسبة المصابين بنقص الوزن انخفضت لدى الرجال من 13.8% حتى 8.8%، أما للنساء فتراجعت هذه النسبة من 14.6% إلى 9.7%.

واستطاع الباحثون التوصل إلى هذه النتائج من خلال جمعهم وتحليلهم لمعلومات من 186 دولة مختلفة حول العالم، ولاحظوا أنه في حال استمرار هذا النهج في ارتفاع أعداد المصابين بالسمنة، فمن المتوقع أن يصاب 18% من الرجال و21% من النساء حول العالم بالسمنة بحلول عام 2025، وسيكون أكثر من 6% من الرجال و9% من النساء مصابين بالسمنة المفرطة (مؤشر كتلة جسم أعلى من 40). 

وأفاد الباحث الرئيسي في الدراسة الدكتور ماجد عزتي Majid Ezzati أنه خلال السنوات الأربعين الماضية طرأ تغير ملحوظ في أعداد المصابين بنقص الوزن، حيث كان عددهم يفوق أعداد المصابين بالسمنة"، وتابع: "في حال استمرار زيادة أعداد المصابين بالسمنة لصالح نقص الوزن في العالم، سيكون عدد النساء المصابات بالسمنة المفرطة أكبر بكثر من النساء المصابات بنقص الوزن، وهو أمر غير جيد بالحالتين، كما ستفشل منظمة الصحة العالمية بتحقيق أهدافها في تقليل أعداد المصابين بالسمنة بحلول عام 2025".

دول تعاني من نقص الوزن

وجد الباحثون من خالال تحليل المعلومات أن عدد الأشخاص المصابين بنقص الوزن كان أكبر في جنوب آسيا، حيث وصلت نسبة المصابين بين الرجال إلى 23.4%، أما النساء فكانت نسبة الإصابة بين صفوفهن بنقص الوزن 24% في عام 2014. 

وبالرغم من تراجع نسبة الإصابة بنقص الوزن في وسط وشرق آسيا إلا أن النسبة لا زالت عالية، وسجلت لدى النساء ما يزيد عن 12% وأكثر من 15% بين صفوف الرجال. واكد الباحثون ان أكثر من خمس الرجال وربع النساء في أفغانستان والهند وبنغلاديش وتيمور الشرقية وإريتريا وإثيوبيا مصابين بنقص الوزن، علماً أن نصف الرجال والنساء المصابين بنقص الوزن تقريباً يعيشون في الهند.

وزن طبيعي في بعض الدول

خلال السنوات الأربعين الماضية لم تتغير نسبة النساء اللاتي تمتعن من وزناً طبيعياً في كل من سنغافورة وسويسرا واليابان وجمهورية التشيك وبلجيكا وفرنسا، بمعنى أنه لم يكن هناك زيادة بمعدل النساء المصابات بالسمنة في هذه الدول.

ويرجح الباحثون السبب وراء ذلك إلى تناول النساء في هذه الدول للطعام الطازج والغير معالج بشكل كبير، واتباعهم لنمط غذائي صحي أكثر من النساء اللاتي يقطن في دول أخرى مختلفة.

خطر السمنة يهدد دول معينة

لاحظ الباحثون في التقرير الذي أعدوه أن معدل مؤشر كتلة الجسم المرتفع تركز في كل من دولة بولنيزيا وميكرونيسيا، حيث بيّنت النتائج أن أكثر من 38% من الرجال ونصف النساء في هذه الدول يعانون من السمنة.

وأكد الباحثون أن 20% من المصابين بالسمنة يعيشون في ستة دول ذات الدخل المرتفع، كما يقطن هذه الدول أكثر من ربع المصابين بالسمنة المفرطة، وهي:

  • أستراليا 
  • كندا 
  • ايرلندا 
  • نيوزيلندا 
  • المملكة البريطانية المتحدة
  • الولايات المتحدة

وتجدر الإشارة أن أكثر من 27.8% من الرجال المصابين بالسمنة حول العالم و18.3% من النساء يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية!

ووفقاً لهذه النتائج الصادمة أوضح الدكتور عزت أن الجهود المبذولة بهدف التقليل من أعداد السمنة حول العالم غير مجدية، وأنه قد يكون من الأفضل اللجوء للعمليات الجراحية الخاصة بانقاص الوزن، لكن نتائجها غير معروفة على المدى الطويل، كما انه من غير الممكن القيام بها في الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض.

 

نشرت من قبل رزان نجار - الأحد 3 نيسان 2016

آخر الأخبار