هل يستجيب الرجال للحرارة مثل النساء؟
هل تختلف ردة فعل النساء والرجال تجاه الحرارة؟ هذا ما كشفت عنه الدراسة الحالية، إليك التفاصيل.

وجدت نتائج دراسة جديدة نشرت في المجلة العلمية (Experimental Physiology) أن أجسامنا لا تختلف في تعاملها مع الحرارة اعتماداً على الجنس، وذلك عكس ما كان شائعاً سابقاً!
يمتلك الجسم جهازاً يعمل على تنظيم الحرارة، وبالتالي الحفاظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية خلال الأيام الحارة وحتى أثناء ممارسة التمارين الرياضية، إذ يقوم هذا الجهاز بإنتاج الحرارة من ثم إطلاقها خارج الجسم بعدة طرق من بينها التعرق.
ووفقاً لهذه العمليات، فإن حرارة الجسم الطبيعية تتراوح ما بين 36.5- 37.5 درجة مئوية، ولكن عندما ترتفع درجة الحرارة الخارجية يتم إرسال إشارات إلى منطقة معينة في الدماغ لتقوم بعمليات تهدف لحفاظ على درجة حرارة الجسم الداخلية. خلال ممارسة الرياضة مثلاً، تقوم مستقبلات الحرارة الموجودة على الجلد بإرسال إشارات إلى هذه المنطقة في الدماغ، التي تخبر الجسم بدورها بضرورة البدء في تبريد نفسه عن طريق إفراز العرق.
وكان يعتقد أن الرجال والنساء يستجيبون لهذه العملية بشكل مختلف ما بينهما، إلا أن الدراسة الحالية جاءت لتنسف هذه الاعتقادات، حيث اقترح الباحثون القائمون على الدراسة أن ردة فعل الجسم تجاه الحرارة يتغير اعتماداً على النسبة بين مساحة سطح الجسم والكتلة وليس الجنس.
وقام الباحثون بإجراء تجربة على مجموعة من المشاركين من كلا الجنسين، ووجدوا أن النسبة بين مساحة سطح الجسم والكتلة لعبت دوراً أساسياً في ردة فعل الجسم تجاه الحرارة، وأن الجنس لعب دوراً ثانوياً وبسيطاً جداً في هذه العلاقة، بنسبة وصلت إلى أقل من 5% تقريباً.
ولاحظ الباحثون أن المشاركين الذين يملكون جسم أصغر مقارنة بالآخرين يتخلصون من الحرارة الزائدة في الجسم عن طريق زيادة الدورة الدموية بدلاً من التعرق.
وأكد الباحثون بدورهم أن الجنس لا يلعب دوراً هاماً في عملية استجابة الجسم للحرارة، وهذا ما بينته تجاربهم، إلا أن هناك حاجة للتعمق في هذه التجارب والتأكد من نتائجها.